يوميات مأساة غزة مستمرة .. خان يونس كتلة نار وهدنة مازالت تحت الضباب

أصبحت أيام غزة متشابهة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليدخل يومه الـ١١٨، ومأساة الشعب الفلسطيني تتعمق.. مع تواصل القصف الوحشي لقوات الاحتلال على المناطق السكنية في القطاع، حيث تبلور فيها مركز القتال خلال الأيام الماضية وذلك حول مدينة خان يونس ،وسط محاولات سياسية من أجل هدنة.

منذ يومين يشنّ جيش الاحتلال قصف ناري على قطاع غزة المحاصر، ويخوض معارك عنيفة مع عناصر حركة المقاومة الفلسطينية حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ، في مناطق عدة، أبرزها خان يونس التي باتت مركز المعارك في الوقت الحالي.
صباح اليوم لجأت قوات الاحتلال إلى عملية إعادة تموضع عبر انسحاب جزئي من بعض مناطق خان يونس، ما سمح لطواقم الإسعاف بانتشال عدد من الجثث في المدينة.
بحسب شهود عيان بالمنطقة فقد استهدفت نيران مدفعية الاحتلال مستشفى ناصر في خان يونس، حيث التجأ إليه آلاف المدنيين قادمين من الشمال ..فحولوه إلى ركام.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بقصف إسرائيلي مكثف الليلة الماضية قرب مستشفى الأمل وانتشار القوات الإسرائيلية لفترة وجيزة أمام المستشفى.
إلى ذلك حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من أن الوضع “كارثي” في مستشفيات خان يونس، وأعربت عن خشيتها من “مقتل عدد من الجرحى والمرضى جراء الاستهداف المتكرر وعدم توفر الإمكانيات الطبية ونفاد الطعام”.
سياسياً ،وفي خضم الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “في الأيام المقبلة” إلى الشرق الأوسط، حسب ما أعلن مسؤول أمريكي من دون أن يحدد الدول التي سيزورها.
وتعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر خلف الكواليس لمحاولة إقناع الأطراف بهدنة جديدة، حيث كانت أتاحت هدنة سابقة مدتها أسبوع في نهاية تشرين الثاني إطلاق سراح 105 أسير اسرائيلي في غزة مقابل و240 أسيراً فلسطينياً من المعتقلات الإسرائيلية من النساء والقصّر.
وبحسب مصدر في حركة حماس ، فإن الحركة تدرس اقتراحاً يتألف من ثلاث مراحل، تنص الأولى منها خصوصاً على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 اسير اسرائيلي، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميا.
وفي سياق متصل ..وفي القطاع المدمر، دفعت الحرب الاسرائيلية لنزوح نحو 1,7 مليون من حوالى 2,4 مليون ساكن عن منازلهم، وفق الأمم المتحدة، وتوجه معظمهم جنوبا، حيث يتجمع الآن أكثر من 1,3 مليون شخص في رفح، محاصرين على الحدود المغلقة مع مصر، وفق المصدر نفسه.
وأفاد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير بأن “مستوى الدمار الناجم عن آخر عملية عسكرية إسرائيلية جعل قطاع غزة غير صالح للعيش”.
وقدّر المؤتمر أنه بحلول نهاية تشرين الثاني، دُمّر أو تضرّر 37379 مبنى أي ما يعادل 18% من إجمالي المباني في قطاع غزة.
ويزيد من معاناة الفلسطينيين التهديد المحدق بعمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد تعليق 13 دولة تمويلها للأونروا استجابة لمزاعم كيان الاحتلال الإٍسرائيلي، بتعاون الاونروا مع حركة حماس.
وفي مجلس الأمن الدولي انتقد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة “رياض منصور” عجز المجلس عن منع الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والفظائع في قطاع غزة المنكوب، مؤكداً أن عجزه يعد جريمة.
وقال منصور خلال جلسة لمجلس الأمن الليلة الماضية لبحث القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية حول “إسرائيل” من أجل منع وقوع المزيد من الإبادة الجماعية في قطاع غزة وفق وكالة وفا الفلسطينية: إن “محكمة العدل الدولية اضطلعت بمسؤولياتها، لكنكم “مجلس الأمن” لا تضطلعون بمسؤولياتكم بإصدار قرار يوقف إطلاق النار للسماح بتنفيذ قرارات المحكمة”.
وأضاف منصور: “حتى الآن، قتل الاحتلال أكثر من 26 ألف فلسطيني في غزة، 11 ألفاً منهم أطفال، و2.3 مليون فلسطيني يعيشون جحيماً كل يوم، بينما مجلس الأمن يناقش الأمر، والمجلس عاجز عن اتخاذ قرار بوقف هذه الفظائع التي تعد أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 118 على قطاع غزة إلى 26900 شهيد و65949 جريحاً، وإن الأعداد مرشحة للازدياد في كل يوم.

سونا نيوز

أقرأ أيضاً:

خشية “طوفان سوري” .. ” كيان الاحتلال ” يبدأ حفر خندق في الجولان السوري المحتل

صفقة جديدة بين المقاومة وقوات الاحتلال.. ونتنياهو يؤكد رفضه إذا كانت تعرض أمن إسرائيل للخطر