رغم قلتها وعدم قدرتها على تدفئة منازل الحلبيين لأكثر من أسبوع واحد، ما تزال مخصصات المازوت المنزلي المدعوم مطمعاً لضعاف النفوس من أصحاب الصهاريج المكلفة بتوزيع الدفعة الأولى من المادة على الأهالي.
فبحسب ما أفاد به مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب لـ “سونا نيوز”، تمكنت دوريات المديرية من ضبط صهريج لتوزيع مخصصات المازوت المدعوم على أهالي حي الصالحين شرقي مدينة حلب، أثناء قيام صاحبه بالتلاعب بالكميات الموزعة، وتعبئة ما لا يتجاوز الـ 40 ليتراً لكل عائلة، بدلاً من 50 ليتراً التي خصصتها الحكومة كدفعة الأولى بموجب البطاقة العائلية الذكية.
وقال المصدر أن عملية التلاعب تمت من خلال عملية تعديل أجراها صاحب الصهريج على عدّاد المضخة، بحيث يُظهر العداد أن الكمية المعبئة 50 ليتراً، بينما هي 40 على أرض الواقع، أي بمعدل سرقة يبلغ 10 ليترات في كل عملية تعبئة، منوهاً بأن الدورية التي ضبطت الصهريج نظمت الضبط اللازم وأحالته إلى الجهات المعنية لتطبيق أحكام المرسوم الرئاسي رقم /8/ للعام /2021/ الذي يتضمن عقوبات مشددة كحجز الصهريج وحبس صاحبه وتغريمه بمبلغ مالي كبير.
وحول عمليات التلاعب بالمحروقات، أوضح المصدر لـ “سونا نيوز” بأن الضبوط التي نظمتها المديرية خلال اليومين الماضيين، تضمنت ضبطاً تم تنظيمه بحق شخصين يتاجران بالبنزين في السوق السوداء، حيث تمت إحالتهما إلى القضاء المختص، وتغريمهما بمبلغ تجاوز /3.600.000/ ليرة سورية.
المصدر أشار في حديثه إلى أن الضبوط التي نظمتها دوريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حلب وريفها خلال الساعات الـ /48/ الماضية، ناهز /34/ ضبطاً متنوعاً من ضمنها ضبطي المازوت والبنزين، مشيراً إلى أن من بين الضبوط المسجلة /3/ ضبوط بحق مخبزين في حيي “ساحة الملح” و”المعادي”، وثالث في ناحية “تل عرن” بريف المحافظة الشرقي، بسبب سوء نوعية الرغيف المنتج.
كما تضمنت الضبوط عدداً كبيراً من المحال التجارية في المدينة، وعلى طريق عام (حلب- دمشق) الدولي، لأسباب تنوعت ما بين حيازة مواد غذائية مجهولة المصدر، وبيع المواد الأساسية بأسعار زائدة عن التسعيرة المخصصة من قبل المديرية.
وتأتي ضبوط التلاعب بالبنزين والمازوت، في وقت يعاني خلاله أبناء حلب من ارتفاعات كبيرة على أسعار المادتين في السوق السوداء، التي باتت من المصادر الرئيسية للحصول عليهما في ظل قلة كميات المخصصات المدعومة، حيث ارتفع سعر ليتر المازوت في تلك السوق مؤخراً إلى نحو /7500/ ليرة سورية، بينما يتراوح سعر ليتر البنزين ما بين /8000/ إلى /9000/ ليرة، ما تسبب بارتفاعات متتالية سواء على صعيد أجور الركوب في سيارات الأجرة “التكاسي”، أو لناحية أسعار الاشتراك بـ “الأمبيرات”، التي ما تزال تحلق بشكل مطّرد أسبوعاً بعد آخر.
حلب – زاهر طحان