واشنطن تضيف إلى سجلّها في سوريا صفة "اللّص"

واشنطن تضيف إلى سجلّها في سوريا صفة “اللّص”

واشنطن تضيف إلى سجلّها في سوريا صفة “اللّص”

لا تنفك الولايات المتحدة من اللعب على المتناقضات في الجزيرة السورية، والتنقل عبر حقول الألغام “الفئوية” ما بين عشائر عربية وسوريين أكراد وغيرهم من جهة، وما بين تنظيمات إرهابية على اختلاف ولاءاتها من “داعش” إلى النصرة إلى ميليشيا “قسد” الانفصالية وغيرهم من جهة ثانية.

واشنطن ذات الوجود الاحتلالي في سوريا، لها أهداف وغايات متعددة أبرزها محاولات فصل شمال سوريا عن الوطن السوري، لكن دون الإضرار بعلاقاتها مع النظام التركي، إضافة إلى محاولتها منع أي تواصل جغرافي ما بين سوريا والعراق وإيران والمقاومة اللبنانية أو الفلسطينية، مع استثارة واستفزاز الجانب الروسي الذي يحظى بوجود رسمي وشرعي على الأراضي السورية.

واشنطن تلعب على هذه الحبال، فيما فاتورة احتلالها في سوريا مدفوعة الثمن سلفاً من خلال سيطرتها وسرقتها لمنابع النفط السورية، حيث طالبت الخارجية السورية في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بالضغط على واشنطن لإنهاء الاحتلال الأمريكي لأراضيها وتعويض ما نهبته من خيرات الشعب السوري.

وأكدت الخارجية السورية أن الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها من التنظيمات والميليشيات الإرهابية تواصل انتهاك السيادة السورية ونهب ثروات البلاد ومواردها الاستراتيجية، وطالبت بمساءلة المسؤولين الأمريكيين عن السرقات، وإلزام الإدارة الأمريكية بالتعويض عنها، وإنهاء الوجود اللاشرعي للقوات الأمريكية وإعادة الأراضي التي تحتلها وحقول النفط والغاز للدولة السورية.

وأشارت إلى أن قيمة الأضرار اللاحقة بقطاع النفط والثروة المعدنية السوري جراء أعمال العدوان والنهب والتخريب التي ارتكبتها قوات الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها الإرهابية، بلغت ما مجمله 115.2 مليار دولار أمريكي، وذلك في الفترة من عام 2011 حتى نهاية النصف الأول من عام 2023.

 

واشنطن تضيف إلى سجلّها في سوريا صفة "اللّص"

 

سرقات أضافت إلى واشنطن صفة جديدة وهي صفة “اللص” السارق والعابث بمقدرات الشعب السوري وحقوقه، فيما تحاول دس السم بين مكونات الجزيرة السورية في دسم أوهام الانفصال والعيش الرغيد بعيداً عن الجغرافيا الواحدة مع الدولة السورية، مستعينة بخيرات المنطقة من النفط والقمح اللذين تنهبهما على مرأى العالم أجمع دون حسيب أو رقيب أو موقف دولي تجاه ذلك.

وبما أن الوجود الأمريكي قائم على إيجاد متناقضات في المجتمعات التي تحتلها أو المناطق التي تتواجد فيها، فقد سارعت واشنطن إلى إحداث بلبلة في الجزيرة السورية مؤخراً بين مكونات “قسد” التابعة لها من خلال إيجاد شرخ بين الكرد والعشائر العربية، لتندلع حرب ضروس في أرياف دير الزور وبعض مناطق الحسكة، فيما تبدو خطة أمريكية لإيهام الجميع بأن الوجود الأمريكي ضروري لأمن المنطقة، بعد زوال إدعاء محاربتها لتنظيم “داعش” المتطرف الذي ثبت للعالم أن واشنطن هي الداعمة الأولى له.

ما فتئت الولايات المتحدة أن أشعلت حرباً بين العرب والكرد في الجزيرة السورية وحسب تقرير لصحيفة نيوزويك الأمريكية فإن العلاقات بين الكرد والعشائر العربية لم تكن وردية بتاتاً، مشيرة إلى أن المقاتلين الكرد كانوا مترددين في توسيع حملتهم العسكرية ضد “داعش” إلى دير الزور لهذا السبب بالتحديد، لكن في نهاية الأمر جرى إقناعهم أو ربما الضغط عليهم من قبل داعميهم الأمريكيين لوضع هذه المخاوف جانباً.

وحسب نيوزويك، فإنه بالنسبة لغالبية الأمريكيين، يمثل اشتعال الصراع في شرق سوريا، خليطاً مربكاً من الأحداث، حيث إن الديناميكيات الداخلية شرق سوريا هي بمثابة مشهد آخذ بالتطور باستمرار، بحيث إنه من الممكن أن يتحول الشركاء السابقون إلى خصوم، ثم يتم حل خلافاتهم مع مرور الوقت، ما يفترض وجود قوة كبرى تفصل بينهما وهنا تكمن مصلحة الأمريكي في سوريا.

مراقبون يؤكدون أن ما جرى في الجزيرة السورية خلال الأيام الماضية مخطط أمريكي فاضح حيث إن مهمة قوات الاحتلال الأمريكي وبعد زوال خديعة محاربة تنظيم “داعش” اتجهت إلى مرحلة “الصمود”، بمعنى أن القوات الأمريكية تتلقى أوامر من صناع القرار السياسي في واشنطن، بالاحتفاظ بمواقعها ضمن جدول زمني مفتوح، وذلك خدمة لمصالح واشنطن الخالصة التي لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب بل في سياق مخطط التقسيم في سوريا وإضعاف المنطقة عموماً.

إن استمرار بقاء الاحتلال الأمريكي في سوريا يعني ازدياد رؤية الفيلم الأمريكي “الهوليودي” الذي لا ينتهي من خسائر للشعب السوري، وازدياد فقره وتردي أحوال معيشته جراء دعم واشنطن للارهاب في سوريا وسرقتها مقدراتها، و بسبب سياسات تلك “الدولة العظمى” التي تدعي زوراً أنها راعية حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم وهي في الحقيقة دولة احتلالية راعية للإرهاب وسارقة لمقدرات الشعوب.

أديب رضوان – سونا نيوز


 

 

"هبة العشائر" .. الجزيرة السورية إلى أين؟

أقرأ أيضاً:“هبة العشائر” .. الجزيرة السورية إلى أين؟

 

سرقة النفط السوري

“القبح”.. وجه السياسة الأمريكية الحقيقي

أقرأ أيضاً:“القبح”.. وجه السياسة الأمريكية الحقيقي

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *