هجرة قوارب الصيد في اللاذقية: المهنة مهددة بالزوال
يهجر الصياد مركبه ويدير ظهره للبحر الذي لطالما كان مصدر رزقه الوحيد وذلك بسبب تكاليف صيد السمك المرتفعة، كما يقول عدد كبير من الصيادين لـ “سونا نيوز”، متحسّرين بالقول: “البحر كان الشغلة الوحيدة اللي ما بدها مسابقة توظيف لتعيش وتسترزق!”.
ويرى أحد الصيادين بأن البحر بات مكلفاً بعد أن كان يطعمنا بلا شروط، مبيناً أن غياب المحروقات وغلاء المعدات (الصنارة والشبكة) وغيرها من تجهيزات قارب الصيد، خلقت صعوبات في العمل البحري جراء عدم توفير المازوت بالسعر المدعوم وارتفاع سعر الغالون بالسوق السوداء بشكل مضاعف خلال الفترة القليلة الماضية.
وحسب ما ذكر نقيب الصيادين في اللاذقية سمير حيدر في حديثه لـ “سونا نيوز”، فقد هجر صيادون كُثر قواربهم وتركوا العمل بصيد السمك بسبب عجزهم عن تأمين المازوت بالسعر المدعوم مع توقف توزيعه من قبل الجهات المعنية بين الفترة والأخرى، ما يوقف عمل الصياد الذي يعتمد على رزق البحر بشكل مطلق في معيشته.
قوارب الصيد في اللاذقية
وذكر أن هناك إشكالية في عملية تزويد القوارب بالمحروقات منذ حوالي الشهر، دون سبب معلوم لتوقف المخصصات للصيادين، مع الإشارة إلى أن القوارب التي تصطاد بالمياه الدولية لا تعطى المادة المدعومة وعددها 25 مركباً وإجمالي المراكب عددها 566 مركباً للصيد بالمياه الإقليمية و381 مركب نزهة.
وذكر أن القوارب الإقليمية تحصل على مخصصات مازوت دورية بالسعر المدعوم، في حين أن مراكب الدولية تعامل معاملة المازوت الصناعي أو التجاري، بذريعة أنها تصطاد كميات أكبر، إلا أنها جميعها مهددة اليوم بالتوقف عن العمل بشكل نهائي بسبب عدم توفير المازوت وارتفاعه سعر الجنوني بالسوق السوداء.
وذكر نقيب الصيادين أن مهنة الصيد مهددة بالزوال وآلاف العائلات مهددة بفقدان مصدر رزقها الوحيد، متسائلاً عن مصير هذه العائلات التي تتجاوز الـ 5 آلاف عائلة ممن ليس لديها معيل سوى هؤلاء الصيادين الذين ولدوا في البحر ويعلمون بالصنارة والشبكة منذ عشر السنين فلا يستطيعون العمل بغير مهنة أياً كانت.
وطالبَ حيدر بدعم الصيادين بالمحروقات وتفيرها بشكل دوري دون انقطاع ما يخفف الأعباء عن الصيادين ويعيد لهذه المهنة نشاطها بعد أن توقف لفترات انعكست سلباً على توفر السمك في السوق وبالتالي ارتفع سعره على المواطن بنحو 3 أضعاف عن الأشهر القليلة الماضية.
وفي جولة ضمن ساحة السمك، سجل سعر البلميدا حوالي 35 ألف ليرة، القجاج يصل إلى نحو 90 ألف ليرة، اللقز بين 150 – 200 ألف ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة سعر كيلو سمك السلطان إبراهيم والقريدس.
صيادين السمك في اللاذقية
صيد السمك في اللاذقية
أقرأ أيضاً:
مخالفة فاقعة في نقابة المهندسين تشغل الحكومة بالمراسلات
38 محاولة غش خلال الأسبوع الأول لامتحانات الشهادتين في اللاذقية