حفر الآبار العشوائي يهدد المتجدد المائي … مصدر في اتحاد الفلاحين “لسونا : رؤية الحكومة لحل مشكلة الآبار قاصرة وشحيحة

حفر الآبار العشوائي يهدد المتجدد المائي … مصدر في اتحاد الفلاحين “لسونا : رؤية الحكومة لحل مشكلة الآبار قاصرة وشحيحة

منذ أكثر من عامين تم إعداد آلية تنفيذية لعملية حصر الآبار الارتوازية في سورية، وتم اعتمادها في رئاسة مجلس الوزراء، وحُدِّدت آلية الحصر بمختلف القطاعات، سواء لآبار مياه الشرب، والسياحة، والزراعة، والصناعة منذ شهر آذار عام 2022 .

وبحسب مصادر “سونا نيوز” أنه تم تشكيل لجان في المحافظات وإنجاز تجربة حصر الآبار في محافظتي دمشق وريفها، وعُممت التجربة على باقي المحافظات، وتم توثيق كافة النتائج في مركز المعلومات المائي، وإلى اليوم لم يتم اتخاذ الإجراءات اللاحقة بخصوص هذه الآبار التي تعمل من دون ترخيص.

وأشارت المصادر من اتحاد الفلاحين إلى أن وضع رؤية مشتركة لمعالجة وضع هذه الآبار، ومنح التراخيص اللازمة لها عبارة عن وعود إعلامية مضى عليها سنوات طويلة، ولم نر منها شيئا سوى الكلام، وفي المقابل الآبار العشوائية في انتشار مستمر، والجهات الحكومية تتحدث عن احصائيات قامت بها وهذه الأرقام الموجودة لدى الجهات الحكومية لم تعد صالحة كونها تغيرت  .

ولفتت المصادر إلى أن حاجة الفلاحين للمياه أدت إلى انتشار كبير ومخيف للآبار العشوائية، والتي من شأنها تهديد المخزون المائي، ولكن للأسف لا أحد ينتبه إلى المخزون، وخاصة بعد تركيب طاقة شمسية من أجل تشغيل الآبار، فكمية الهدر تضاعفت كثيرا، كون الفلاح لا يخسر ثمن المحروقات من أجل السقاية، وجميع الفلاحين لم يلتزموا بتعليمات وزارة الموارد المائية بضرورة تركيب شبكات الري بالتنقيط، ومع هذا الواقع والهدر الكبير والاحصاء الموجود غير دقيق، والملف غير مطروح على طاولة الحكومة، ومؤجل لأسباب نجهلها علما أنه ضروري جدا أمام الجفاف والتغيرات المناخية فمن المسؤول عن تجاهله .

وفقاً لإحصائيات عام 2011 تستهلك الزراعة المروية 88.4% من إجمالي المياه المستخدمة ومياه الشرب 8.5%، والمياه المستخدمة في الصناعة 3% وتراجعت اليوم حصة المياه المخصصة للري بشكل كبير وفي كل عام تتراجع أكثر بسبب ضعف المتجدد المائي وعدم المحافظة عليه.

ومع غياب السياسات الحكومية الناظمة للتعامل مع هذه الأزمة، وإيجاد الحلول لها تتفاقم أزمة المياه في سوريا، بتأثير موجة الجفاف، و الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية نتيجة الحفر العشوائي غير المنضبط للآبار، والكثافة السكانية المتزايدة.

في النهاية نسأل عن رؤية الحكومة وسبب تجاهلها لهذا الملف الهام، وقصور رؤيتها، وسبب شح الأفكار المبتكرة لمعالجة هذه المشكلة، والحفاظ على المخزون المائي للأجيال القادمة .

طلال ماضي-سونا نيوز

أقرأ أيضاً:

مصدر ينفي صحة اتهامات الرشاوي والفساد على أعقاب تعطل “صرافات العقاري”

تعرض مدرسة في حي القلعة بمدينة السويداء للسطو والسرقة والتخريب