يعد السوق المقبي في مدينة دير الزور من أقدم وأكبر أسواق المدينة حيث يضم هذا السوق الذي بني عام 1864 سبعة أسواق وهي سوق “العطارين”، وسوق “الحدادين”، وسوق “الحبال”، وسوق “التجار”، وسوق “الحبوب” أو “العَرَصَة”، وسوق “الخشابين”، وسوق “خلوف ” وقد تعرض هذا السوق كغيره من معالم المدينة واسواقها للنهب والتخريب والتدمير على يد المجموعات المسلحة.
وضمن خطة إعادة الإعمار والبناء في المحافظة التي وصلت اليوم إلى هذا السوق حيث باشرت مجموعة مكونة من 15 عامل وعاملة تم تدريبهم من قبل مختصين العمل في تنفيذ مشروع إعادة تأهيل السوق وساحة الباسل المجاورة له والذي يتم تنفيذه من قبل مجلس مدينة دير الزور بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة ومنظمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “undp” وبإشراف من مديرية الآثار والمتاحف.
رئيس مجلس مدينة دير الزور المهندس رائد منديل أشار في تصريح لـ “سونا نيوز” أن هذا المشروع يأتي استكمالا لخطة التعافي التي وضعها مجلس المدينة لإعادة إعمار ما خربه الإرهاب في أحياء دير الزور والتي تركز على تأهيل الأسواق والمراكز التجارية الذي يعد هذا السوق من أهمها وأكبرها كونه يضم الكثير من الحرف التقليدية والمحال التجارية التي كانت مقصدا لأبناء المحافظة ولاسيما القادمين من الريف والذين كانوا يجدون فيه كل احتياجاتهم.
من جهته لفت رئيس غرفة تجارة وصناعة دير الزور لؤي محيمد إلى أهمية هذا السوق الذي يحمل قيمة تاريخية إضافة الى قيمته التجارية وإعادة تأهيله ستسهم بشكل كبير في تنشيط الحركة التجارية في المدينة والتي تشهد حالة من التعافي بعد إعادة احياء سوق الجبيلة وسوق الهال وسوق سينما فؤاد.
وبيَّن أن غرفة التجارة والصناعة قامت بالتواصل مع أصحاب المحال والحرفيين في السـوق وتم التنسيق معهم للمساهمة في أعمال التأهيل والتحضير للعودة إلى نشاطهم التجاري.
المهندس جرير كاكاخان أحد المشرفين على المشروع أوضح أن أعمال تأهيل السـوق والساحة المقابلة له تشمل بالمرحلة الأولى إزالة وترحيل الأنقاض وتجميع الأحجار والمواد التي بني منها السـوق والمرحلة الثانية تشمل دراسة وتنفيذ أعمال تأهيل وترميم لكافة محال ومرافق السوق.
لافتاً إلى الحرص على الحفاظ على الشكل المعماري والهندسي للسوق واستخدام نفس الأحجار والمواد التي بني فيها في أعمال الترميم.