مع كثرة الحديث عن عدم جدوى من وضع أجهزة الـ “GPS” في حلها أزمة المواصلات في دمشق، تأكد ذلك الأمر مع استمرار غياب السرافيس خاصة في أوقات الذروة.
ويستمر الحديث بأن القرارات الحكومية في معالجة أزمة ما، دائماً ينتج عنها أزمة أخرى، وليس قطاع النقل وحده من يعاني من الحلول “الترقيعية”، وذلك حسب وصف الأوساط المحلية.
وتتكرر مشاهد الوقوف والطوابير في محطات انتظار السرافيس والباصات في دمشق، وهي مشاهد باتت مألوفة لسكان العاصمة، ويمكن القول أمام الحال هذه، إن توفر السرافيس ولو بالحد الأدنى، هو المشهد الغريب والذي يدعو ربما لدهشة المواطن.
وإذا أردت معرفة الأزمة الحاصلة، ما عليك سوى المرور بالبرامكة أو جسر الرئيس وفي شارع الثورة والفحامة، لترى بأم عينيك عشرات المواطنين الذين سأموا واقع المواصلات في مدينتهم على مر عقد من الزمن، دون وجود حل جذري لمشكلتهم.
هذا حال العاصمة، فكيف الأمر إذن في أريافها والمدن الأخرى؟، وحيال الأمر، لم يجب عضو المكتب التنفيذي المختص في المحافظة عمار غانم ولمرات عدة على الصحفيين للوقوف على أسباب الظاهرة وحدوث ازدحام في بعض الخطوط، وعدم الرد بات مألوفاً لبعض المسؤولين للتملص من مسؤوليتهم.
من جانبه، أشار مدير عام شركة النقل الداخلي في دمشق وريفها “محمد أبو أرشيد” في تصريح صحفي، إلى أن هنالك خطوط جديدة يقترح تفعليها بعد موافقة المحافظة لتغطية الكثافة الكبيرة والضغط عليها من المواطنين لبعض المناطق التي تشهد تجمعات كبيرة ويتطلب تخديمها بعدد من الباصات.
وأكد أبو أرشيد أن أبرز الخطوط تتوزع على (دف الشوك- البرامكة)، و(دف الشوك- كراجات العباسيين) و(شارع ابن عساكر- الحميدية) و(دحاديل– نهر عيشة- مزة اتستراد) مع دراسة عدد من الخطوط المقترحة في ريف دمشق خلال الفترة القادمة لتخديم المواطنين، مبيناً أنه سترفد الخطوط الجديدة بـ 10 باصات على أن تزاح مبدئياً من خطوط يعتبر ازدحامها قليلاً مقارنة مع غيرها، وسيعاد إشغالها بعدد من الباصات بعد إجراء أعمال الصيانة عليها.
وفي سياق متصل، أوضح مدير عام الشركة أن عدداً من الباصات على بعض الخطوط يقل عملها خلال فترة المساء ولاسيما من تخدم شريحة الطلاب في بعض الكليات مثل خط الدوار الجنوبي، لكن بالمقابل هناك بين الـ 20 إلى ـ30 باصاً يستمر عملها حتى العاشرة مساءً لتخديم مواقع جسر الرئيس وضاحية قدسيا وخط أشرفية الوادي ومشروع دمر- مساكن الحرس وباب توما ولاسيما في ظل الكثافة السكانية الكبيرة.
ولفت أبو أرشيد أن 110 باصات حالياً تخدم دمشق وريفها بتغطية 50 خطاً، تزود يومياً بحوالي 12 ألف ليتر مازوت يومياً، مع وجود عدد من الباصات للقيام بعدة مهام.
كما أشار إلى أن تغطية الريف أكثر من دمشق بواقع 60 بالمئة مقابل 40 بالمئة، ولاسيما أن المساحة الجغرافية كبيرة لريف دمشق، لافتاً إلى وجود 5 شركات خاصة رديفة بواقع 250 باصاً، مضيفاً: نقوم بواجبنا تجاه المدينة والريف، ويومياً يتم تخديم 75 ألف مواطن بسعة 70 راكبا في كل باص.
وبين أبو أرشيد أنه تم تركيب «جي بي إس» لـ143 باصاً على نفقة المحافظة، ولكن حتى الآن لم تدخل هذه الباصات ضمن المسار، متوقعاً أن يتم ذلك مع بداية العام.
وأكد أنه يتم التشدد على السائقين بتعليمات المرور على صعيد إغلاق الأبواب أثناء المسير ونظافة الباص وقطع التذكرة والتقيد بالمواقف الرسمية وعدم التلاسن مع المواطنين، على أن تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين، مبيناً أنه تمت معاقبة أكثر من 15 سائقاً منذ بداية العام وحرمانهم من قيادة الباص لارتكابهم عدة مخالفات.
بالمقابل لفت إلى أنه سيتم قريبا جداً اعتماد نظام التحفيز الوظيفي ما ينعكس على السائقين والفنيين والإداريين في الشركة ومختلف العاملين، علماً أن الشركة تضم 400 سائق عامل على الباصات الموجودة، مؤكداً أنه في حال توريد عدد من الباصات فإن هناك حاجة لعدد إضافي من العاملين.
أقرأ أيضاً:
إصابات وأضرار مادية بانفجار أسطوانة غاز وسط مدينة حلب
الأخطاء الطبية في الميزان و” 42 ” شكوى مسجلة في حماه