تسيّد الهدوء الحذر على مدار الساعات الماضية، المشهد الميداني في كافة جبهات ريف حلب الشمالي، في ظل توقف عمليات القصف المدفعي والجوي التي تنفذها القوات التركية باستمرار نحو المناطق الآمنة في تل رفعت ومحيطها غرباً، وباتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في منبج وعين العرب بالجهة الشرقية.
وتحدثت مصادر خاصة لـ “سونا نيوز” عن توقف تام لكافة التحركات العسكرية التركية في ريف حلب، بدأ منذ الساعة التاسعة تقريباً من ليل أمس، حيث لم تشهد مناطق الريف الشمالي أي مناوشات أو عمليات قصف تذكر من قبل القوات التركية، فيما تزامن الهدوء مع تحليق طائرات حربية واستطلاعية روسية لفترات زمنية محدودة، فوق أجزاء واسعة من مناطق الشمال، وخاصة على محوري منطقتي منبج وعين العرب.
وجاء الهدوء في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع مهلة منحتها أنقرة لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، لتنفيذ شروطها المتعلقة بالانسحاب من مناطق شمال حلب، تحت طائلة بدء العملية العسكرية البرية التي كان تحدث عنها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مؤخراً.
ونقلت وسائل إعلامية معارضة عن مصادر رسمية تركية، تأكيدها بأن “الجانب الروسي يقوم بجهود لتلبية مطالب أنقرة شمال سورية، بدلاً من العملية العسكرية”.
وبحسب ما نقلته قناة “الجزيرة” القطرية، قالت المصادر الرسمية التركية أن: “أنقرة اشترطت انسحاب قسد من منبج وعين العرب وتل رفعت، وعودة مؤسسات الدولة السورية إلى تلك المناطق، كما أعطت مهلة لتلبية شروطها، وإلا فإنها ستنفذ عملية عسكرية تشمل المناطق الثلاثة”.
وفي حين لم يصدر أي رد من “قسد” على ما ورد في حديث المصادر الرسمية التركية، واصلت تنسيقيات ومعرفات فصائل أنقرة، نشر أخبارها الترويجية عن انتهاء استعداداتها لمشاركة القوات التركية في العملية العسكرية البرية.
وكان أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” خلال الأيام الماضية، عزم قوات بلاده على تنفيذ عملية عسكرية برية في مناطق شمال سورية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكياً، إبان تفجير ساحة “تقسيم” بمدينة إسطنبول، واتهام “قسد” بتنفيذه.
حيث صعّدت أنقرة منذ ذلك الحين، من وتيرة قصفها الجوي والمدفعي نحو مناطق ريف حلب الشمالي امتداداً إلى ريفي الرقة والحسكة، ما خلّف عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين والعسكريين، إلى جانب خسائر مادية ضخمة لحقت بمنازل وممتلكات الأهالي.
زاهر طحان – سونا نيوز