لقاء المنتصرين على أرض الياسمين
44 عاما من علاقات الصداقة والأخوة تربط بين سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، عبر جسور سياسية واقتصادية وثقافية وروحية متعددة الأشكال والألوان، أثمرت تعاونا في شتى المجالات وغيرت معادلات في المنطقة وشكلت إنموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم.
زيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي الى سوريا اليوم تأتي في سياق تعزيز تلك العلاقات والبناء على ما سبق منها للوصول إلى الأهداف المنشودة، علاقات وصفها السيد رئيسي بالأمس في مقابلة مع قناة الميادين “بالاستراتيجية والعميقة”، وزيارته إلى دمشق تصب في إطار ترسيخها وتطويرها في كل المجالات.
“لقاء المنتصرين” بحسب ما يصفه العديد من المتابعين لمجريات زيارة الرئيس الايراني المرتقبة اليوم الى عاصمة العروبة دمشق، لقاء طال انتظاره بعد سنوات الحرب الإرهابية ضد سورية منذ أكثر من اثني عشر عاما مضت، لتكون الزيارة الأولى لرئيس إيراني منذ التوقيت ذاته.
زيارة تأتي في توقيتات مهمة تفرضها التطورات الدولية والإقليمية المتسارعة خصوصا على وقع التقارب العربي الإيراني عقب توقيع الاتفاق الايراني السعودي برعاية صينية في العاشر من الشهر الماضي، وتأتي في سياق التحالفات الجديدة التي بدأت بالتبلور وتخدم مصالح محور المقاومة في المنطقة برمتها، مع بدء أفول عهد الاستكبار الأمريكي عن المنطقة والعالم.
“لقاء المنتصرين” المنتظر اليوم بين السيد رئيسي والرئيس السوري بشار الأسد سيكون محور الاهتمام الدولي، لما له من تداعيات خارج حدود إطار الجغرافيا المحلية والاقليمية، هذا اللقاء الذي سيأتي ليكرس معادلة الانتصار على الإرهاب على الأرض السورية، بعد السنين العجاف التي واجهت فيها سوريا الإرهاب العالمي بمساعدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا وغيرهما من الأصدقاء والحلفاء، ليكون لقاء الرئيسين اليوم بالفعل إعلان انتصار وإعلان بدء مرحلة جديدة يبنى على نتائجها اقليميا ودوليا.
والعالم يترقب نتائج زيارة الرئيس الايراني الى دمشق هذا اليوم التي وصفها المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي بأنها استراتيجية للبلدين ولجبهة المقاومة، في سياق الحرب الدولية على الإرهاب في سورية والمنطقة وفي سياق الحرب الأشمل في مواجهة الهيمنة الغربية والأمريكية على المنطقة والعالم أيضاً.
بالطبع سيكون للشق الاقتصادي أهمية بالغة بالنسبة لسورية ولإيران خلال الزيارة المرتقبة خلال ساعات، كما أكد المتحدث باسم الحكومة الايرانية أن الزيارة تعد استمرارا لسياسة حسن الجوار التي تنتهجها إيران وسورية، وستركز على المجالات الاقتصادية وأن البلدين لديهما تجارب ناجحة في التعاون في مختلف المجالات مثل الأمن ومكافحة الإرهاب ويمكنهما الوقوف جنبًا إلى جنب خلال فترة إعادة إعمار سورية نظرا إلى إمكانيات وقدرات إيران في المجالات الفنية والهندسية.
إذا لقاء المنتصرين اليوم، سيكون ضربة موجعة لكيان الاحتلال الاسرائيلي ومن لف لفيفه من محور الأعداء، فلقاء اليوم تثيبت لمعادلة المقاومة التي كان لسورية وإيران الضلع الأهم فيها وهما عمودها الفقري، فأهلا بضيف سورية الكبير.
أديب رضوان – سونا نيوز
اقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني يصل إلى سوريا في زيارة رسمية يلتقي خلالها مع الرئيس الأسد
عشيَّة زيارة سوريا.. الرئيس الإيراني يكشف جانباً من أهداف الزيارة ويؤكد دور سوريا المتقدم في المحور
وصول الرئيس الإيراني لسوريا