هل تنجح الضغوط السعودية الاماراتية على أوروبا في إعادة العلاقات مع سوريا؟
يكتسب قرار عودة التمثيل الدبلوماسي بين السعودية وسوريا أهمية خاصة، بالنظر لما تمتلكه الرياض من ثقل عربي ومكانة إقليمية ودولية، إضافة إلى استعادة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية.
ويرى مراقبون سياسيون لـ سونا نيوز أن من إعادة العلاقات العربية السورية خصوصا مع السعودية، أن يسهم في تدفق الاستثمارات العربية وخاصة الخليجية منها الى سوريا، الا أن التخوف يبقى محصوراً بالعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، ما يدفع بالمستثمرين إلى التردد بالتوجه نحو دمشق.
وفي هذا السياق كشفت وكالة بلومبرغ الأمريكية نقلاً عن مصادر مطلعة أنّ السعودية والإمارات تضغطان على حلفاء في أوروبا لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية.
وقالت المصادر إن المسؤولين السعوديين والإماراتيين مارسوا ضغوطاً على نظرائهم في الاتحاد الأوروبي على مستويات مختلفة لعدة أشهر.
ووفق المسؤولين الخليجيين، فإنّ “التحركات الدبلوماسية لإنهاء الحرب في سوريا لا طائل من ورائها ما لم يتم تخفيف العقوبات للمساعدة في إنعاش الاقتصاد السوري”.
العلاقات بين سوريا والدول العربية
العلاقات بين سوريا واوروبا
وأضاف المسؤولون أيضاً أن التعافي الاقتصادي قد يجذب ملايين اللاجئين السوريين إلى وطنهم، ما يخفف الضغط على الدول المجاورة مثل لبنان والأردن.
يذكر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يزور فرنسا، والتقى بالرئيس إيمانويل ماكرون أمس الجمعة، في حين أنه من غير الواضح ما إذا كانت سوريا ستكون جزءا من أجندات الزيارة، فيما قالت الرئاسة الفرنسية إنها ستتحدث عن مواضيع الشرق الأوسط والدولية.
أوروبا تمارس التعنت
وفي المقلب الآخر واستباقاً لتحركات السعودية في سياق محاولة إعادة العلاقات السورية مع عدد من الدول الأوروبية أعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن “الدول الأوروبية لا تؤيد تطبيع العلاقات بين سوريا والدول العربية وتركيا”.
وقال بوريل: في تصريحات صحفية: أنّ “الظروف الآن في الاتحاد الأوروبي ليست مواتية لتغيير سياساته تجاه سوريا”.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي مستمر في فرض العقوبات على سوريا، إذ فرض الشهر الفائت عقوبات اقتصادية جديدة طالت 25 شخصاً و8 كيانات في سوريا.
واعتبرت الخارجية السورية أنّ تلك العقوبات “تشكل تهديداً جدياً لحياة السوريين، وتنعكس سلباً على اقتصاد البلاد”.
وكانت سوريا استعادت في مطلع أيار من العام الحالي، مقعدها في الجامعة العربية، وشاركت فيما بعد في القمة العربية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض في 19 أيار.
لا مناص من عودتها
مصادر سياسية سورية وعربية تؤكد لـ سونا نيوز أنه لا مناص أمام أوروبا سوى استعادة علاقاتها بدمشق عاجلاً أم آجلاً، اذ لا طائل لأوروبا الاستمرار في تعنتها تجاه سوريا، مع ضغوط عربية خليجية وخاصة السعودية والامارات عليها.
وأضافت المصادر أن أوروبا تخسر ملايين الدولارات سنوياً جراء دعمها لأوكرانيا وبالتالي فربما تكون البوابة السورية بوابة عودة لإعادة علاقات أوروبا في مرحلة معينة مع روسيا، وبالتالي ترك باب خط الرجعة عبر سوريا لا بد أن يكون في حسبان الساسة الأوروبيين.
وأشارت المصادر: أن الضغوط السعودية والاماراتية على أوروبا لا يمكن الاستهانة بها لما للبلدين من ثقل اقتصادي وسياسي كبير على أوروبا وعلى العالم، وليس من مصلحة أوروبا الاستمرار باللهاث خلف الموقف الأمريكي الذي لم يجلب لأوروبا سوى الخسارات المالية والسياسية على الصعيد الدولي.
ورأت المصادر أن أوروبا في مرحلة وبسياق الحرب الروسية الأوكرانية لابد أن يجلس الجميع على طاولة الحوار ولا يمكن فصل الملفات بين بعضها البعض إذ إن العودة الى البوابة السورية سيكون أحد خيارات الحلول أوروبيا مع روسيا لإنهاء الملف الاوكراني.
وتعتقد المصادر أن سكة عودة بعض الدول الأوروبية رغم التعنت الحالي إلى سوريا وضعت على الطريق وأن مسألة استعادة بعض الدول الاوربية لعلاقاتها مع سوريا لم تعد بعيدة المنال وربما تبدأ بخطوات إنسانية للتوسع باتجاه السياسة والاقتصاد.
العلاقات بين سوريا واوروبا
العلاقات بين سوريا والدول العربية
العلاقات بين سوريا واوروبا
أقرأ أيضاً:
روسيا وتركيا.. “خارطة طريق” لإعادة العلاقات بين سوريا وتركيا “جاهزة”
لبحث ملف اللاجئين.. وزير المهجرين اللبناني يزور سوريا الأسبوع المقبل