تعصف الخلافات الداخلية بين أعضاء ما يسمى “الائتلاف السوري المعارض” ويزداد التباعد والفجوة مع توالي السنوات، ولم يكن بمقدور الائتلاف أن يكون مظلة “للمعارضين” بفعل الارتهانات والتدخلات الخارجية وتباعد الرؤى بين الأعضاء الذين يشكلون أساسه.
ولعل وصف أحمد معاذ الخطيب وهو رئيس سابق للائتلاف ذاته 2012/2013 بأنه توفي، بمثابة تعليق النعوة وتأكيداً بأن الائتلاف لا يستطيع تقديم بدائل حقيقية وجدية.
الخطيب نشر عبر صفحته على موقع “إكس” “تويتر سابقاً”: “وفاة الائتلاف الذي كان معارضاً”، مشيراً إلى أن هنالك تهديد مشين لإجبار أعضائه على التصويت لقيادة مفروضة عليه، وذلك على حد تعبيره.
وقال رئيس الائتلاف السابق عبر المنشور: “فليسجل السوريون أنه بتاريخ الأحد 10 أيلول/سبتمبر 2023، توفي ما كان يسمى الائتلاف السوري الذي كان معارضاً، حيث دفنه السوريون شعبياً ووطنياً لاعنين جبنه السياسي وانتهازيته وبيعه لحرية شعبنا”.
وشارك الخطيب بياناً لنصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض السورية السابق، والذي يعكس خلافات كبيرة داخل صفوف المعارضة والائتلاف، إذ انتقد فيه الانتخابات وكلام منسوب لـ “رئيس الحكومة المؤقتة” بشأن انتخاب هادي البحرة رئيساً له.
وأشار الحريري إلى تحكم تركيا بشؤون الائتلاف بالقول: “نحن نحب تركيا، لكن أول من يجب أن يلام هو مؤسسات الثورة التي فتحت هذا الحيز الكبير للتدخل في شؤوننا الذاتية الداخلية”.
كما وصف طريقة تعامل حلفائهم مع مؤسسات الائتلاف بأنها “لا تليق بها”، منوهاً إلى وجود مجموعة مهيمنة داخل الائتلاف تستأثر بقنوات التواصل مع الخارج، وذلك على حد تعبيره.
ولفت الحريري في نهاية بيانه إلى أنّ هذه المجموعة، من خلال تلك السياسة، مررت معارك تصفية الحسابات وتعزيز النفوذ ومواجهة الخصوم داخل الائتلاف”.
أقرأ أيضاً:
بيدرسون في دمشق .. ما الجديد في جعبته؟
الوضع السوري على طاولة حوار “بوتين وأردوغان”.. ومسؤول تركي يكشف المحادثات مستمرة