استبعد الصحافي والباحث المختص بالشؤون التركية سركيس قصارجيان، حدوث تقارب سوري- تركي في الوقت الحالي، واصفاً مسألة التقارب بـ: “لعبة مصالح من قبل أردوغان، قد تتم أو لا تتم في ظل عدم وجود حماس زائد من قبل أنقرة لتنفيذ ذلك التقارب”.
ووفق رؤية “قصارجيان” خلال حديث خاص مع “سونا نيوز” على هامش الندوة الحوارية التي أقيمت في مطرانية الأرمن الأرثوذكس بحلب، فإن الحديث عن التطبيع بين سورية وتركيا راهناً، يهدف إلى الحصول على صورة مشتركة مع القيادة السورية، لأن تلك الصورة يمكن صرفها في الداخل التركي، وتجلب أصوات الناخبين لأردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة: “بينما فعلياً لا توجد أي نية جدية من قبل الأتراك للتطبيع وتأسيس علاقة دبلوماسية سوية مع دمشق، والسياسيون السوريون يدركون تلك الحقيقة تماماً، وبأن حديث أردوغان عن التقارب مجرد كلام للاستثمار”.
وانتقد “قصارجيان” الانجراف الكبير من قبل بعض وسائل الإعلام المحلية في سورية حيال الحديث عن التقارب السوري- التركي، منوهاً بأن المُحدِّد في مسألة التطبيع بالنسبة لأردوغان هو قدرته على تحقيق أكبر قدر من المصالح: “وبالتالي فهو سيجري مفاضلة للمكاسب التي سيحققها في حال التطبيع أو عدمه، وسيختار ما يحقق له القدر الأكبر من تلك المكاسب، وإن رجحت كفة تنفيذ التطبيع فإن أردوغان سيذهب فيه إلى أقصى حد ممكن”.
وبالحديث عن الانتخابات الرئاسية القادمة في تركيا، وصف الصحافي “قصارجيان” الانتخابات بـ “المصيرية” لأردوغان، لأن خسارته تعني بالنتيجة إقصاؤه عن السلطة في البلاد، ويمكن أن تؤدي إلى ابتعاد حزب “العدالة والتنمية” عن الحياة السياسية في تركيا، مشيراً إلى أن: “الاستمرارية في الوقت الحالي مسألة مهمة جداً لأردوغان على طريق تنفيذه لمشروع إعادة السلطنة العثمانية”.
وقال “قصارجيان” لـ “سونا نيوز”: “أردوغان الأكثر استقراراً والأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة، بغض النظر عن المزاج الشعبي التركي المتغير، وخاصة في ظل ضعف المنافسين الثلاثة المتوقع ترشحهم عن المعارضة التركية في عدد من الجوانب”.
وكان كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن تقارب سوري- تركي محتمل، وترافق مع ضخ إعلامي كبير بالاستناد إلى بعض المعطيات والمتغيرات الحاصلة في الشمال السوري، إضافة إلى تصريحات من قبل مسؤولين أتراك تدل على حدوث التقارب، بينما لم يصدر أي موقف رسمي من الدولة السورية لتأكيد أو نفي الحديث الدائر.
خاص – زاهر طحان