في عفرين.. حتى جمعيات التغيير الديموغرافي لم تسلم من انتهاكات فصائل أنقرة!
يبدو أن الفصائل الموالية لتركيا لم تعد تأبه لأي جهة كانت في سبيل تحقيق أهدافها والمزيد من المكاسب المادية على الأرض، وحتى على حساب من يدعمها ويدعم أهدافها ضمن مناطق سيطرتها في شمال حلب، ليصل الأمر مؤخراً إلى حد أن تطال اعتداءات الفصائل، الجمعيات السكنية التي أنشأتها الجمعيات والمنظمات الإخوانية التركية والعربية في منطقة عفرين، والتي تعد من أبرز وسائل التغيير الديموغرافي المعتمدة من قبل أنقرة ضمن مناطق سيطرتها شمال سورية.
ففي حادثة هي الأولى من نوعها التي تشهدها مناطق النفوذ التركي في شمال سورية منذ سنوات، أقدم مسلحو فصيل “لواء السلطان سليمان شاه” التركماني المعروف باسم “العمشات”، منتصف الشهر الجاري وفق ما نقلته مصادر خاصة لـ “سونا نيوز”، على دخول جمعية سكنية قيد الإنشاء من قبل إحدى المنظمات الإخوانية الكويتية، في ناحية “شيخ الحديد” غرب منطقة عفرين، مصطحبين معهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الحربية المتنوعة.
وباءت كل محاولات القائمين على الجمعية ومسلحي باقي الفصائل المكلفة بحراستها لمنع دخول “العمشات” بالفشل، وخاصة أن الفصيل يعدّ المتحكم الرئيسي والأوحد في ناحية “شيخ الحديد” التي تضم مقراته الرئيسية وبيوت جميع قادته من آل “الجاسم”، ليقتحم مسلحو الفصيل الجمعية، ويتوجهوا مباشرة إلى المركز الطبي قيد الإنشاء الموجود في وسطها.
وأوضحت المصادر خلال حديثها لـ “سونا نيوز”، أن مسلحي “العمشات” سارعوا إلى رفع راياتهم وشعاراتهم فوق المركز الطبي للجمعية، وأعلنوا المركز مقراً عسكرياً خاصاً بالفصيل، ونشروا عدداً كبيراً من عناصر الحراسة في محيطه، بعد أن حولوا قبوه إلى مستودع للأسلحة والذخيرة.
وخلال الأيام الماضية سُجلت عدة محاولات تركية بضغط من الجمعية الكويتية المنفذة للمشروع، لإقناع مسلحي “العمشات” بمغادرة المركزة الطبي وتسليمه للقائمين، إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل في ظل إصرار قيادة الفصيل على إبقاء المركز كمقر عسكري لهم، متذرعين بوجود أسباب أمنية خطيرة تتطلب وجود المقر داخل الجمعية.
ويمتلك مسلحو أنقرة سجلاً حافلاً في الانتهاكات وعمليات السرقة والاستيلاء على ممتلكات المدنيين، وخاصة في منطقة عفرين، إلا أن الاستيلاء على مرافق الجمعيات السكنية التي تلهث أنقرة وحلفائها من المنظمات الإخوانية لإنشائها ضمن مناطق نفوذها، يعد أمراً غير مسبوق منذ الاجتياح التركي للمنطقة قبل أكثر من خمس سنوات.
وتسعى تركيا منذ احتلالها مناطق ريف حلب الشمالي عموماً ومنطقة عفرين بشكل خاص، لإحداث تغيير ديموغرافي على حساب السكان الأصليين الذين يتم تهجيرهم بشكل ممنهج من منازلهم وأراضيهم، ولعل الجمعيات السكنية أو ما يعرفها سكان عفرين بـ “المستوطنات”، تعد من أبرز أساليب ذلك التغيير لناحية إسكان أكبر قدر ممكن من المسلحين الموالين لأنقرة وعائلاتهم، وجعل أولئك المسلحين يشكلون الغالبية العظمى من السكان، حيث تعتمد أنقرة في بناء تلك الجمعيات على المنظمات التركية المحلية بالتشاركية مع منظمات أخرى ذات طابع إخواني بحت، سواء من الكويت أو قطر أو غيرها من المنظمات الإخوانية العربية والأجنبية.
أقرأ أيضاً:
عدد الشهداء تخطى العشرين ألفاً.. وأمريكا تستخدم مجدداً “الفيتو” لمشروع قرار وقف إطلاق النار
إعدام الرجال أمام النساء والأطفال.. والحديث عن هدنة مؤقتة وحماس تطالب بوقف دائم لإطلاق النار