“كهرباء حلب” تفقد قدرتها على إصلاح الأعطال بعد نفاد مستلزمات الصيانة
مع قلة وصل التيار الكهربائي لأحياء مدينة حلب، ومع تعذر وجود الإنارة الكهربائية الحكومية ضمن البيوت والمحلات التجارية، يتزامن مع ذلك أيضاً تردي شبكة التيار ذاته، والتي تعاني من التهالك جراء الحمولات الزائدة، في ساعتي الوصل على أقل تقدير.
ورغم أن ذلك ينطوي ربما على ضرورة تأهيل شبكة الصيانة وتغييرها بالكامل، وهو ما حصل في بعض الأحياء المحررة منذ نحو سبع سنوات، غير أن كثيراً من الأحياء لا زالت تعاني من سوء الشبكة وخروجها عن العمل، هذافي حال تغذيتها بالتيار الكهربائي.
تلك المشكلة ليست وليدة اليوم أو ناتجة بفعل الأزمة، وإنما لها جذور تاريخية قبل سنوات الحرب، وخاصة في فصل الشتاء، حيث يزداد من خلاله رفع الحمولة على الشبكة، إذ يستغل الحلبيون ساعات الوصل القليلة بغية التدفئة، مما يشكل أعباء أخرى على الشبكة.
وأمام الحال تلك ومع خروج بعض الشبكات عن العمل، يفقد عمال الصيانة تدريجياً قدرتهم على إصلاح الأعطال، بعد نفاد مستلزمات الصيانة من شركة كهرباء حلب، حيث أعلن مكتب طوارئ كهرباء المدينة عن تراجع قدرته على إصلاح أعطال الشبكة المتكررة خاصة في أحياء “الجميلية والعرقوب والليرمون والحمدانية”.
وحيال الأمر، أوضح مهندس صيانة في أحد مكاتب طوارئ الكهرباء، خلال تصريحات صحفية، بأن مستودعات المكاتب فارغة من معدات صيانة الشبكة الكهربائية التي زادت أعطالها أخيراً نتيجة اهتراء أجزاء كبيرة منها في مناطق عديدة ومتفرقة من المدينة، وذلك نتيجة قدم الشبكة، وطالب بالإسراع في مد شركة كهرباء حلب بمستلزمات الصيانة، ولاسيما الأمراس والأكبال والفواصل، وغيرها.
مصدر في مكتب طوارئ الليرمون، كشف هو الآخر في تصريحات صحفية، عن تلقي المركز ١٥٠ بلاغاً يومياً عن الأعطال، وهو ما يفوق طاقة عمال الصيانة وورشها على الوفاء بالتزاماتهم تجاه المتضررين من الأعطال، في ظل فقدان الكثير من معدات الصيانة اللازمة لسد حاجة أعطال الشبكة في أحياء غرب المدينة، التي يصلها التيار الكهربائي وتحتاج شبكته القديمة إلى تغيير جذري وشامل.
مصدر في الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب قال إن الفترة القريبة المقبلة ستشهد تحسناً ملحوظاً في إمداد الشركة بمستلزمات الصيانة اللازمة لتحسين وضع التيار الكهربائي في المدينة والريف، وبما ينعكس على جودة الخدمة، بغض النظر عن ساعات تقنين التيار الكهربائي، وذلك بعد شكاوى المواطنين العديدة، واتهامهم مسؤولي الصيانة بالتقاعس عن أداء مهامهم.
أقرأ أيضاً:
تحت سطوة القانون … حرمان آلاف المكتتبين على السكن الشبابي من مساكنهم
محافظة طرطوس ترفع الجاهزية .. غمر عشرات الهكتارات والمنازل وأنباء عن وفيات جراء فيضان نهري العروس والكبير الجنوبي