بين عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها “نور الدين سمحا” أن الطلب على شراء الألبسة خلال عيد الأضحى المبارك سيكون ضعيفاً جداً، مشيراً إلى أنه خلال عيد الفطر الماضي كان هناك انخفاض في مبيعات الألبسة أما خلال عيد الأضحى القادم فمن المرجح أن يكون هناك انخفاض كبير أو بالأحرى شبه انعدام بالمبيعات وأن تكون مثل حجم المبيعات خلال الأيام العادية، مرجعاً السبب إلى ضعف القوة الشرائية للمواطن من جهة وتوجه الناس لشراء المستلزمات الضرورية الأهم.
وأشار سمحا إلى أن وجود ارتفاع في تكاليف إنتاج الألبسة حالياً سببه الانقطاع المتواصل للكهرباء إضافة لعدم توافر مادة المازوت منذ أشهر والتي تعتبر المشكلة الأهم، إذ إنها حتى في السوق السوداء حالياً غير متوافرة وسعر شرائها أصبح مرتفعاً اليوم ووصل إلى مبالغ كبيرة، مضيفاً إن ما سبق أدى إلى مشكلة كبيرة أخرى هي توقف بعض معامل تصنيع الألبسة عن الإنتاج خلال الشهرين الماضيين.
وأكد سمحا أن الأمر لا يتوقف عند السوق الداخلية، بل يتجاوزه إلى الخارجية، لأن ارتفاع تكاليف الإنتاج أثر في تصدير الألبسة وأخرجها من المنافسة مع الدول الأخرى المجاورة، موضحاً أن المنافس الأقوى حالياً للألبسة السورية في السوق العراقية هي البضائع التركية وأصبحنا في وضع لا نحسد عليه.
مشيراً إلى أن الأسواق التي ترغب في الألبـسة السورية ونقوم بالتصدير لها بالعادة هي الأسواق العراقية والليبية والجزائرية والتصدير انخفض لهذه الأسواق حالياً بسبب ارتفاع التكلفة كما أسلفنا بنسبة تزيد على 50 بالمئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأوضح أن الحل الأمثل لمعالجة مشكلة التصدير لهذه الدول هو توفير الكهرباء والفيول والمازوت التي تعتبر مادة رئيسية في إنتاج الألبسة والتي ينعكس ارتفاع سعرها بشكل مباشر على الإنتاج، مؤكداً وجود مشكلة عالمية حالياً بتوافر المشتقات النفطية، لكن في سورية المشكلة أن عدم توافر المشتقات النفطية يساهم في زيادة الاحتكار وبالتالي ارتفاع أسعارها في السوق.
وبيَّن أن أسعار الألبسة خلال العيد الحالي لم ترتفع عن أسعارها خلال عيد الفطر الماضي، قائلاً: دون أن ترتفع الأسعار لا يوجد حركة بيع فكيف إذا ارتفعت؟ مشيراً إلى أنَّ المعروض من الألبسة متوافر ولا يوجد نقص، لكن المشكلة بانخفاض الطلب، مبيناً في الوقت نفسه أن مبيعات الألبسة للعام الحالي تعتبر منخفضة عن العام الماضي بنسبة كبيرة.
وعن أسعار المواد الأولية التي تدخل في إنتاج الألبـسة مثل الخيط والأقمشة والتي يتم استيرادها من الخارج، أوضح سمحا أن أسعارها ارتفعت عالمياً منذ بداية العام الحالي بنسبة تزيد على 30 بالمئة وهي بارتفاع مستمر، مشيراً إلى أن استيراد هذه المواد انخفض عن العام الماضي بنسبة تزيد على 40 بالمئة.