مع اتساع رقعة الحديث وكثرة التأويلات حول مستقبل شرقي سوريا بالتحديد نقلت مصادر محلية أنباء تفيد بإرسال دفعة جديدة، هي الثانية من صواريخ “هيمارس” الأمريكية إلى القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور وذلك بعد أسابيع من إرسال الدفعة الأولى إلى القاعدة التي يتخذها في حقل غاز كونيكو والقريبة من خطوط التماس مع الجيش السوري وحلفاءه.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تعيش فيه منطقة الجزيرة السورية وتحديداً في أرياف دير الزور حالة ضبابية أفرزتها التحركات العسكرية التي شهدتها المنطقة والتي بدأت بقيام “قسد” المدعومة أمريكياً في إرسال
الحشود والتعزيزات العسكرية التي انتشرت في عدد من النقاط المحاذية لنهر الفرات والقريبة من مناطق سيطرة الجيش السوري وحلفاءه، وقيام القوات الأمريكية بتزويد قواعدها في كل من حقلي العمر النفطي وغاز كونيكو بشحنات من الأسلحة والمعدات كان آخرها منظومات صواريخ “هيمارس”، مع انتشار أحاديث ومعلومات يُعتقد أن الآلة الإعلامية الأمريكية هي من أوعزت بنشرها حول مشروع تعتزم من خلاله القوات الأمريكية تشكيل قوات ومجموعات من أبناء العشائر تتبع لـ “قسد” مهمتها القيام بعمل عسكري لاحتلال مناطق يسيطر عليها الجيش السوري وتمتد من البوكمال على الحدود السورية العراقية الى منطقة التنف بهدف قطع الشريان الحيوي الذي يربط سوريا بالعراق وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي والاستراتيجي، واحتلال القرى والبلدات السبع المحررة شرق نهر الفرات في ريف دير الزور الشمالي.
تعزيزات عسكرية شرقي سوريا
تعزيزات عسكرية شرقي سوريا
هذه الأنباء التي قوبلت بالرفض والاستنكار من قبل أبناء دير الزور الذين نفذوا يوم الأربعاء الفائت وقفة احتجاجية عند جسر الصالحية الذي يبعد أمتارا عن مناطق تواجد القوات الأمريكية أكدوا فيها رفضهم لتواجد قوات الاحتلال على الأرض السورية وتمسكهم بوحدة وسلامة هذه الأرض.
ويستبعد مراقبون قيام القوات الأمريكية و”قسد” بأي تحرك عسكري جدّي تجاه مناطق سيطرة الجيش السوري، نظرا لحجم القوة العسكرية للجيش وحلفائه في ريف دير الزور، والتأييد العشائري والالتفاف الشعبي حول القيادة السورية من قبل أبناء المنطقة الذين يرفضون الاحتلال ويظهرون استعدادهم الدائم للدفاع عن المنطقة.
مصدر ميداني متابع أكَّد لـ “سونا نيوز” أنَّ استقدام منظومات “هيمارس” لا يعدو أن يكون لأغراض دفاعية تتخذها القوات الأمريكية لصد الهجمات التي تتعرض لها قواعدها في المنطقة والتي تم استهدافها أكثر من مرة سواء في حقل العمر أو كونيكو.
وتابع المصدر أنَّ من يتخذ الوضعية الدفاعية هو الأمريكي وجميع قواعده تحت مرمى نيران الجيش السوري وحلفائه.
مشيراً إلى أنَّ كل الإجراءات العسكرية الأمريكية المُتخذة شرقي سوريا تأتي في الإطار الدفاعي في حين أنَّ الجيش السوري وحلفاءه من يتأهبون بوضعيات هجومية.
ويضيف المصدر أنَّ التحركات الأخيرة للأمريكي و”قسد ” تأتي في إطار مخططات الاحتلال وحربه الإعلامية ومحاولته بث حالة من الارتباك والخوف لدى أبناء المنطقة، حيث تداول الكثير من المواقع ووسائل التواصل أنباء عن حركة نزوح للأهالي من مناطق الميادين والبوكمال وقرى وبلدات ريف دير الزور المحررة بمنطقة الجزيرة وتوقف الدوائر الرسمية فيها عن تقديم خدماتها.
وهذا ما نفاه محافظ دير الزور فاضل نجار الذي أكد لـ “سونا نيوز” أن ما يتم ترويجه في بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هو عارٍ عن الصحة والوضع في كامل محافظة دير الزور طبيعي، ويسودها الأمن، ويمارس الأهالي حياتهم الطبيعية، وهم متمسكون بأرضهم ومتواجدون في مدنهم وقراهم، وتقوم كافة الدوائر الخدمية ومؤسسات الدولة بأداء عملها وتقديم الخدمات للأهالي.
مشيراً إلى أن جميع أبناء المنطقة يقفون إلى جانب الجيش السوري وحلفائه لتحرير كامل الأراضي السورية من الاحتلال وأعوانه.
وبالعودة إلى المصدر الميداني الذي أكَّد أنَّ المناورات التي تجريها القوات الجوية السورية – الروسية المشتركة قرب نهر الفرات شمال شرق مدينة حلب، إضافة إلى التدريبات التي تجريها قوات المهام الخاصة المحمولة جواً (الفرقة 25) خلال الأشهر الأخيرة على الإنزال الجوي خلف خطوط العدو، تتطابق بشكل كلي مع طبيعة البادية والجزيرة السورية، ولها دور أساسي في أي حرب مقبلة في المنطقة.
ويحاول الأمريكي تحصين نفسه من خلال استقدام تعزيزات كبيرة إلى المنطقة بينها أنظمة دفاع جوي وصواريخ “هيمارس”، على خلفية رصده واقعاً جديداً يفرضه الجيش السوري وحلفائه في الميدان.
صواريخ هيمارس
صواريخ هيمارس
تعزيزات عسكرية شرقي سوريا
أقرأ أيضاً:
على وقع “قرقعة السلاح “.. واشنطن تتحسس المواجهة العسكرية وتتخوف من استهداف قوافلها في سوريا
واشنطن تبلغ “قسد” والفصائل المسلحة التابعة لها بالتأهب في سوريا.. ما الأسباب؟