أخبار عاجلة
بين رغبة أنقرة الجامحة وشروط دمشق الواضحة.. هل تنعقد القمة؟
بين رغبة أنقرة الجامحة وشروط دمشق الواضحة.. هل تنعقد القمة؟

بين رغبة أنقرة الجامحة وشروط دمشق الواضحة.. هل تنعقد القمة؟

بين رغبة أنقرة الجامحة وشروط دمشق الواضحة.. هل تنعقد القمة؟

تتوالى الزيارات الإقليمية إلى دمشق في ظل تواتر التصريحات التركية والروسية بخصوص القمة السورية التركية المرتقبة بين الرئيس السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، لكن دمشق تعلن بوضوح أنها غير معنية بقمة لا تحقق شروطها بإنهاء الاحتلال التركي ووقف دعم أنقرة للإرهاب.

لا شك أن اللقاءات السورية التركية التي توّجت قبيل نهاية العام الماضي بلقاء ثلاثي جمع وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا في موسكو شكلت صدمة إيجابية للسوريين واعتبرها البعض هدية العام الجديد، لكن استمرار اللقاءات وتقدمها وتحقيق خرق إيجابي في العلاقات الثنائية مرهون إلى حد بعيد بما يمكن أن تتمخض عنه لقاءات اللجان الثلاثية (السورية التركية الروسية) التي تم تشكيلها لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماع وزراء الدفاع.

بين رغبة أنقرة الجامحة وشروط دمشق الواضحة.. هل تنعقد القمة؟

بين رغبة أنقرة الجامحة وشروط دمشق الواضحة.. هل تنعقد القمة؟

الجانب التركي وبالرغم من تصريحاته الكثيرة، يركز على الأهداف التركية من التقارب والقمة المرتقبة والمتمثلة بإنهاء وجود ميليشيا “قسد” على مسافة 30 كلم جنوب الشريط الحدودي وإعادة اللاجئين إلى سورية بعدما استثمرت فيهم أنقرة على مدى سنوات، وبعد أن تحول اللاجئون السوريون إلى مادة استقطاب سياسي حاد وعامل انتخابي فاعل في الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة.

تتناسى تركيا أيضاً أنها دولة محتلة، تحتل مساحات واسعة من شمال محافظة حلب وقسم كبير من محافظة إدلب وهي تدعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية المنتشرة في تلك المناطق عسكرياً وسياسياً ومالياً، وعمدت إلى تتريك مناهج التعليم والكثير من الخدمات وأسماء الشوارع في تلك المناطق، وتحاول تبرير وجودها الإحتلالي بمحاربة الإرهاب فيما تراه دمشق دعماً للإرهابيين الذين لولا الدعم التركي لما استطاعوا البقاء ساعات في وجه الجيش العربي السوري.

دمشق التي التزمت الصمت والشح في التصريحات حيال مطالبها من أنقرة لتحقيق عقد القمة المرتقبة بين الرئيسين، أعلنت بالأمس خلال استقبال الرئيس الأسد ألكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي الخاص شروطها للاستمرار في عقد اللقاءات السورية التركية وصولاً إلى عقد قمة على مستوى الرؤساء.

وفي مقابل رغبة موسكو الواضحة بضرورة استثمار التطورات المتسارعة في العالم، ومتابعة اللقاءات الروسية السورية التركية وتطويرها على مستوى وزراء الخارجية، برزت شروط دمشق بشكل واضح وعلى لسان الرئيس الأسد.

فالرئيس الأسد غير معني بلقاء مع أردوغان لأغراض دعائية وإعلامية، وهو عبّر بوضوح عن موقف سورية بأنه لن يكون هناك لقاءات لأجل اللقاءات، بل ينبغي أن تكون مثمرة وتحقق أهداف ومصالح الشعب السوري.

لذلك فهو أبلغ المبعوث الروسي أن اللقاءات “يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سورية وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سورية والمتمثلة بإنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.”

وعاد وأكد الرئيس الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني يوم السبت أن سورية “لن تسير إلى الأمام في الحوارات” مع أنقرة “إلاّ إذا كان هدفها إنهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الإرهابية.”

فهل أنقرة مستعدة للقيام بالخطوات المطلوبة منها سورياً؟

 

اللقاءات السورية التركية

 

لا شك أن الرئيس أردوغان المعروف بمراوغته السياسية واللعب على الحبال، سيحاول استخدام أساليبه الملتوية واستغلال علاقاته بموسكو في ظل انشغالها بالحرب الأوكرانية وحاجتها لأنقرة في المجال الاقتصادي من أجل تمرير ما لا تقبله دمشق، واللعب على الوقت بينما تحصل الانتخابات الرئاسية ويفوز بها وعند ذلك ربما يتراجع عن تعهداته كما عهدناه في السنوات السابقة.

لكن الوعي السوري لحقيقة أردوغان يجعل دمشق أكثر تحفظاً في القيام بخطوات غير محسوبة، وإعطاء خصمها أوراقاً يصرفها في الانتخابات دون مقابل يدفعه في الأرض السورية، بما ينعكس إيجاباً على الوضع الميداني والسياسي ويحقق أهداف الدولة السورية وشعبها بإنهاء الاحتلال والقضاء على الإرهاب.

يعلم أردوغان أن المطلوب منه ليس مستحيلاً وهو قادر على اتخاذ الخطوات التي تجعل الطريق ممهداً للوصول إلى القمة المرتقبة، ومعلوم عنه أنه يستطيع الانقلاب بمواقفه السياسة 180 درجة لتحقيق مصالحة الشخصية والفوز بالانتخابات الرئاسية، فهل يفعلها؟

الحراك الدبلوماسي الذي تشهده دمشق هذه الأيام بدءاً بزيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان عقب لقاء وزراء الدفاع في موسكو وبعدها زيارة مبعوث الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف، ثم زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قادماً من بيروت، إضافة إلى إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني ناصر كنعاني عن زيارة رسمية مرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق لم يحدد موعدها، حراك يوحي بجدية كبيرة لتسوية العلاقات السورية- التركية وإحداث تغيير إيجابي في مسار الأوضاع الميدانية والسياسية في سورية.

لكن دمشق التي تنظر بريبة وشك لتحركات الرئيس التركي الذي طعنها قبل عشر سنوات بعد أن شهدت العلاقات الثنائية شهر عسل (2005- 2011)، تريد أن تضمن تنفيذ أنقرة تعهداتها بتحرك على الأرض وليس بمجرد التصريحات والبيانات ولا حتى التعهدات المكتوبة التي يتراجع عنها النظام التركي بمجرد شعوره بتحصيل أهدافه.

لذلك فإن موعد القمة السورية التركية وبالرغم من كل هذا الحراك السياسي الذي تشهده المنطقة وفي قلبها دمشق، قد يتأخر أو قد لا تحصل القمة إن لم تقترن الأقوال التركية بأفعال على الأرض، وتبدأ أنقرة بتفكيك وجودها الاحتلالي في الأراضي السورية والتوقف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية التي تحتضنها.

 

عبد الرحيم أحمد – سونا نيوز

 

اللقاءات السورية التركية

 


 

اقرأ أيضاً:

 

الرئيس الأسد يحدد شروط دمشق للحوار مع تركيا

التقارب السوري التركي وأحلام “قسد”

عن ali

شاهد أيضاً

موقع إعلامي أمريكي يكذب "البنتاغون" و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟

موقع إعلامي أمريكي يكذب “البنتاغون” و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟

موقع إعلامي أمريكي يكذب “البنتاغون” و يكشف حقيقة قاعدة البرج الأمريكية شمال الأردن ؟ بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *