سونا نيوز أخبار سوريا الآن لحظة بلحظة سونا نيوز لأخبار سوريا الآن لحظة بلحظة- مراسلين ميدانيين وتغطية لكافة الأخبار العالمية – أخبار الآن ميدانية موثقة بالصور مع الخبر الأكيد والمصداقية العالية .
الموت غير المعلن.. يوسف والعروس وزرقاء اليمامة يموتون في السجن الكبير
تقف الأم الفلسطينية بصوت يخنقه الدموع حتى تخبر المسعفين بتوسل يتخلله أمل نجاته، تصف طفلها قبل أن تدرك رحيله إلى مثواه الأخير محاولة الاستدلال عليه: “اسمه يوسف شعره كيرلي أبيضاني حلو”، أوصافاً ليست لتلك المعروفة عن يوسف النبي الذي قطّعن النسوة أيديهن لأجله، بل يوسف ابن غزة الذي مزق قلوب العالم لرحيله، فليس هو الآن بشراً وإنما ملك كريم، تاركاً عائلته تصرخ وجعاً بعد رحيله الأبدي الذي سيتجاوز ثلاثين عاماً كما حصل مع ابن يعقوب.
يشاهد العالم العربي الضحايا ويتعاطف، ولا يجهل بطبيعة الحال بأنهم كائنات بشرية لهم حياتهم كما الجميع، وإن كانت شبه حياة في قطاع يصفه صحفيون بـ”غزة ..السجن الكبير”، هل أدرك العالم مشاعر عروس رثت شريك عمرها المفترض والتي أجلّت الحرب أحلامهما بل قتلته؟ ولم تسعفها الكاميرات وعلى كثرتها، بنعيه بل راحت تسرد مكنون وجعها عبر منصات الواقع الافتراضي، عندما قال لها “فداكِ ألف منزل” بعد أن قصفته قوات الاحتلال، ليكون هو أيضاً ضحية الغارات ذاتها، تاركاً عروسه بلا بيت وبدونه.
في غزة بات الناس يؤمنون بأن الموت أقرب لهم من الحياة، ويستشعر الغزاويون دنو أجلهم، وهو ما كان حينما تنبأت الكاتبة الفلسطينية “هبة أبو ندى” باستشهادها، لتدرك زرقاء اليمامة ما رأته في اليوم السابق من وفاتها، قالت في نعيها: “نحنُ في غزة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير وكلنا ننتظر أين سنكون”، يوضح من رثاها بأنها أصدرت رواية واحدة، إلى أن خطت في دمها ملحمتها الكبرى مؤكدة ما حمله اسم روايتها اليتيمة “الأوكسجين ليس للموتى”، وربما لا يستحقه حتى الأحياء.
هذا جزء من الموت الفلسطيني غير المعلن، 4473 حصيلة الشهداء على أقل تقدير، يرافق ذلك أضعاف الرقم إذ ما أُخذ بالحسبان ما يقاسيه أهل الضحايا من ألم الفراق والأحلام الموءودة في مدينة النحيب والجنازات الكثيرة والرثاءات الصامتة بحزن عميق.
أقرأ أيضاً:
اليوم “13” للعدوان على غزة.. رائحة الدم في كل مكان
“15” يومًا من العدوان على غزة .. أكثر من 4 آلاف شهيد وتدمير 14000 وحدة سكنية
