كيان الاحتلال .. “نمر من ورق “
“عصابات متطرفة” هي الرحم الذي تشكلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ غرس هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين العربية عام 1948، تلك العصابات وأبرزها “الهاغاناه” و “اراغون” و “شتيرن” تفضح “العقيدة الصهيونية” لهذا الكيان القائم على القتل والتهجير واستباحة الأرض العربية منذ النشأة.
جزء أساسي من إستراتيجية وعقيدة كيان الاحتلال قامت عبر السنين على القتل والتنكيل والتطرف والعنصرية، بهدف إشعار “الخصوم” بالمنطقة بأنهم ضعفاء أمامها عبر إظهار “الجندي الإسرائيلي” بأنه لا يقهر، وجيشها لا يهزم، وحروبه نزهة، وتدور رحاها على الأرض العربية وليست داخل الأراضي العربية المحتلة.
لقد صور كيان الاحتلال نفسه بالنسبة لمحيطه العربي على أنه “وحش كاسر” لايمكن مواجهته ، فيما رسم لنفسه صورة مختلفة في الغرب، على أنه “حمل وديع” وسط “قطعان الذئاب” بهدف استمرار استجرار الدعم الغربي له ومده بمقومات الحياة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه والشعوب العربية بالمنطقة ‘ على اعتبار أن هذا الكيان يشكل مخفرا متقدما للغرب المتصهين في الشرق الأوسط وتجب حمايته لتحقيق مصالحهم الدنيئة على الأرض العربية.
صيرورة التاريخ تؤكد أن الكيان الغاصب لم يكن بتلك القوة المزعومة ، بل كان وجوده ودعمه حاجة غربية إلى إنشائه ليغدو “طفلها المدلل”، كي تكون “أداة” في المنطقة العربية لتحقيق مصالح قوى غربية كبرى وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرهم.
العديد من الباحثين والمفكرين العرب كتبوا عن هذه “الصورة النمطية” التي حاولت “إسرائيل” الترويج لها على أنها لا تقهر، وبالتالي شكلت هذه الصورة ردعاً مباشراً للدول العربية وللعديد من الدول الإسلامية التي استسلمت بعضها لهذه الدعاية، ففتحت الباب أمام التطبيع مع الكيان الغاصب على اعتبار أنه الجندي الغربي بالمنطقة .
ويجهد كيان الاحتلال في المحافظة على صورة ” النمر الخارق” في الشرق الأوسط ، فيما الغرب يدرك أن هذا ” النمر من ورق” ، إذا توقف عن دعمه، فواشنطن وحلفاؤها يدركون أن “طفلهم” المدلل سيفنى إن رفعوا أيديهم عن دعمه، لتأتي عملية ” طوفان الأقصى” التي فجرتها حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتكشف الغطاء عن هذا الكيان الوهن، ولتثبت تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر والخسائر التي يتكبدها هذه الكيان أنه بالفعل كما قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله إنه كيان “أوهن من بيت العنكبوت”.
ولعل تصريحات مسؤولي كيان الاحتلال لجهة قلقهم من فتح جبهات حرب جديدة ضد هذا الكيان المؤقت وخصوصاً في لبنان، رغم تباهي مسؤولي هذا الكيان بقدرة “إسرائيل” على محاربة أكثر من جيش ،إلا أن جميع المعطيات على أرض الواقع تختلف وتدل على العكس مع تكريس عادلات أمنية جديدة في المنطقة، عنوانها المقاومة في مواجهة الاحتلال حتى التحرير.
الشعب الفلسطيني ورغم الصدمة المروعة التي حدثت له أيام القتل والتهجير وبعدها، كشف حقيقة هذا “النمر المزيف” من خلال بطولاته وتضحياته ومقارعته قوات الاحتلال يومياً، حيث لا يهاب الفلسطينيون مواجهة الاحتلال مهما غالى في صلفه وتجبره وعدوانه.
وفي إطار هذا الفهم تم تطوير فكرة المقاومة بالمنطقة سواء الفلسطينية واللبنانية ، من مجرد الاكتفاء بصد هنا أو رد هناك، عبر عمليات فلسطينية متفرقة ضد إسرائيليين، بل تعدتها إلى إنشاء كيانات شعبية مقاومة أكثر قدرة على التعامل الجدي مع كيان الاحتلال وقواته.
لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في غزة على مدى أكثر من شهر من عدوان إسرائيلي موصوف ضد القطاع، أنها تدرك جيداً بأن ” مقولة الجيش الذي لا يقهر ” مجرد كذبة اختلقها الكيان المؤقت ليرهب الدول العربية بها، فيما حقائق الميدان تثبت العكس تماماً.
عمليات المقاومة المستمرة في غزة وفي جنوب لبنان ضد الاحتلال تؤكد أنها قادرة على مواجهة هذا الجيش الذي ادعى أنه لا يقهر، بل وتنتصر عليه كما حدث في 2006 و2008 وغيرها من الحرب حيث كانت للمقاومة الكلمة الفصل على حساب الاحتلال الإسرائيلي.
أقرأ أيضاً:إسرائيل “مغول العصر” لن تفلت من العقاب
أقرأ أيضاً:“طوفان الأقصى” .. حين تنفضح الرواية الإٍسرائيلية