رغم ثبات المشهد.. تغير كبير في صورة الواقع بمنطقة الجزيرة السورية

رغم ثبات المشهد العام في منطقة الجزيرة السورية إلا أن صورة الواقع باتت تتغير بشكل شبه يومي، فالمشهد بمجمله يؤكد أن المحتل الأمريكي وأدواته الانفصالية لن يطول بهم المقام وسيطردون من أرض الجزيرة التي لم ولن تكون إلا سورية الانتماء والهوية، أما صورة الواقع التي تتغير بحسب مجريات الأحداث فإنها هي الأخرى تشي بأن الكثير من القوة باتت إلى جانب أبناء هذه الأرض والكثير من الضعف بات يعتري الدخلاء والمحتلين.

على مدى الأشهر الأخيرة، لم تهدأ فوهات بنادق مقاتلي العشائر التي تصب رصاصها صوب عناصر ومقرات ونقاط وحواجز “قسد” التي فتحت على نفسها أبواب جهنم عبر ممارساتها الاستفزازية بحق أبناء المنطقة والتي باتت معروفة لدى القاصي والداني، ابتداء من مساعدة الاحتلال الأمريكي على نهب ثروات المنطقة من نفط وقمح وآثار، وسلب أرزاق وممتلكات أبنائها وسرقة محاصيلهم واختطاف أبنائهم، مرورا بتجارة وترويج المخدرات والعملات المزورة وبث الموبقات ما خفي منها وظهر، وصولا لمحاولتها طمس الهوية والثقافة العربية الأصيلة التي تربى عليها كل أبناء سوريا عموما وأبناء الجزيرة على وجه الخصوص.

ولم ينفع “قسد “كل محاولاتها شراء أو تصنيع بعض الشيوخ والوجهاء ففي العرف العشائري “لا شيخة لمن يبيع ربعه” وفي الوقت المناسب ظهر المعدن الأصيل لأبناء العشائر الذين يذيقون “قسد” ويلات يومية عبر عمليات نوعية ومتنوعة تطال جميع نقاطهم ومراكزهم وقياداتهم وعناصرهم وبتكتيك مختلف، فمرة يكون عبر هجمات ليلية وتارة عبر استهدافات مركزة تطال عربات وآليات، وأخرى من خلال أسر عناصر ومتزعمين، ما جعلهم يصبحون كالخائف المترقب موته في أية لحظة.

آخر الضربات المؤلمة كانت عصر الثلاثاء عبر استهداف أودى بحياة ثلاثة من قادة الميليشيا التي اعترفت بمقتل قائد ما يُسمى إقليم دير الزور المدعو روني، بانفجار سيارة كانوا داخلها، عقب خروجهم من اجتماع عقد في قاعدة حقل العمر النفطي، فيما تكتمت على أسماء الاخرين.

الجزيرة السورية

يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع حدة الاستهدافات في الأيام الأخيرة من قبل أبناء قبيلة البكارة والتي تتزايد بصورة مضطردة على خلفية اغتيال أحد شيوخ القبيلة التي ستشكل ثورتها، في المنطقة التي تنتشر فيها، جذوة نار تضع “قسد “في كماشة حصار تحيط بها لتشكل نصف قوس يمتد من جنوب الحسكة باتجاه ريف دير الزور الغربي، مكملا نصف القوس الذي يمتد على الطرف المقابل والذي يفرض فيه أبناء قبيلة العكيدات واقعا مؤلما لـ “قسد” التي تحاول اليوم يائسة الخروج ولو من فتحة ضيقة عبر الاستعانة بعناصر إرهابية سبق لهم العمل مع جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات التكفيرية ليكونوا متزعمين في صفوفها وزجهم لمواجهة أبناء العشائر على أمل اخماد هبتهم.

في الوقت الذي سربت فيه “قسد” أخباراً عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي غازلت من خلالها أبناء عشيرة “البكير” بطرح يقضي بإعادة احمد الخبيل “أبو خولة” الى موقعه قائدا لمجلس دير الزور العسكري وإعادة تبعيته لها بكامل الصلاحيات، لكن الفكرة وحتى قبل ظهورها ولدت ميتة لأن أبناء “البكير” ككل أبناء العشائر العربية ولاؤهم لا ينصب لشخص معين مهما كان اسمه وأنهم متضامنون مع كل أبناء العشائر والقبائل العربية ضد الوجود الأمريكي والقسدي.

محاولات “قسد “الأخيرة تأتي نتيجة يأسها من سيدها الأمريكي في إيجاد مخرج مناسب ينقذ ما تمر به، ليس من باب التخلي عن “قسد” والذي سيأتي في وقت قريب لامحالة، بل لأن الأمريكي نفسه وصل الطين إلى حلقه في المستنقع الذي ورط نفسه به في الجزيرة بعد أن تصاعدت حدة الضربات التي تتلقاها قواعده العسكرية في كامل المنطقة عبر المسيرات والاستهدافات الصاروخية والتي باتت أثر قوة ودقة وكثافة ومعظمها حقق إصابات مباشرة اصابته بالذهول قبل الألم.

فلا يكاد يمر يوم إلا وتتعرض قواعده العسكرية سواء في التنف أو حقلي العمر وكونيكو بريف دير الزور، والشدادي وخراب الجير وتل البيدر في الحسكة، وعدد من قواعده المنتشرة في الأراضي العراقية لاستهداف بالصواريخ او المسيرات.

ضربات المقاومة في سوريا والعراق التي تناغمت مع مايجري في غزة العزة التي يقارع أبطالها الاحتلال الصهيوني ببسالة جعلت المحتل الأمريكي يتخبط ولا يقوى حتى على التفكير وفتح اجنداته الشيطانية للوصول الى حل يخرج به من الدوامة التي بلا شك لن تنتهي الا بانتهاء وجوده على الأرض السورية.

إبراهيم الضللي – سونا نيوز

العشائر العربية

المحتل الأمريكي

العشائر العربية

أقرأ أيضاً:

عقب الاستهدافات التي تطال القواعد الأمريكية.. سقوط طائرة أمريكية جنوب الحسكة

دعوات لإضراب عام في جميع الدول والاحتلال يواصل الانتقام الأعمى وعدد الشهداء 18 ألفاً