أخبار عاجلة
"طوفان الأقصى".. ما بعده ليس كما قبله

“طوفان الأقصى”.. ما بعده ليس كما قبله

شكلت معركة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الوطنية الفلسطينية، هزيمة إستراتيجية غير مسبوقة في تاريخ كيان الاحتلال الإسرائيلي، وحطمت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، في مقابل انتصار المقاومة الفلسطينية، من حيث التخطيط ودقة التنفيذ والتمويه، وقوتها وتماسكها.

ومهما حاول المدافعون من الغرب وغيره عن هذا الكيان الغاصب تجميل صورته إزاء هذه العملية، إلا أن صورته اهتزت لدى الرأي العام العالمي، ناهيك حتى عن صورته في الداخل الإسرائيلي، على جميع الصعد الميدانية والسياسية فقد انكشفت حقيقة جيشه المهزوم وحقيقة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق.

لقد فاجأت المقاومة كيان الاحتلال عندما وجهت ضربة قاضية لمنظومته الأمنية والاستخبارية والعسكرية، من خلال اقتحامها للمستوطنات المحاذية لقطاع غزة، ما شكل صدمة مدوية له، أربكت حساباته،
لتشكل معركة “طوفان الأقصى” حدثاً مفصلياً وتطوراً نوعياً في الإستراتيجية الفلسطينية سواء في الجانب العملياتي أو في العسكري فقط، وذهبت إلى تحقيق “معجزة” في زمن قلت فيه المعجزات، فما حققته المقاومة الفلسطينية تعجز عن تحقيقه جيوش دول كبرى، كما أن كسر “حدود اللا ممكن” أصبح متاحاً وحققته المقاومة الوطنية الفلسطينية حين نقلت المعركة إلى داخل الكيان الغاصب.

لقد عبرت معركة “طوفان الأقصى” بكل دقة عن فشل ذريع وهزيمة إستراتيجية غير مسبوقة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، منذ حرب تشرين التحريرية عام 1973، لتُؤرخ لفجر جديد في نضال وتضحيات الشعب الفلسطيني.

 

"طوفان الأقصى".. ما بعده ليس كما قبله

 

إذاً ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يفشل الاحتلال فشلاً ذريعاً وكبيراً استخبارياً وعسكرياً وأمنياً، في مقابل نجاح وانتصار غير مسبوق للمقاومة الوطنية الفلسطينية، من حيث القيادة والإعداد والإدارة والتخطيط ودقة التنفيذ والتمويه، وكذلك القوة النارية والصاروخية التي جرى استخدامها في هذه المعركة وتوقيتها.

مراقبون فلسطينيون يؤكدون أن المقاومة نجحت في اجتياز الحدود وتجاوز كل العوائق الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، وعدم الكشف عن أي معلومة بشأن العملية، كما تمكنت من اختراق المنظومة الأمنية.

ويرى المراقبون أن هذه المعركة حسمتها “الست ساعات الأولى”، حتى لو هدمت حكومة الاحتلال غزة على رؤوس ساكنيها، فهزيمتها إستراتيجية وفشلها عميق.

ومن وجهة نظر المراقبين فإن هذه العملية ستكون لها تداعيات كبيرة على صناع القرار “الاسرائيليين” في كل المستويات القيادية والأمنية والعسكرية والسياسية والاستخباراتية، وكذلك على قادة الوحدات العاملة في الميدان مما يسمى قوات النخبة، وغيرها.

لقد شكلت المعركة التي بدأتها المقاومة زلزالاً حقيقياً، وحققت نجاحاً قوياً ونقلت المعركة لقلب العمق الإسـرائيلي، وإن الإنجازات التي حققتها المقاومة أكبر من أن تُحصى في الوقت الحالي، لعل أهمها كسر نظرية ما يسمى “الأمن الإسرائيلي” ومعها الصورة الذهنية التي عملت “إسرائيل” على خلقها على مدار عقود، لتسقط تلك الصورة في “الوحل” ومعها انهارت أحلام وطموحات “نتنياهو” السياسية أو بعبارة أخرى انتهى دوره للأبد بحسب محللين “اسرائيليين”.

محللون سياسيون يشيرون إلى أن الرد المتوقع على الطوفان كما هو حاصل اليوم هو “محرقة” متوقعة في قطاع غزة، وبالتأكيد موجة العدوان الإسرائيلي المتوقع لن يستثنى فيها أي سلاح، بما في ذلك المحرمة والمجرمة دولياً، وهذا أيضا ليس أمراً جديداً على القطاع الذي ذاق من قبل نيران هذه الأسلحة.

وتأتي جرائم الحرب الإسرائيلية بحق قطاع غزة وسكانه في سياق محاولات كيان الاحتلال استعادة جزء من “صورة الردع” الملطخة بدماء شهداء فلسطين والمنطقة على مر التاريخ.

لقد أحدثت معركة “طوفان الأقصى” نصراً كبيراً سيكون ما بعده ليس كما قبله، وستكون الأيام القادمة حافلة بالأحداث، لكن في النهاية الموقف العسكري هو من سيقود الموقف السياسي، وهذا العالم لا يعترف إلا بالفاعلين وبأصحاب نظرية القوة الذي يدافعون عن حقوقهم بكل ما أوتوا من قوة، وهذا ما جسده الشعب الفلسطيني على مدى عقود.

إن تداعيات هذه المعركة بعد أن تضع أوزارها ستكون ثقيلة وقاسية على كيان الاحتلال، ليس فقط على “بنيامين” رئيس حكومة الاحتلال أو متزعم جيشه أو مسؤول “الشاباك” أو قادة الأجهزة الأمنية، كل لوحده، بل المسؤولية ستطول الجميع كمنظومة “عسكرية وسياسية” تحكم هذا الكيان الغاصب، وبالتالي ربما تصل حد إسقاط حكومة “نتنياهو”، وهي التي تعاني أساساً داخل هذه كيان الاحتلال.

 

أديب رضوان – سونا نيوز


 

 

"طوفان الأقصى" وتغيير المعادلات

أقرأ أيضاً:“طوفان الأقصى” وتغيير المعادلات

 

 

"طوفان الأقصى" نصر لدماء شهداء سوريا وفلسطين

أقرأ أيضاً:“طوفان الأقصى” نصر لدماء شهداء سوريا وفلسطين

 

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *