الصمت الأمريكي حيال الضربات التركية يثير مخاوف “قسد”

الصمت الأمريكي حيال الضربات التركية يثير مخاوف “قسد”

أثار الصمت الأمريكي مخاوف ميليشيا قسد، بعد القصف التركي الذي طال عدداً من أهدافها العسكرية ومنشآتها الخدمية والاقتصادية في شمال سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية.

وإزاء تلك المخاوف، يرى مراقبون أن “قسد” باتت تشعر بهشاشة التحالف الذي بنته مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم تصدر الأخيرة ولو إدانة بسيطة للهجمات التركية التي استمرت عدة أيام مستهدفة بشكل مكثف مدن القامشلي والمالكية وعامودا والقحطانية.

كما شملت الاستهدافات التركية العديد من نقاط “قسد” العسكرية وأنفاقها، فضلاً عن المنشآت النفطية والغازية، والمراكز الخدمية كمحطات الكهرباء والمشافي وبعض المنشآت الصناعية.

وأشار مراقبون لـ”سونا نيوز” إلى أنه رغم استجداء قادة “قسد” طيلة أيام القصف التركي للتحالف الدولي الذي يقوده الاحتلال الأمريكي في سوريا، إضافة لاستجداء الروس بغية الضغط على الأتراك من أجل إيقاف سلسلة الاستهدافات، إلا أنها لم تلق آذاناً صاغية، في مؤشر يتكرر مراراً ولا ترغب “قسد” في فهمه، مفاده أن العلاقة بينها وبين الأمريكي على المستوى الرسمي والواضح تندرج في إطار محاربة “داعش” فقط، ولا دخل للأمريكي في النزاع الذي تخوضه “قسد” مع الأتراك وحتى مع العشائر العربية الرافضة لوجودها في ريف دير الزور.

ويؤكد مراقبون أن قادة “قسد” قلقون أكثر من أي وقت مضى من الصمت الأمريكي، إذ وصف قائدهم “مظلوم عبدي” ذلك “بالمخزي”، كما اعتبر أن الهجمات التركية المستمرة على مناطق سيطرتهم، تثير الشكوك بأنها تتم بموافقة غير رسمية من شركائنا، في إشارة منه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وفق تصريحاته الصحفية.

وبيّنت مصادر خاصة لـ “سونا نيوز” أن قادة “قـسد” الذين يعانون من حروب “كر وفر” مع قوات العشائر العربية في دير الزور منذ أشهر، يخشون من استغلال القادة الأتراك مؤشرات التخاذل الأمريكي تجاههم وصمته حيال الهجمات الأخيرة، لتشجعهم على إطلاق عملية عسكرية برية في الشمال السوري مستغلين ضعف الجبهة الداخلية لدى “قـسد”.

وكان الأتراك أعلنوا عن نيتهم، غير مرة، في شن هجوم بري على مناطق سيطرة “قـسد”، إذ يرون فيها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المدرج على قائمة الإرهاب، ووجوده على الحدود الجنوبية من تركيا يشكل تهديداً أمنياً وقومياً.

وعليه، احتلوا في عام 2019 مدينة رأس العين الواقعة شمال غرب محافظة الحسكة، ومدينة تل أبيض بريف الرقة، فيما يتطلع الأتراك إلى طريق “M4” والتوغل بعمق 40 كم، حيث تشمل مناطق الشمال الشرقي من محافظة الحسكة، قرب منطقة “اليعربية” وحتى أقصى الغرب، وصولاً إلى الحدود الإدارية مع محافظة الرقة، والتي تضم كبرى المدن “كالمالكية والقامشلي وعامودا والدرباسية” وغالبية حقول النفط والغاز.

الحسكة-سونا نيوز

أقرأ أيضاً:

ضربة استباقية للجيش تُحبط هجمات محتملة لفصائل أنقرة نحو مناطق شمال غرب حلب

غارة أردنية تودي بحياة مواطن بعد استهدافها بئر بريف السويداء الجنوبي