تقارير دولية وفلسطينية ووثائق وشهادات جميعها كشفت أن كيان الاحتلال استعان بآلاف من الإرهابيين المرتزقة من شتى أصقاع العالم لمواجهة حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي حربها المفتوحة على الفلسطينيين عموماً.
جرائم يندى لها جبين الإنسانية ترتكبها إسرائيل ومرتزقها في سياق الحرب المفتوحة على قطاع غزة فيما تتعالى أصوات دولية بضرورة محاكمتهم على تلك الجرائم، وسط صمت دولي رسمي تجاه هذه التقارير، صمت يؤكد صحة تلك التقارير.
ورغم أن استعانة كيان الاحتلال بمرتزقة من الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وأوكرانيا وحتى دول في إفريقيا وغيرها ليس بالأمر الجديد في حروبها العدوانية التي خاضتها منذ 1948، إلا أن هذه المرة بدأت أصوات الإدانات تعلوا والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب ومرتزقتهم بسبب حجم الجرائم المرتكبة في غزة مقارنة بأي حرب سابقة.
جنوب إفريقيا التي هددت مواطنيها المشاركين بالقتال في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي بالملاحقة القضائية، أكدت ضمنياً وجود مرتزقة يقاتلون إلى جانب قوات الاحتلال في قطاع غزة.
تقارير إعلامية كثيرة أكدت تجنيد المرتزقة في صفوف قوات الاحتلال ،أبرزها تحقيق نشرته صحيفة “إلموندو” الإسبانية والذي تضمن مقابلة مع مرتزق إسباني في قوات الاحتلال الإسرائيلي، كان أبرز دليل على استعانة تل أبيب بجيش من المرتزقة، مقابل 3900 يورو في الأسبوع الواحد، قابلة للزيادة حسب المهام الموكلة لكل مرتزق، الأمر الذي أكدته شبكة “أوروبا1” الفرنسية، حيث أثار التقرير عن تجنيد الجيش الإسرائيلي 4 آلاف و185 من مزدوجي الجنسية الفرنسية – الإسرائيلية للقتال في صفوفه على الجبهة في غزة، ضجة إعلامية في فرنسا وخارجها.
وتغض كل من الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وأوكرانيا النظر عن مواطنيها الذين يقاتلون في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل يتم تقديمهم للرأي العام في الإعلام المحلي “كأبطال” وليس “كمجرمي حرب”.
إن استعانة كيان الاحتلال بالمرتزقة يكمن الهدف الأساسي منها بحسب المصادر الفلسطينية تقليص عدد القتلى “الرسميين” في صفوف قوات الاحتلال المعلن عنهم، لتجنب التأثيرات السلبية للأرقام الحقيقية على الرأي العام الداخلي، كما أن الاستعانة بهم يسمح بتسريح عدد أكبر من جنود الاحتياط للعودة إلى وظائفهم المدنية وتقليص الخسائر الاقتصادية، بينما يمكن تغطية النفقات على المرتزقة عبر المنح السخية للولايات المتحدة الأمريكية ولتبرعات يهود الشتات.
“كيان مرتزق” يعتمد على مرتزقة في تأكيد على أن هذا الكيان القائم على الاحتلال والفاشية، لا يعترف بأي قرارات دولية أو قوانين إنسانية، كما يثبت أن رعاته لا يقيمون وزناً لما يدعونه بأنهم حماة المبادئ والشعارات الإنسانية، فالولايات المتحدة الأمريكية استخدمت “الفيتو” في مجلس الأمن عشرات المرات ضد قرارات تدين جرائم هذا الكيان الفاشي بحق الشعب الفلسطيني ودول المنطقة.
تجربة الاعتماد على المرتزقة في كيان الاحتلال الإسرائيلي لم تكن الأولى في المنطقة، فقد استقدمت الدول المعادية لسوريا وعلى رأسها كيان العنصرية الإسرائيلي خلال سنوات حربها على الشعب السوري شذاذ الأنفاق والمرتزقة من شتى دول العالم لتغرسها في الجسد السوري مستبيحة الدم السوري ، لتكون حرب بالوكالة عن الصهيونية العالمية باستخدام المرتزقة المأجورين المدفوعين بالمال الملوث والفكر المتطرف.
فمحور العدوان على سوريا جاء بالمرتزقة من كل أصقاع الأرض لتدمير الدولة السورية ومنجزات شعبها، والتأثير على قرارها الوطني المستقل، ولكنهم فشلوا في مخططاتهم بفضل بسالة الجيش وعزيمة الشعب السوري وقيادته في المواجهة.
وكما أفشل السوريون مخططات أعدائهم فإن الأمر المؤكد أن الشعب الفلسطيني ومقاومته قادرون على تحطيم “مخطط الشر” الإسرائيلي الأمريكي الغربي الجديد ضدهم و الذي يستهدف في نهاية المطاف تصفية القضية الفلسطينية برمتها.
أقرأ أيضاً:أرباح أمريكية” مغموسة بالدم الفلسطيني
أقرأ أيضاً:أطول الحروب وأكثرها كلفة على “إسرائيل”