أخبار عاجلة
دروس وعبر "جنين".. راية المقاومة من جيل إلى جيل

دروس وعبر “جنين”.. راية المقاومة من جيل إلى جيل

أكثر من عشرين عاماً مرت على العدوان الإسرائيلي الأول ضد مخيم “جنين” في فلسطين المحتلة عام 2002، ليأتي العدوان الصهيوني المفتوح الثاني قبل أيام، ضد المخيم ذاته، وما بين الاعتداءين حكاية بطولة ومقاومة ونصر، كتبه أبطال استلموا راية المقاومة من جيل إلى آخر.

لقد أصبح مخيم “جنين” أيقونة النضال الفلسطيني، فمنذ بداية الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعبر المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية، ظلت “جنين” المدينة، هاجساً بالنسبة للعدو الصهيوني، لما بذله أبطالها من دماء دفاعاً عن فلسطين وقضيتها على مر تاريخ النضال الفلسطيني.

معركة “جنين” الأخيرة ورغم استخدم العدو الإسرائيلي فيها كل أنواع الأسلحة، بما فيها الطائرات والمسيرات، بهدف القضاء على مقاومة أبطال “جنين” إلا أنهم سطروا أروع ملاحم المقاومة بوجه العدوان، كما فعلوا خلال عدوان 2002.

مقاومة “جنين” تمكنت من إذلال العدو وجيشه ووضع قيادته في مأزق سياسي، وهي التي تبحث عن نصر وهمي عبر ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وجلهم من النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية للمخيم، وحين عجز جيش العدو المسمى “أسطوري” عن إنجاز أي من الأهداف التي كلف بها، ما كان أمامه، إلا الانسحاب يجر أذيال الخيبة والفشل مجدداً.

 

دروس وعبر "جنين".. راية المقاومة من جيل إلى جيل

 

لقد حاول العدو الإسرائيلي في عدوانه الأخير على المخيم عبر انتهاجه سياسة الأرض المحروقة، واستخدامه أساليب الحرب الإرهابية بحق سكانه، كتم بنادق المقاومة الفلسطينية، لكن صمود أبطال جنين أثبت أنهم الأقوى بالحق في وجه مخرز الاحتلال وغدره.

أبطال مخيم جنين أصبحوا أنموذجاً يحتذى في المقاومة والبطولة بوجه واحدة من أكبر الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، منذ أكثر من 20 عاماً مضت، حيث ظل مخيم جنين شاهداً على عدوان وحشي أمام أنظار العالم، نفذه العدو عام 2002، تاركاً في أعقابه آثار دمار كبيرة، من هدم لأحياء بأكملها، وتشريد لعدد كبير من الفلسطينيين، ناهيك عن عشرات الشهداء والضحايا.

إن الصمود البطولي للمقاومين في جنين ومخيمها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، أكد صوابية ونهج خيار المقاومة، وجدواه وقدرته على إحداث التغيير، وفرض الوقائع، وإعلاء إرادة التحدي في وجه المخطط الصهيوني، وقطع الطريق على تحقيقه لأهدافه، المتمثلة في إسكات المقاومة وكل أشكال الصمود الشعبي بوجه الاحتلال، لإنجاز مخطط الضم والاستيلاء على الأرض الفلسطينية، ومحاصرة الشعب الفلسطيني خلف أسوار من المستوطنات.

الشعب الفلسطيني يؤكد على الدوام، أن جرائم الاحتلال لن توقف لهيب المقاومة الشعبية، سواء في جنـين أو في غزة أو في القدس أو غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى عودة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة في أرضهم، وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

لقد قدم أبطال جنين، للعالم أجمع دروساً في المقاومة والتضحية، بوجه كل محتل ومعتد، وإن أولى دلالات هذه المعركة، أن جيلاً فلسطينياً جديداً استلم راية المقاومة من الجيل الذي سبقه، ورفعها عالياً بكفاءة واقتدار، فالجيل الذي نشأ بعد ملحمة عام 2002، خاض بالأمس، معركة 2023 ضد العدو نفسه، ليثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني جيلاً بعد جيل، لن يستكين للاحتلال حتى تحقيق أهدافه الوطنية كاملة.

صمود أهل جنين أمام جرائم العدوان الإسرائيلي أثبت أن هذا الكيان الصهيوني المصطنع، هو في مرحلة التراجع والانكفاء والتقهقر نحو الهزيمة النهائية، فيما مؤشرات الصمود الفلسطيني تشي بأن المعركة الفاصلة لانتزاع الحقوق الفلسطينية من المحتل، باتت قاب قوسين أو أدنى من التحقق، بفضل أجيال المقاومة الذين سطروا بدمائهم دروباً نحو التحرير وعودة الحقوق.

وتبقى كلمة السر في إفشال أهداف العدوان الإسرائيلي هي أبناء جنـين القابضين على الجمر والمدافعين عن كل شبر من مدينتهم ومخيمهم، والذين يتطلعون اليوم، إلى التحرك الفلسطيني الوطني الجامع، وتحويل كل ساحات فلسطين إلى “جنـين” المقاومة.

 

أديب رضوان – سونا نيوز


أقرأ أيضاً:

 

جمر تحت رماد "العنصرية".. هل بدأ "الربيع الفرنسي"

جمر تحت رماد “العنصرية”.. هل بدأ “الربيع الفرنسي”

 

 

"هجرة الكفاءات".. هل هي أحد أهداف الحرب على سوريا؟

“هجرة الكفاءات”.. هل هي أحد أهداف الحرب على سوريا؟

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *