براميل من الذهب.. السباق إلى “مزرعة البغدادي”

براميل من الذهب

أفادت مصادر متعددة لـ “سونا نيوز” عن عثور قوات “قسد” بالاشتراك مع قوات من “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن في عملية مشتركة على كنز في عملية أطلق عليها “عملية مزرعة البغدادي” بأطراف مدينة الرقة.

كيف كشفت الصدف أسرار هذه المزرعة وماذا وُجد داخلها ولماذا تم التكتم عليها؟
مصادر مطلعة من مدينة الرقة روت ما حصل لـ “سونا نيوز” أنه أثناء عمل أحد الفلاحين بمزرعة بمنطقة كسرة فرج (3 كم شرق مدخل مدينة الرقة) حيث تمَّ إنشاء المزرعة حديثاً لاحظ الفلاح أثناء سقايته الأرض أنه عندما يصل لمنطقة معينة يحدث تسريب كبير في الأرض وتغور المياه بكميات كبيرة وتستغرق وقت سقاية أكثر من المعتاد مما.

وأضافت المصادر أنَّ الفلاح توقّع أن يكون هناك جحور أرانب قريبة تتسرب المياه إلى داخلها فتابع خط سير تسرب المياه وبدأ ينبش ليصل إلى مكان قريب على الحدود الغربية للمزرعة في أرض بور.

ويظهر في المكان آثار لحفرةً كانت في السابق ورُدمت منذ زمن وعندما بدأ الفلاح في الحفر ازداد تسرّب المياه من أرضه فقام بقطع مصدر المياه وعاد على المكان.

وأشارت المصادر أنَّه في بادئ الأمر ظن أنها مقبرة جماعية لأحد المجازر والاعدامات الجماعية التي كانت تنفذها “داعش” إبان سيطرتها على المنطقة.
وتابع المصدر أنه بعد فترة من الحفر اكتشف وجد بناء تحت الأرض ما أثار فضول الفلاح أكثر ومع زيادة وتيرة الحفر ظهر أحد الأدراج ليركز الحفر عليه ويصل إلى المدخل وعندما فتح مدخل القبو السري كانت المفاجئة الصادمة.

كنز من كنوز حكاية علي بابا والأربعين داعشي

فور مشاهدته لمحتويات المكان غادر مسرعاً خوفاً أن يشي به أحد إلى أجهزة “قسد” الأمنية وتتهمه أنه هو من أخفى هذه الأموال أو أنه متعاون مع تنظيم “داعش”.

وكونه فلاح بسيط خاف من عواقب الموضوع وظن أنه إن عاد أحد خلايا التنظيم وعرفوا أنه أكتشف المكان سيتم تصفيته مع عائلته وإذا ألقت “قسد” القبض على أحد عناصر “داعش” واعترف بمكان المخبئ وتبيّن أنه قام بنبشه من فترة قريبة سيكون المتهم الوحيد كونه لا يوجد أحد قريب من المنطقة سواه ومزرعته قريبة من المكان.

كما أنّ تسرب المياه سيفضحه لذلك قرر إبلاغ سلطة الأمر الواقع الموجودة وهي “قسد” كأخف ضرر وتجنباً لأي أذى يلحق به وبعائلته.

سباق “قسد” والأمريكان للوصول إلى الصيد الثمين

توجّه الفلاح إلى مدينة الرقة القريبة ودخل أحد مقرات “الأسايش” (قوى الامن الداخلي في قسد) وأبلغهم بالقصة ونتيجة تخوفهم من كمين من قبل خلايا “داعش” على أطراف المدينة أبلغوا القيادة العامة لهم وتمَّ اتخاذ قرار من بعض قياديي ما يُعرف بـ “الكوادر” (هم قيادات من الصف الأول والثاني في قسد معظمهم أتراك) بعدم إبلاغ الأمريكان وتنفيذ العملية بمفردهم للحصول على الغنيمة بشكل منفرد.

وبدأ التجهيز لحملة كبيرة لمداهمة الموقع وتأمينه وطلب مؤازرة من قوات ما يسمى بـ “الهات” (الكوماندوس) وقوات العمليات في “قسد” واستغرق التحضير ما يُقارب ساعتين ونصف في هذا الحين كان عملاء الأمريكان المقربين بصفوف “قسد” قد سربوا المعلومات لقوات الاحتلال الأمريكي في المنطقة. براميل من الذهب.. السباق إلى “مزرعة البغدادي”

سباق الوصول إلى الكنز

بدأ السباق ووصلت حملة “قسد” الى المكان حيث تفاجئ قياديو “قسد” بأن رتل أمريكي وصل معهم مباشرةً برفقة طائرات مسيّرة تحلّق بالمكان ليحتدم النقاش والجدل على أحقية الجهتين بالحصول على الغنائم ولكن بعد عشر دقائق وصلت تعليمات إلى كلا الطرفين بنقل كل ما يحويه المكان إلى مستودع مشترك وأن العملية مشتركة.

ماذا تحوي مغارة البغدادي

يتألف المكان من ثلاثة غرف مموهة بشكل دقيق الأول لمخبأ سري يمكن إقامة أفراد داخله أمّا الغرفة الثانية تحوي على كمية من الأسلحة الفردية وأموال قُدرت بأكثر من مليون دولار الغرفة الثالثة كانت تحوي على أربع براميل من الذهب وجهاز “لاب توب” جديد غير مُستخدم.

تم نقل كل ما عُثر عليه إلى مستودع وُضع عليه حراسة مشتركة من القوات الأمريكية و”قسد”.
يذكر أن “التحالف الدولي” نقل عشرات الأطنان من الذهب من بلدة الباغوز آخر معاقل تنظيم داعش قبل القضاء عليه بريف دير الزور الجنوبي الشرقي قرب الحدود السورية العراقية إلى وجهة غير معلومة.

مراسل المنطقة الشرقية – سونا نيوز

أقرأ أيضا:

قرب إحدى القواعد الأمريكية.. وفاة 3 أطفال في الحسكة وإصابة آخرين ومصادر ترجّح “بقذيفة أمريكية”

اغتيال أحد قياديي قسد بريف عين العرب ونجاة آخر في منبج شمال شرق حلب

براميل من الذهب.. السباق إلى “مزرعة البغدادي”