عادت أعشاب “الطب البديل” إلى الواجهة، بعد ارتفاع أسعار الأدوية عدا عن لفقدان بعض الأنواع خلال فترات سابقة، فما إن تدخل سوق البزورية في دمشق القديمة حتى تشتم روائح مختلفة من الأعشاب، التي تكون ملاذ للباحثين عن “عشبة” لمرض معين.
بعض من تلك الأعشاب عُلّق على واجهات المحلات، فيما عُرِضت أنواع أخرى في أكياس، وفي وقت قد تجهل أنت منافع بعض تلك الأعشاب، إلا أنّ الباعة بمعظمهم يعرفون جيداً كل نبتة واستعمالاتها وفوائدها.
أحد أصحاب المحلات في سوق البزورية التي تبيع هذه الأعشاب يتحدث لـ “سونا نيوز” عن إقبال الزبائن على شرائها فيقول: “خلال الموسم الشتوي يزداد بيع أعشاب محددة مثل الزهورات، الزعتر الأخضر، وإكليل الجبل، أي الأعشاب التي يتم شربها في حال الإصابة بأمراض البرد كالرشح والسعال”.
وبين أنه يمكن شراء بـ 5000 ليرة كمية من الزهورات وشربها عدة أيام ولأكثر من شخص، بوقت عبوة دواء السعلة تباع بأكثر من 6000 ليرة.
ويضيف: “بعد ارتفاع أسعار الأدوية لاحظت أن حركة الشراء ازدادت بشكل طفيف، طلباً لهذه الأعشاب، فإحدى الزبونات قالت لي إن تكلفة الأعشاب تبقى أرخص من سعر الدواء، ويمكن لكل العائلة أن تشرب وليس المريض فقط”.
وتابع: “هناك حالات قليلة يطلب فيها أعشاب أخرى مثل “قتاية الحصان” لعلاج الريقان، البابونج لآلام البطن، اليانسون للاسترخاء”.
وبالفعل، يُقبِل سكان دمشق وريفها، على التداوي بالأعشاب الطبيعية التي تحتل مكانة هامة لدى جزء من المجتمع خاصة لدى الكبار بالسن المتمسكين بنصائح الأجداد، إذ يؤمنون بأنّها تمنح الشفاء من أمراض قد لا تقوى الأدوية على شفائها.
ويؤكد صاحب محل بيع الأعشاب أنّ زبائن محله ليسوا من البسطاء أو الفقراء أو من الفئات الاجتماعية محدودة الدخل فحسب، في بعض الأحيان، يقصدنا زبائن ميسوري الحال لكن يئسوا من علاج بعض الأمراض بالأدوية، فهم بمعظمهم يجمعون على مقولة: إن لم تنفعني تلك الأعشاب فهي لن تضرّني.
لكن يحذر صاحب المحل من هذه المقولة قائلاً: “ثمّة أعشاباً سامة لكنّ الناس يجهلون خطورتها فيستهلكونها بكثرة”، مبيناً أن الإكثار من نوع معين من الأعشاب قد يتسبّب في جفاف الكلى أو ارتفاع ضغط الدم.
اقرأ أيضاً:
نسبة توزيع مازوت التدفئة وصلت إلى 64 %.. مستجدات وضع المحروقات في اللاذقية
تحسن بوضع المحروقات في سوريا.. تعبئة البنزين مرتين في الشهر واستئناف توزيع المازوت