سونا نيوز أخبار سوريا الآن لحظة بلحظة سونا نيوز لأخبار سوريا الآن لحظة بلحظة- مراسلين ميدانيين وتغطية لكافة الأخبار العالمية – أخبار الآن ميدانية موثقة بالصور مع الخبر الأكيد والمصداقية العالية .
زيارة الوفد الاقتصادي السوري إلى إيران .. “جردة حساب”
وفد اقتصادي وسياسي سوري كبير زار العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي، زيارة وصفها اقتصاديون سوريون أنها “بالغة الأهمية” في ظروف صعبة تمرّ بها البلاد، على خلفية العقوبات الاقتصادية وتدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، وما خلّفه ذلك من ارتفاع حادّ بالأسعار.
زيارة الوفد السوري جاءت تحت عنوان “متابعة لنتائج المباحثات والتفاهمات التي تمّت بين رئيسيّ البلدين” خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا في شهر أيار الماضي، والتي تمّ خلالها الاتفاق على مجموعة من مجالات التعاون المشترك التي من شأنها الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى المستوى المأمول.
جدول أعمال حافل حمله الوفد الاقتصادي السوري برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل ، وعضوية وزير الاتصالات والتقانة المهندس إياد الخطيب، إضافة إلى الشقّ السياسي برئاسة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد.
خلال الفترة الماضية بُذلت جهود ملحوظة من قبل جميع الوزارات والجهات السورية المعنية ، وكذلك من قبل الجانب الإيراني لوضع ما تمّ الاتفاق عليه موضوع التنفيذ العملي، ولا سيما بالنسبة للمحاور التي اتسمت بصفة الأولوية على صعيد السرعة في التنفيذ، ما يحقق المنفعة المتبادلة لكلا البلدين.
مصادر مواكبة للزيارة، قالت: إن الزيارة تهدف إلى متابعة الاتفاقات والتفاهمات بين سوريا وإيران وتحقيق التعاون الاقتصادي بما يتماشى مع مصالح البلدين، كما تأتي في إطار العمل على تسريع إجراءات التنفيذ والمتابعة والاتفاق على مجموعة من المشاريع في القطاعات ذات الأولوية، لافتة إلى أنه تم اتخاذ خطوات كثيرة في مجال التعاون المصرفي والسياحة والنقل والتجارة الحرة.
البنك السوري الإيراني
البنك السوري الإيراني
وفي “جردة حساب” للزيارة، كشف وزير الاقتصاد السوري عن إنشاء خطوط ترانزيت برية وبحرية بين البلدين عبر العراق،
ما يسهم في تخفيض فترة وتكاليف نقل البضائع، كما تمت زيادة عدد السفن البحرية بين البلدين بهدف تنشيط الحركة التجارية ،حيث يستغرق وصول البضائع إلى سورية 15 يوماً على الأقل لذا تجب إزالة العوائق في هذه المسارات.
لقاءات متعددة المستويات مع المسؤولين الإيرانيين من الجانبين الاقتصادي والسياسي ، بمن فيهم الرئيس الإيراني تمخضت حسب المصادر عن تفاهمات جديدة قابلة للتنفيذ في أقرب وقت، وتضمنت تعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين وخصوصاً في مجالات النقل والصناعة والتعاون المصرفي والتجاري والمالي والجمركي والطاقة والسياحة والصناعة والنقل والاتصالات.
ومن أبرز نتائج هذه الزيارة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين سوريا وإيران على إلغاء التعرفة الجمركية بشأن الصادرات والواردات بين البلدين ، بما يمكّن التجار من تصدير واستيراد البضائع دون دفع أي رسوم للجمارك، وهذا ينشّط الحركة التجارية بين البلدين ويؤمّن انسياب السلع وخصوصاً في السوق السورية دون انقطاع ،حيث تم تصفير التعرفة التجارية على جميع السلع المتفق عليها بين إيران وسوريا، ويمكن للتجار تصدير واستيراد البضائع دون دفع هذه التعرفة في الجمارك.
كما نتج عن الاجتماعات اتخاذ إجراءات إيجابية في مجال التأمين وتأسيس البنك السوري الإيراني المشترك وشركة التأمين المشتركة، إضافة إلى التوصل إلى تفاهمات مهمة لتطوير التعاون البري والبحري والجوي، كما تقرر وفق المصادر تعزيز البنية التحتية للموانئ في إيران وسوريا، ومسار الترانزيت بين إيران والعراق وسوريا بسرعة حيث تم وضع الضوابط في هذا المجال.
