في ذكرى اجتياح أرض الزيتون.. حصيلة نزيف “عفرين” خلال سنوات الاحتلال التركي الخمس

ali 19 مارس، 2023 الميدانية اضف تعليق 14 زيارة

دخلت منطقة عفرين اليوم، عامها السادس على وقوعها بين براثن الاحتلال التركي وميليشياته، الذين اجتاحوا المنطقة في مثل تاريخ يوم أمس من العام /2018/ إبان العملية العسكرية التي أطلقها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” تحت مسمى “غصن الزيتون”، والتي هدفت إلى احتلال منطقة عفرين والسيطرة عليها من يد “الوحدات الكردية”.

خمس سنوات مضت، عانى خلالها أهالي عفرين المرارة والشقاء وأشد أنواع الإجرام والتنكيل على يد قوات الاحتلال التركي والميليشيات الموالية لها بمختلف مسمياتها، وتنوعت تلك الجرائم والانتهاكات لتشمل البشر والحجر، فرزح العفرينيون بين القتل والخطف والترهيب والتهجير القسري، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم تحت وطأة السلاح.

وعدا عن الجرائم بحق البشر، مارست أنقرة وميليشياتها مختلف الانتهاكات المادية والمعنوية بحق المنطقة التي تعد من أهم الخزانات الزراعية والأثرية في شمال حلب، فمن سياسة “التتريك” لكل مفاصل الحياة وحتى على صعيد أسماء المناطق والقرى، إلى سياسة التغيير “الديموغرافي” التي نفذتها تركيا عبر أكثر من /24/ جمعية ومنظمة إخوانية نفذت العديد من المشاريع السكنية الهادفة إلى توطين المسلحين وعائلاتهم وإلغاء الطابع السوري الكردي عن المنطقة، وصولاً إلى سرقة الآثار، ونهب الأراضي الزراعية، والإضرار بالمحاصيل.

وبالأرقام التي حصلت عليها “سونا نيوز” من مصادر خاصة ما تزال موجودة ضمن منطقة عفرين، فإن جرائم القتل بحق العفرينيين وصلت إلى نحو /200/ شخصٍ بينهم /90/ امرأة وعدد من الأطفال والمسنين، فقدوا حياتهم سواء جراء التعذيب في سجون الميليشيات، أو من خلال القتل العمد أثناء دفاعهم عن أراضيهم ومنازلهم من السرقة، أو بهدف سرقة أعضائهم البشرية والاتجار بها ضمن المشافي التركية.

حصيلة المخطوفين على يد مسلحي أنقرة في عفـرين، تجاوزت بدورها على مدار السنوات الخمس الماضية، عتبة الـ /4500/ مختطف معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال، حيث تمكن غالبية ذوي المختطفين من تحرير أبنائهم بعد دفع الفدية المالية التي كان يطلبها مسلحو الميليشيات، في حين مازال مصير الباقين مجهولاً حتى تاريخ اليوم، في ظل تعذر دفع الفدية من قبل عائلاتهم نتيجة ضيق ذات اليد.

وعلى الصعيد المادي، بلغ عدد المواقع الأثرية التي تعرضت للسرقة والنهب والتخريب في منطقة عفـرين، نحو /80/ موقعاً أثرياً، أبرزها مواقع “عين دارة، النبي هوري، براد، كيمار، دير مشمش، مزاري الشيخ حميد وبافلون، المقبرة الأيزيدية”، وتلال “جنديرس، برج عبدالو، قره تبة، عقرب”، والكثير من المواقع الأثرية الأخرى، التي تمت سرقتها ونقل ما عُثر عليه من لقى وتماثيل بشكل مباشر إلى داخل الأراضي التركية لبيعها هناك عبر تجار ومهربي الآثار الأتراك.

وضمن الصعيد ذاته، وصل عدد الأشجار التي تضررت على يد الاحتلال التركي وميليشياته خلال السنوات الخمس، إلى أكثر من /600/ ألف شجرة، تنوعت بين أشجار زيتون وفواكه وخضار موسمية، وأشجار حراجية، حيث تعرضت تلك الأشجار للسرقة والنهب والمصادرة، إضافة إلى عمليات القطع الجائر التي نفذها مسلحو أنقرة بغية الاتجار بأخشاب تلك الأشجار، وبيعه كحطب في أسواق المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرته كأعزاز والباب وجرابلس.

يذكر أن عملية “غصن الزيتون” كانت انطلقت في يوم العشرين من شهر كانون الثاني عام /2018/ حيث تقدمت القوات التركية وميليشياتها بداية عبر محور ناحية “بلبل” أقصى شمال منطقة عفرين، لتبدأ بعد ذلك بالتوسع والتقدم على حساب الوحدات الكردية، نحو مختلف نواحي المنطقة “راجو، معبطلي، شرّان، شيخ الحديد، جنديرس”، وصولاً إلى عفرين المدينة التي أُعلن بسقوطها في 18/ آذار، اكتمال الاحتلال التركي لعموم أنحاء عفرين، باستثناء بعض القرى الواقعة على الأطراف الجنوبية الشرقية من المنطقة كـ “زيارة” و”عقيبة” و”برج القاص”، والتي تمكنت لجان الدفاع الشعبية السورية آنذاك من الدفاع عنها ومنع تقدم الأتراك إليها.

كما تسبب الاجتياح التركي لعفرين آنذاك، بنزوح مئات الآلاف من أهالي المنطقة، الذين قضوا أياماً في العراء وتحت البر القارس على درب النزوح، وخاصة على طريق “جبل الأحلام” ليتمكنوا بعدها من النجاة بأرواحهم سواء عبر الوصول إلى مدينة تل رفعت، أو إلى بلدتي نبل والزهراء الآمنتين.

زاهر طحان – سونا نيوز