كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في أحدث تصريح له “أن الحديث عن إعادة جميع اللاجئين السوريين إلى بلادهم أمر غير ممكن، لوجود قطاعات في تركيا مثل الزراعة والصناعة، بحاجة إلى اليد العاملة”.
مصادر متابعة لهذا الملف أكدت لـ “سونا نيوز” أن تصريح وزير الخارجية التركي يؤكد المؤكد من أن نظام رجب طيب اردوغان وعلى مدى سنوات طوال استثمر باللاجئين السوريين كورقة ضغط أولا بوجه أوروبا، تحت ذريعة فتح ابواب تركيا أمام الاف اللاجئين السوريين باتجاه أوروبا إن لم تدفع له الأموال، وثانيا في البازارات السياسية الدولية كملف يحمله من منتدى إلى مؤتمر للمتاجرة به منذ بدء الحرب الإرهابية على سوريا.
وكشفت المصادر أن تركيا وبعد أن انتهى استثمارها لورقة اللاجئين في السياسة الدولية، توجه السياسيون الأتراك إلى استثمارها في شقين، الأول في المجال الانتخابي المتمثل بتجنيس مئات الألوف منهم بهدف التصويت لصالح الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب اردوغان، وهذا ما حصل فعلا فأغلب السوريين المجنسين صوتوا لصالح اردوغان وفق استطلاعات الرأي التركية في الجولة الانتخابات الأولى، والشق الثاني من خلال استغلال اليد العاملة السورية من بين اللاجئين في الأعمال والزراعة خصوصا، نظرا لرخص اليد العاملة السورية ومهارتها.
وتأكيداً على ما ذكرته المصادر وصف الباحث التركي باكير أتاجان الحديث التركي عن ترحيل السوريين إلى بلدهم بـ “الدعاية الكاذبة”، لأن تركيا بحاجة اليوم إلى اللاجئين السوريين أكثر من أي وقت مضى.
وقال أتاجان: إن للاجئين السوريين “فضل كبير” على الاقتصاد التركي قائلا: ” هذا الفضل سوف يزداد في السنوات المقبلة، لأن تركيا تتجه إلى سياسة الإنتاج والتصنيع وهو ما يستلزم أيدي عاملة”.
وأضاف أتاجان: إن “اليد العاملة السورية متوفرة ومتخصصة وذات أجور متدنية جداً في حين أن اليد العاملة التركية غير وافرة وأجورها مرتفعة”.
بدوره أشار الباحث التركي إلى أن رغبة تركيا في دخول المنافسة بإنتاجها في الأسواق العالمية “يحتم عليها توفير أيدي عاملة متخصصة ومتدنية التكلفة، وهذا أمر متوفر لدى العمال من اللاجئين السوريين البالغ عددهم مئات الألوف”.
وفي السياق أكد الباحث التركي إسلام أوزكان في تصريحات مماثلة أن اللاجئين السوريين قدموا مساهمات كبيرة للاقتصاد التركي، خاصة في قطاعي النسيج والسياحة والترفيه، لكنهم يشكلون بالوقت ذاته “تحديات” للدولة التركية.
ولفت أوزكان إلى أن اللاجئين السوريين أصبحوا جزءاً هاماً من القوى العاملة بالعديد من القطاعات الإنتاجية في تركيا.
يشار إلى أن استثمارات اللاجئين السوريين في تركيا حظيت بالنصيب الأكبر من تأسيس الشركات الأجنبية بتأسيسهم ما يقرب من 4500 شركة ورفدهم السوق التركية بما يقارب الـ 700 مليون ليرة تركية منذ بدء الأزمة السورية حيث تلك الاستثمارات باتجاه تعزيز النشاط التجاري والاقتصادي في مختلف القطاعات وخاصة خلال العامين الماضيين.
وأشارت بيانات اتحاد الغرف والبورصات التركية أن عدد الشركات المملوكة لسوريين في تركيا منذ العام 2011 إلى اليوم ارتفعت ليصل إلى 4 آلاف و450 شركة برأس مال صافي وصل إلى ما يقارب 700 مليون ليرة تركية.
أقرأ أيضاً:
الانتخابات التركية تدخل منعطفا جديداً.. المرشح الخاسر يؤيد أردوغان
المقداد يكشف بعضاً مما دار خلال لقاء الرئيس الأسد مع ولي العهد السعودي!