أخبار عاجلة
الحاجة وحدها تفرض على السوريين بيع كتبهم وذكرياتهم

الحاجة وحدها تفرض على السوريين بيع كتبهم وذكرياتهم

الحاجة وحدها تفرض على السوريين بيع كتبهم وذكرياتهم

يحمل الرجل السبعيني إحسان المحمد بعض كتبه القديمة في كيس نايلون أسود في يد وعكازه في يد أخرى ويأتي إلى بائع الكتب المستعملة تحت جسر الرئيس بدمشق يفاوض التاجر على بيعه كتاب تحف العقول، ويقول له إن هذا الكتاب جديد ويباع بالعملة الصعبة، وأنا بحاجة إلى بيع هذا الكتاب، وبعد تفاوض تم دفع ثمن الكتاب وهو مجلد 40 ألف ليرة سورية.

الرجل السبعيني يقول لموقع “سونا نيوز” لدي مكتبة عامرة بالكتب القديمة والقيمة، ونتيجة ظروف المعيشة عندما أضطر إلى مبلغ من المال لإجراء تحاليل طبية أو شراء أدوية أقوم بحمل بعض الكتب، وأتجه الى هذا المكان وأبيع الكتب والتجار هنا حفظوني أحيانا يطلب منهم كتب لكتاب مرموقين وكتبهم غير متوفرة بكثرة مثل فارس زرزور وغيره وأنا أقوم بتلبيتهم ببيع الكتب في مكتبتي.

 

الحاجة وحدها تفرض على السوريين بيع كتبهم وذكرياتهم

 

وأشار المحمد إلى أنه قام ببيع نسبة غير قليلة من مكتبته وهي اليوم تدير بالها على مصروفه من خلال بيع الكتب النادرة والقيمة والموسوعات والمجلدات وبعض الروايات، وقال جمعت الكتب من فائض مصروفي، واليوم هذا الفائض يشيل بعض همومي صحيح أحزن ويعتصر قلبي عند بيع كل كتاب وكأني أبيع تاريخي وذكرياتي، وأعود بالذاكرة الى موقف شراء هذا الكتاب، وماذا يتضمن لكن اليوم الجوع كافر ولا يمكن لعجوز مثلي العيش من دون تناول الأدوية بانتظام، وراتبي التقاعدي لا يكفي ليومين معيشة، وأتلقى المساعدات من أولادي لكن اليوم هناك حاجيات أخرى لا يمكن أن تطلبها في كل ساعة، وأجد بيع الكتب لسد حاجتي أحد الخيارات الصعبة لكني مضطر عليها.

وفي مشهد آخر حضرت سيدة وابنتها ومعها حوالي 12 كتاب ورواية بنوعية جيدة وشبه جديدة عرضتهم للبيع في أول تاجر منحها 75 ألف ليرة، والثاني 70 ألف ليرة، والثالث رأف بحالتها ومنحها ثمنهم 80 ألف ليرة، وتقول له لولا حاجتي لا أقوم ببيع هذه الكتب فهي بالنسبة لي تاريخ وذاكرة.

وتشاهد عشرات آلاف العناوين من الكتب مكدسة في المكان يقصده من لديه بحث علمي أو من يبحث عن كتاب، وبعض المكتبات التي تلبي رغبات القراء ممن يطلبون الكتب الورقية.

ومن الأسعار التي استعرضناها في المكان كتاب السر بسعر 5 آلاف ليرة، ورواية فارس زرزور مستعملة بـ 8 آلاف ليرة وكتاب نزار قباني بـ 6 آلاف ليرة، وكتاب جبران خليل جبران 6 آلاف ليرة، وكتاب الهداية الكبرى بـ 35 ألف ليرة، وكتب التنمية البشرية تبدأ من 5 إلى 12 ألف ليرة، وكتب الطبخ أيضا من 5 إلى 10 الاف ليرة، والموسوعات تصل الى 100 ألف ليرة والمجلدات الاخرى تبدأ من 35 إلى 100 ألف ليرة.

أحد باعة الكتب فضل عدم الكشف عن اسمه قال “لسونا” انظر إلى أكوام الكتب يوميا يأتينا عشرات الزبائن تريد بيع الكتب ونحن بدورنا نشتري ومن ثم نبيعها لمن يريد، وأحيانا نقوم بشحن بعض الكتب إلى المحافظات، وإلى كل من يطلبها طبعا ظاهرة بيع الكتب سببها الوحيد الحاجة، وهذا ما نلمسه من لهفة الزبائن لبيع الكتب واضطرارهم لمبالغ مالية وحسرتهم على بيع ذكرياتهم.

 

سونا نيوز

 

الحاجة وحدها تفرض على السوريين بيع كتبهم وذكرياتهم

الحاجة وحدها تفرض على السوريين بيع كتبهم وذكرياتهم


 

أقرأ أيضاً:

 

“وفا تيلكوم” بالخدمة قريبا.. شركات ايرانية ترسل معدات للتشغيل
تقرير أممي: الحد الأدنى لمتطلبات معيشة الأسرة السورية يرتفع إلى 1،3 مليون ليرة

 

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

"تحت ضغط البيروقراطية" تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية

“تحت ضغط البيروقراطية” تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية

“تحت ضغط البيروقراطية” تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *