رغم انشغالهم بمتابعة مصير الانتخابات التركية.. مسلحو أنقرة يواصلون نهب آثار “عفرين” شمال حلب
لم تُفلح الاهتمام والترقب الكبيرين من قبل قياديي فصائل أنقرة لنتائج انتخابات الرئاسة التركية، في وقف الاعتداءات والانتهاكات المستمرة من قبل مسلحي الفصائل، بحق منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، وخاصة لناحية عمليات تجريف ونهب المواقع الأثرية الهامة المنتشرة في مختلف أنحاء المنطقة.
وقالت مصادر محلية من عفرين لـ “سونا نيوز”، أن مسلحين تابعين لفصيل “جيش النخبة”، أقدموا خلال اليومين الماضيين على إدخال آليات ثقيلة إلى موقع “النبي هوري” الأثري في ناحية “شرّان” شرقي المنطقة، ونفّذوا عمليات حفر وتنقيب عن الآثار في عدد من النقاط الموجودة حول الموقع، والذي كان تعرّض بمعظم أجزائه لعمليات سرقة مماثلة خلال السنوات الماضية.
وأكدت المصار نقلاً عن شهود عيان، أن مسلحي “جيش النخبة” استخرجوا من الموقع عدداً من التماثيل الأثرية، و”جرّات” فخارية يرجح أنها مملوءة بالذهب، قبل أن يبادروا إلى نقلها مباشرة نحو مقر الفصيل الموجود قرب مدخل مدينة عفرين، في خطوة عادة ما تسبق عملية نقل الآثار إلى داخل الأراضي التركية.
مصير الانتخابات التركية
وخلّف التجريف والحفر العشوائي الجائرة لما تبقى من نقاط موقع “النبي هوري” أضراراً ببعض اللقى التي تم اكتشافها، إضافة إلى اقتلاع عدد كبير من الأشجار الحراجية الموجودة في محيط الموقع.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر أخرى من ناحية “راجو” شمال غرب منطقة عفرين، بأن مسلحي فصيل “فيلق الشام” نفّذوا بدورهم يوم أول من أمس السبت، عمليات تجريف جائرة استهدفت تل “ناصر” الأثري قرب قرية “عداما”، حيث استخرجوا على إثرها كميات كبيرة من اللقى الأثرية، وسارعوا إلى نقلها مباشرة باتجاه قرية “ميدان إكبس” تمهيداً لتهريبها إلى تركيا.
اللافت كان استمرار مسلحي فصائل أنقرة في عمليات سرقة ونهب الآثار في عفرين، رغم الاهتمام الكبير من قبل قيادات مختلف الفصائل بما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الرئاسية التركية، حيث تركزت جل اهتمامات تلك القيادات سواء عبر صفحات التواصل الاجتماعي أو حتى ضمن مقراتها، باتجاه الانتخابات التركية والتي يرى قياديو الفصائل أنها ستكون مفصلية بالنسبة لوجودها في مناطق الشمال السوري. وفق ما نقلته المصادر عن مقربين من أحد قياديي تلك الفصائل.
ولعل ذلك الانشغال من قبل قياديي أنقرة، أدى بالنتيجة إلى توقف تام لكافة التحركات الميدانية للفصائل، ليسود الهدوء ويفرض نفسه بالكامل على مختلف محاور وخطوط التماس سواء مع الجيش السوري في الغرب، أو مع مسلحي “قسد” في الجهة الشرقية.
نهب آثار عفرين
تجدر الإشارة إلى أن معظم الإحصائيات الواردة حول ملف سرقة الآثار في منطقة عفرين، أشارت إلى تعرّض ما يزيد عن /80/ موقعاً أثرياً للنهب والتخريب والسرقة على يد مسلحي فصائل أنقرة، وبإشراف مباشر من خبراء ومهربي الآثار الأتراك، علماً أن منطقة عفرين تعد من أهم الخزانات الأثرية في الشمال السوري بشكل عام.
مصير الانتخابات التركية
أقرأ أيضا: