سونا نيوز أخبار سوريا الآن لحظة بلحظة سونا نيوز لأخبار سوريا الآن لحظة بلحظة- مراسلين ميدانيين وتغطية لكافة الأخبار العالمية – أخبار الآن ميدانية موثقة بالصور مع الخبر الأكيد والمصداقية العالية .
مبعوث إيطالي في سوريا.. الرسائل والدلالات؟
أول زيارة أوروبية رسمية إلى سوريا سجلت مع وصول المبعوث الإيطالي الخاص إلى دمشق ستيفانو رافغان، زيارة فتحت الباب واسعاً أمام “تكهنات” عديدة حول حدوث خرق أو تغير في الموقف الأوروبي تجاه الدولة السورية.
وجود المبعوث الإيطالي في دمشق يعد حدثاً مهماً على الصعيد الدولي، لما تعنيه إيطاليا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فهي إحدى الدول الأساسية داخله، ما دفع بالعديد من المحللين العرب والدوليين إلى اعتبار هذه الخطوة تشكل تغيراً جريئاً في الموقف الأوروبي، تقوده إيطاليا من بوابة ملف اللاجئين ورعاية روما لمؤتمر اللاجئين.
إيطاليا كانت لها مواقف جريئة ومتمايزة بعض الشيء عن بعض مواقف أوروبا المتشددة إزاء سوريا، حيث صرحت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني في مرات سابقة أنها تسجل لسورية وحلفائها حماية “الوجود المسيحي” على وجه الخصوص بوجه التطرف والإرهاب، بعدما كانت إيطاليا أعادت فتح سفارتها عام 2019 وأعقبت ذلك بتعيين قائم بالأعمال.
التعاون السوري الإيطالي
زيارة إيطالية الى سوريا
وفي التفاصيل كان المبعوث الإيطالي الخاص إلى سوريا ستيفانو رافغان، قد وصل إلى العاصمة دمشق قبل عدة أيام، في أول زيارة رسمية له بعيداً عن ضوضاء الإعلام وهو أمر مبرروه أوروبياً لا يريدون توجيه بقعة الضوء إلى هذه الزيارة المهمة في توقيتها، ربما خشية استثارة الموقف الأمريكي بهذا السياق.
رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، كريستوف مارتن، كان قد نشر عبر حسابه في “تويتر” صوراً تجمعه مع رافغان في سوريا وقال: إنه التقى مع المبعوث الإيطالي الخاص إلى سوريا ووفد إيطاليا في دمشق.
الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، تشارلز ليستر وصف زيارة المبعوث الإيطالي بالخطوة الجريئة” وتشكل مسماراً في نعش الركائز الأساسية لسياسة الاتحاد الأوروبي.
وفيما يؤكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن سياستهم لن تتغير تجاه دمشق حتى تحقيق شرط واحد حدده الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بإحراز تقدم فيما سماه “العملية السياسية” في سوريا، إلا أنه ورغم هذه التصريحات، فإن هناك تحولات في بعض المواقف الأوروبية بدأت تظهر تجلياتها في أكثر من مناسبة.
ونستذكر هنا زيارة وفد اتحاد غرف التجارة السورية برئاسة مصان نحاس إلى باريس للمشاركة في أعمال القمة الاقتصادية العربية الفرنسية، تحت عنوان “شراكة يجب توثيقها في عالم يمر بأزمات”، والتي عقدت في باريس في الخامس عشر من آذار الماضي وبرعاية الرئيس الفرنسي.
واعتبر المحللون أنه لا يمكن أن يشارك وفد اتحاد غرف التجارة السورية في مثل هكذا اجتماع وفي باريس بالذات، دون أن يكون هناك ضوء أخضر للتمهيد لشيء ما قد يتدحرج نحو البدء بإعادة بعض العلاقات الأوروبية مع سوريا.
مجلة فورن بوليس كانت قد أوضحت أنه وعلى الرغم من الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي، إلا أن تصدعات بدأت بالظهور بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ونقلت المجلة عن مسؤولين رفيعي المستوى في أوروبا، وجود تصدعات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بشأن المسار الخاص بتجميد أي نوع من العلاقة مع الحكومة السورية.
مسؤولون أوروبيون أشاروا إلى عدد من وسائل الإعلام الدولية مؤخراً إلى أن حكومات اليونان وقبرص وإيطاليا والمجر والنمسا وبولندا، مارست مواقعها داخل الاتحاد الأوروبي للضغط على عدد من خطوط السياسة، لتغيير السياسات التي تتماشى بشكل مباشر مع سوريا.
وخارج غرف الاتحاد الأوروبي أقدمت بعض هذه الحكومات على تشكيل مجموعات مختارة من الخبراء لتبادل الأفكار، حول طرق مبتكرة لتجاوز لوائح الاتحاد الأوروبي والعقوبات التقييدية من أجل فعل المزيد في سوريا.
وفي هذا السياق وقعت الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي اتفاقية تعاون أوثق مع الهلال الأحمر العربي السوري في شباط الماضي وهي الأولى من نوعها في أوروبا منذ اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011.
وتبقى هذه الخطوات “الخجولة” أوروبيا، بوابة عبور نحو علاقات أوسع مع سوريا، أو نحو فتح طاقة في الجدار الأوروبي الصلب الممسوك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه دمشق، فهل تكون الخطوة الإيطالية بزيارة مبعوثها الخاص إلى سوريا “بالون اختبار” أوروبي نحو سياسة أوروبية مستقلة عن واشنطن، أم أنها تبقى خطوة “رمزية” بانتظار تطورات إقليمية ودولية، تنضج المساعي نحو إعادة العلاقات الأوروبية مع سوريا، كما فعلت الدول العربية.
التعاون السوري الإيطالي زيارة إيطالية الى سوريا
أقرأ أيضاً:ويبقى الحسم في الميدان
زيارة إيطالية الى سوريا التعاون السوري الإيطالي
أقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون مجدداً في “بازارات” السياسة التركية