المصادر المواكبة للزيارة كشفت لـ “سونا نيوز” عن وضع بعض المشاريع الاستثمارية في سوريا موضع التنفيذ، من خلال شركة الاستثمارات الخارجية الإيرانية، وخصوصاً في مجال الطاقة والاتصالات، إضافة إلى التعاون في مجال تبادل المعلومات والبيانات الجمركية إلكترونياً، وأيضاً تبادل الخبرات في مجال التشريعات الضريبية والجمركية.
وفي سياق موازٍ عقد الوفد السوري اجتماعات مهمة مع كبرى المجموعات الاقتصادية الإيرانية الراغبة بالاستثمار في سوريا بمرحلة إعادة الإعمار في العديد من المجالات، ولا سيما البنى التحتية والصناعة والإسكان.
وأوضحت المصادر أنه ونظراً لأولوية موضوع توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لحياة المواطنين والاستمرار في العملية الإنتاجية وتوسيعها، جرى اجتماع مع إدارة مجموعة “مبنا” الإيرانية المنفذة لبعض مشاريع الكهرباء في سوريا، وتم خلاله تقييم الوضع القائم وبحث صيغ استثمارية جديدة على صعيد التعاون في المرحلة المقبلة لتنفيذ بعض المشاريع الحيوية المهمة ، مع الإشارة إلى أهمية الصيغ التعاقدية المقترحة التي تعكس الجدوى الاقتصادية التي سيتم تحقيقها بالنسبة لكلا البلدين على صعيد الإنجاز الضروري وأيضاً الربحية والوقت.
المصادر الاقتصادية السورية وصفت نتائج الزيارة بالإيجابية الناجحة لكونها لم تتوقف عند مسألة البحث كما جرت العادة، بل تعدّتها من خلال وضع صيغ تنفيذية فورية للمشاريع ، والإعلان عن مشاريع جديدة وعن توافقات جديدة من شأنها إنعاش السوق السورية اقتصادياً وتجارياً.
إن الخطوات المتسارعة والمهمة التي تم العمل عليها في إطار تنفيذ توجيهات رئيسيّ البلدين، ولا سيما على صعيد تأسيس البنك المشترك وآلية المقاصة والمقايضة، وإلغاء التعرفة الجمركية ، خطوات اقتصادية كبيرة تسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، بما يوفر مظلة عمل ضخمة تخفف من وطأة ما يسمى “قانون قيصر” الأمريكي المجحف بحق سوريا وشعبها.
وزير الاقتصاد السوري الدكتور محمد سامر الخليل أكد أن الاتفاقيات بين البلدين في مختلف المجالات تسير في مستوى جيد للغاية، منوهاً بأن الهدف المهم هو الوصول إلى نتيجة في جميع الأمور المتعلقة بالقضايا الاقتصادية بين البلدين، من خلال متابعة القرارات لخدمة مصلحتهما المشتركة.
وفي ظل النتائج الإيجابية لزيارة الوفد السوري إلى إيران يبقى سؤال الشارع السوري، أين الاستثمار العربي الذي وعد به القادة العرب سوريا مؤخراً؟، ولماذا إيران لا تعطي بالاً للعقوبات الأمريكية ،وتسارع إلى الوقوف إلى جانب سوريا رغم ما تعانيه من عقوبات أمريكية، بينما قطاع الأعمال العربي ما زال متردداً في أي استثمار داخل الأراضي السورية ،بزعم خشية العقوبات الأمريكية بحق سوريا؟، لقد كشفت الاتفاقات السورية الإيرانية “عورة” قطاع الأعمال العربي أمام سوريا، وعدم جديته في التعامل بكثير من الجرأة مع الاستثمار السوري ، فهل ستتغير نظرة المستثمرين العرب ، أم أنهم سيبقون رهينة القرار السياسي الأمريكي إلى أجل غير مسمى؟
إلغاء التعرفة الجمركية
أقرا أيضاً:مبعوث إيطالي في سوريا.. الرسائل والدلالات؟
إلغاء التعرفة الجمركية
أقرأ أيضاً:ويبقى الحسم في الميدان
