أخبار عاجلة
اللاجئون السوريون مجدداً في "بازارات" السياسة التركية

اللاجئون السوريون مجدداً في “بازارات” السياسة التركية

اللاجئون السوريون مجدداً في “بازارات” السياسة التركية

خلال سنوات الحرب على سوريا، لم يترك النظام التركي فرصة سانحة لاستغلال ورقة اللاجئين السوريين، إلا واستغلها وقامر بها في جهات الأرض الأربعة، كما استغلها، في بازاراته السياسية والاقتصادية، ولم تكن فقط في الانتخابات الرئاسية ولم تنته عند حدود دعم الاقتصاد التركي.

كما كانت هذه الورقة بازاراً سياسياً مفتوح الحساب مع أوروبا، بالتهديد تارة، والترغيب تارة أخرى، في محاولة من النظام التركي لابتزاز أوروبا بملف اللاجئين السوريين وغيرهم في سياق زعمه أنه الحارث الأمين على حدود أوروبا بوجه موجات الهجرة إليها وبالتالي على دول الاتحاد دفع الأجور لهذا الحارس ليقوم بهذا الدور.

لم يكن البازار السياسي الوحيد الذي استغلت به ورقة اللاجئين، بل حتى في ميدان الاقتصاد، كان لهذه الورقة أهميتها، إذ لطالما عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل مباشر وغير مباشر عن رغبته في الإبقاء على السوريين الذين يعملون بمهن معينة كالأطباء والمهن الحرة والزراعية والاقتصادية وغيرها.

وقد حصل أكثر من ربع مليون لاجئ سوري خلال سنوات الحرب على الجنسية التركية، وتحولوا إلى مواطنين يدينون بالولاء لأردوغان بكل ما ينطوي على ذلك من سياسات واستراتيجيات.

وباعتراف المسؤولين الأتراك فإن اللاجئين السوريين يحركون عجلة الاقتصاد التركي أكثر بكثير مما يعطلونها، وقد أقر قبل أيام رئيس غرفةِ صناعة أنقرة سعيد أرديش قائلاً: إنَّ تركيا بحاجةٍ كبيرة للعمال الصناعيين السوريين ولا سيما العاصمة التركية أنقرة.

وأضاف: أنَّ اللاجئين السوريين مصدرٌ مهمٌّ للعمالة وخاصةً في القطاع الصناعي، وإذا تمَّ تسجيلُهم بشكلٍ رسمي فسيتمكّن التجارُ من البقاء هنا وعدمِ مغادرة المدينة، وإنَّ المنطقة بحاجة إلى عددٍ كبير من العمال في كلِّ المجالات، وصناعةُ أنقرة لديها نقصٌ في الموظفين.

ومما يدلل على البازار الاقتصادي المهم لـ الاجئين السوريين في تركيا ما كشفه رئيس غرفة صناعة أنقرة عندما قال: إن عدداً كبيرًا من العمال السوريين يعملون في العديد من المناطقِ بتركيا وإذا تمَّ إرسالُهم إلى بلدهم فستكون هناك مشاكلُ كبيرةٌ في الصناعة”، إذ إن الصناعة التركية تعاني وفق تصريحات المعنيين الأتراك من صعوبات في تأمين العمالة الماهرة وفي وجود الكوادر القادرة على تحريك عجلة هذه الصناعة.

ونظراً لأهمية هذا الملف في سياق السياسة التركية وخشية النظام التركي من فقدان ورقة اللاجئين، اقترح رئيس غرفة صناعة أنقرة إنشاء وزارة للهجرة، حيث يوجد في تركيا أكبرُ عددٍ من اللاجئين ولا بُدَّ من تسجيلهم بشكلٍ رسمي في الأماكن التي يعملون فيها، كما يجب إعادةُ الاهتمام بالتعليم المهني لتغطية النقصِ الكبير بالعمالة.

وبعيداً عن اللاجئين ومعادلات الربح والخسارة جراء بقائهم أو ترحيلهم تعتبر تركيا عودة السوريين إلى وطنهم جزءا من تسوية شاملة تخوض تفاصيلها اليوم مع الدولة السورية ودول المنطقة، طبعا مع مراعاة الحسابات المعقدة لدول كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وهذا أيضاً يدخل في بازار السياسة التركية مع سوريا ومع الدول الإقليمية والدولية.

فتركيا تريد مصالحة حقيقية وتطبيعا كاملا مع دول الخليج والأردن ومصر، ولا تمانع أنقرة أن يشمل التطبيع سوريا إن سارت العودة السورية إلى الجامعة العربية على خير ما يرام، لتكون ورقة اللاجئين قابلة للمساومة تركياً على جميع الأصعدة والجبهات الداخلية والخارجية.

كما أن جميع الأحزاب السياسية في تركيا تريد الحديث عن اللاجئين السوريين في سياق برامجهم الدعائية فالحزب الحاكم بزعامة أردوغان لا يستعجل الحلحلة مع الدولة السورية ويريد أن يستثمر في ملف اللاجئين وعودتهم حتى اللحظة الأخيرة، ليس في الشأن الداخلي فحسب وإنما في ترتيب العلاقات مع دول الجوار والعالم.

حزب أردوغان “العدالة والتنمية” يرفض “العودة وإعادة كل اللاجئين دون تسوية، تكسب تركيا في السياسة والميدان والاقتصاد، ولن يمانع إن كان الطريق لهذا الكسب يمر عبر دمشق، أو واشنطن أو موسكو أو أي عاصمة أخرى، فيما تظهر حكومة أردوغان للرأي العام التركي أنها حريصة على معالجة أوضاع اللاجئين.

 

أديب رضوان – سونا نيوز

 


 

اقرأ أيضاً:

 

“هجرة الكفاءات”.. هل هي أحد أهداف الحرب على سوريا؟

جمر تحت رماد “العنصرية”.. هل بدأ “الربيع الفرنسي”

دروس وعبر “جنين”.. راية المقاومة من جيل إلى جيل

اللاجئون السوريون

حزب أردوغان “العدالة والتنمية” يرفض “العودة وإعادة كل اللاجئين دون تسوية، تكسب تركيا في السياسة والميدان والاقتصاد، ولن يمانع إن كان الطريق لهذا الكسب يمر عبر دمشق، أو واشنطن أو موسكو أو أي عاصمة أخرى، فيما تظهر حكومة أردوغان للرأي العام التركي أنها حريصة على معالجة أوضاع اللاجئين.

عن ali

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *