خرج أهالي مدينة “الباب” أمس الأحد، في مظاهرات شعبية حاشدة، ضد الأوضاع المعيشية والأمنية المتردِّية، والممارسات المسيئة التي تنفذها فصائل أنقرة بحق المدنيين.
وذكرت مصادر أهلية من مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي وفصائله شمال شرق حلب، لـ “سونا نيوز” أن أهالي المدينة بادروا مع حلول ساعات الظهيرة، إلى الخروج من منازلهم بتجمعات صغيرة، متجهين نحو ساحة دوار “السنتر” وسط المدينة، تمهيداً لتنفيذ تجمع شعبي كبير في الساحة.
وأثناء توجه الأهالي نحو مكان التجمع، سارعت حواجز ودوريات الفصائل الموالية لتركيا، إلى منعهم من الوصول للساحة عبر إغلاق الشوارع المؤدية إليها، الأمر الذي رفضه الأهالي وأصروا على إكمال الطريق نحو وجهتهم، رغم التهديدات التي أطلقها مسلحو الفصائل.
وأفادت المصادر لـ “سونا نيوز”، أن مسلحي فصيل “الشرطة المدنية”، واجهوا إصرار الأهالي بدايةً بالسباب والشتائم والوعيد، قبل أن يسارعوا إلى الهجوم على المتظاهرين وضربهم بالعصي، ليتطور الأمر لاحقاً إلى حد إطلاق مسلحي الفصيل الرصاص الحي سواء في الهواء أو بشكل مباشرة نحو المشاركين في المظاهرة.
وتسبب هجوم المسلحين، بإصابة عدد من المدنيين بجروح تفاوتت بين الخفيفة إلى المتوسطة، ما استدعى نقل بعضهم إلى مشفى مدينة الباب لتلقي العلاج، فيما اضطر باقي المتظاهرين إلى الانسحاب من الطرق الرئيسية واللجوء إلى الشوارع الفرعية، بهدف الوصول إلى الساحة، التي شهدت حصاراً كاملاً من قبل مسلحي الفصائل لمنع الاقتراب منها، ما حال دون تحقيق الأهالي لهدفهم.
ولفتت عدة مصادر محلية من مدينة “الباب” إلى أن السبب الرئيسي في خروج الأهالي بالمظاهرات، إضافة إلى تردي الواقع المعيشي والخدمي، تمحور حول تفشي ظاهرة انتشار السلاح العشوائي في المدينة، وما يترافق معها من اشتباكات عنيفة بين حاملي السلاح ضمن الأحياء السكنية في المدينة، تسببت على مدار الأشهر الماضية بمقتل وإصابة ما يزيد عن /50/ مدنياً، عدا عما خلفته من خسائر مادية كبيرة بمنازل السكان.
كما تمثل السبب الرئيسي الثاني للمظاهرات، وفق المصادر ذاتها لـ “سونا نيوز”، في الممارسات المسيئة والقمعية التي يمارسها مسلحو الفصائل بحق المدنيين، لناحية فرض “الإتاوات” وحملات الاعتقال والخطف التي طالت عدداً من أهالي المدينة بغية مطالبة عائلاتهم بالفدية المالية، تزامناً مع فشل الفصائل في ضبط الأوضاع الأمنية، وخاصة فيما يتعلق بالتفجيرات التي تشهدها المدينة بشكل متكرر، وما تخلّفه من خسائر بشرية بين المدنيين.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل الموالية له في ريف حلب الشمالي، بين الحين والآخر، مظاهرات وتحركات شعبية واسعة ضد ممارسات أنقرة وفصائلها بحق المدنيين، وتحكمهم بمختلف نواحي الحياة المعيشية والاقتصادية لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية على حساب الأهالي، وسط انعدام الأجواء الآمنة للعيش بسبب الصراعات الداخلية المستمرة بين قياديي الفصائل، والعجز التركي التام عن ضبط ظاهرة التفجيرات المتكررة ضمن تلك المناطق، وخاصة في اعزاز والباب وعفرين.
أقرأ أيضاً:
بدعم أمريكي فاضح .. تزايد نشاط تنظيم “داعش” في البادية السورية
توافق حكومي عراقي على إنهاء الوجود الأمريكي في العراق .. فهل ستتحقق الأماني ؟