في الوقت الذي يعاني منه موسم القمح في سوريا من الجفاف نتيجة انحباس الأمطار لفترة طويلة لتحسين إنبات محصول القمح، مازال المسؤولين عن توزيع المازوت الزراعي يعقدون الاجتماعات ويفكرون في الآلية لتوزيع المازوت، وكأن الإنبات ينتظرهم حتى تنتهي المراسلات بينهم، أو يتفقوا على صيغة تكون الأقل فسادا في هذا الملف.
ويقول الفلاحون لـ “سونا نيوز” بدلا من أن تستنفر هذه الجهات من أجل اسعاف الانبات وتوزيع المازوت بأسرع وقت ممكن.
اليوم قبل الغد نجد أن الاجتهادات والتقديرات وضياع عام سابق بالكامل في التفكير في ايجاد آلية للتوزيع تارة بالبطاقة الكرتونية، وأخرى بالذكية، وتارة على دفتر العائلة وعبر الجمعيات وتارة لمحصول القمح للسقاية وتارة للآبار الارتوازية وفي المحصلة التفكير ضائع.
ويرى الفلاحون أن موسم القمح في سوريا لا ينضج بالتوقعات والتكهنات ونشر الأرقام عن مساحة الاراضي المزروعة، وللعلم الموسم الماضي لم ينتج سوى أقل من ربع الكمية التي كانت متوقعة، وأقل من 20 بالمئة من حاجة سورية من القمح.
ويتابع الفلاحون الموسم اليوم في أول انباته، وعلى الجميع تحمل المسؤولية وعدم التهرب منها وتراشق الاتهامات، ويجب ان يكون الارشاد الزراعي في أقصى درجات الاستنفار.
وأن تسير الوزارة والحكومة مجتمعة لضرورات اتخاذ الخطوات العاجلة من أجل انقاذ الموسم بأي طريقة ممكنة، وتأمين حاجة سوريا من المخازين وعدم الاستلام للواقع لا يوجد كهرباء لضخ المياه ولا يوجد أدوية للمكافحة وغيرها من الحجج السنوية المعتادة.
وتابع الفلاحون لو عمل الارشاد الزراعي بكامل طاقته ولاقى المساعدة المطلوبة من الحكومة سيتم توفير استيراد مئات آلاف الاطنان القمح، والاستغناء عن الفاتورة التي تقصم ضهر الخزينة كون الفاتورة سترصد في موعدها ولا يمكن ترك البلاد والمخازين من دون الطحين.
وما لمسه موقع “سونا” بالأمس من اجتماع الوزيرين الزراعة والنفط لمعالجة وايصال المازوت الزراعي الى الفلاحين لا يبشر بالخير، كون الحديث مازال بحسب ما صدرت وزارة الزراعة التسريبات عن الاجتماع في طور وضع آلية لتنظيم توزيع المحروقات، بينما اليوم التوزيع أكثر من ضرورة، وخاصة خلال هذه الفترة التي انحبست فيها الامطار.
وعلى الجميع الانتباه إلى ان ضياع الوقت ليس في صالح الموسم، وعلى ما يبدو أن الوقت ضاع كون التفكير اليوم مازال في إطار وضع الاجراءات وليس في إطار التوزيع.
الأمر الغريب الآخر لماذا لا يتم وضع ألواح طاقة شمسية قادرة على تشغيل مجموعة آبار وتركها في الحقول الزراعية تعمل بشكل اسعافي ومتنقل بين الحقول، وبحسب ما يوجهها الارشاد الزراعي.
وهذا الأمر يمكن أن يتم في ساعات محددة، وأن تكون ملكيتها لوزارة الزراعة أو لاتحاد الفلاحين، وما المانع أن يكون في كل محافظة 5 سيارات تتحرك بها لإسعاف الآبار الخاصة للشرب أو الاراضي الزراعية وخاصة في المناطق الشرقية والساحلية للشرب.
الوقت يمر ولا ينتظر الاجتماعات والتكهنات وانبات القمح يرويه المياه ويزيد من انباته السماد ويحميه المكافحة وليس الاجتماعات والتمني وقذف الاتهامات وغيرها.
طلال ماضي – سونا نيوز
اقرأ أيضاً:
شح المواد في الأسواق فتح الأبواب أمام التجار للتسعير على مزاجهم
مبيعات كبار التجار في سوريا كيف تعود إلى الخزينة ولماذا متروكة تصارع قدرها لوحدها؟
مصادر: لا تتضمن المشتقات النفطية.. السكة التجارية سالكة بين سوريا والسعودية بعد سنوات على انقطاعها