الموت ليس كالموت في غزة.. منظومة طبية انهارت وتحفظ إسرائيلي على تصريح “غوتيريش”

الموت ليس كالموت في غزة، له صوت وطعم، أما الأول فيسمع في هدير الطائرات الحربية، بينما تتذوق الأشلاء تحت الأنقاض الوجع لتتلقى الألم مرتين، وتخرج طفلة من بين الركام لا تعلم ربما أنها الناجية الوحيدة من عائلتها، ولا يمكن أمام الحال هذه القول إنها الأوفر حظاً، ولا توجد كلمات يمكن وصف شعور طفل آخر يحب الحياة ويفرح بلعبة “سيارة” نقلت الحقيقية منها جثامين ذويه، فالحرب دائماً ما تفرض تناقضاً بين مأساة الرحيل وأمل الحياة.

وبينما أعلنت المنظومة الصحية في غزة انهيارها التام وخروج 15 مستشفى عن الخدمة، اجتمع العالم يوم أمس بذات التوقيت في مجلس الأمن حتى يكرر دفاعه عن إسرائيل، ليلوي الغرب المتحضر اللغة والأخلاق إلى درجة مدهشة، مشوهين الحقائق كما الوجوه الخارجة من تحت الأنقاض، والتي يصعب إنقاذ ما يمكن إنقاذه لانعدام الآليات وأدنى مسلتزمات الإغاثة.

ويبدو أن المجازر العلنية والمنقولة على الهواء مباشرة من خان يونس، لم تقنع وزيرة الخارجية الألمانية ” أنالينا بربوك”، إذ اعتبرت أن حركة حماس هي المسؤولة عن القتل الفلسطيني بعد استخدامها القطاع كله دروعاً بشرية، وكانت غضت الطرف عن حقيقة أن أكثر من ثلثي سكان القطاع نازحون يتربصهم شبح الموت المنتشر في كل زوايا القطاع.

أما وأثناء كلمتها، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني وجود إصابات وأضرار جراء غارة إسرائيلية قرب مقر الهلال بغزة ومستشفى الأمل في خان يونس الذي يوجد به أكثر من 4000 نازح، في حين تنعدم الكهرباء والأدوية في مستشفى الإندونيسي.

تناقض المواقف ظهر أيضاً على لسان وزير خارجية هولندا ” هانكي سلوت”، حينما زعمت أن حركة حماس هي من بدأت بترويع السكان في المستوطنات، إضافة إلى أنها لم تصب أهدافاً عسكرية وإنما مدنية منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، وذلك خلافاً لاستهدافات قوات الاحتلال وقصفها بالفوسفور الأبيض الثكنات العسكرية لحماس أو بالأحرى بيوت المدنيين العزل.

بيد أن الإحساس المرهف لوزير خارجية الكيان “إيلي كوهين” مزقه تصريح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بعد أن اعتبر الأخير هجوم الفصائل الفلسطينية لم يحدث من فراغ، حيث يعيش الشعب الفلسطيني في احتلال خانق منذ 56 عاماً وشهد أرضه تلتهمها المستوطنات رويداً رويداً.

هذا التصريح اعتبرته الخارجية الإسرائيلية مثير للغضب والدهشة، ووصمة عار عليه وعلى الأمم المتحدة، وتعكس موقفاً متحيزاً ومشوهاً تجاه إسرائيل وتبرر إرهاب المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول” وذلك على حد وصفها”، داعية غوتيريش إلى التراجع عن كلماته والاعتذار بعد أن ألحق الأذى بملايين الإسرائيليين.

وأياً كان فإن تلك المعايير التي تجيز لأيما إنسان وحشي أن يجعل نفسه طاغية ذا سلطة مطلقة بقتل عدد من الأطفال والنساء والشيوخ، تزيد بقدر ما تمكنه الدول الغربية بذلك، وإعطاءه الضوء الأخضر للإبادة للجماعية تحت مسمى “الدفاع عن النفس”.

سونا نيوز

أقرأ أيضاً:

الموت الفلسطيني المعلن.. أحد عشر يوماً ولم يتغير في الحرب على غزة سوى أعداد الشهداء

وزير الخارجية الإيراني من بيروت: المقاومة يدها على الزناد