صناعيو المنظفات خاسرون.. وارتفاع تكلفة الانتاج ينعكس على أسعار الأسواق والتصدير بات معدوماً

hasan jaffar 3 سبتمبر، 2023 محليات اضف تعليق 12 زيارة

صناعيو المنظفات خاسرون.. وارتفاع تكلفة الانتاج ينعكس على أسعار الأسواق والتصدير بات معدوماً

لم يخرج قطاع المنظفات عن سياق ارتفاع الأسعار الذي يصيب جل الصناعات المحلية، ولا يخضع لأي معيار لا في البيع والشراء، إذ أن العملية الانتاجية للمواد التنظيفية تحكمها العديد من العوائق بدءا من عملية الإنتاج وصولاً إلى سوق الاستهلاك.

ولم يعد المواطن قادرا على تنظيف حاجاته بالأصناف الأولى أو تلك المستوردة، ليستعيض عنها بالمواد المتوسطة أو المحلية الصنع، التي باتت هي نفسها تتخذ مسلكاً في الارتفاع والغلاء، أو باللجوء إلى المنتجات “مجهولة المصدر” والتي لا تتخذ المعايير القياسية في الانتاج سوى معيار “ما ينتج” وبسعر زهيد.

ولعل المواد التي تنظف فإنها وبالتعبير المجازي باتت “توسخ” جيب المواطن وتعطيه صفة السواد والنقص، على خلفية ذلك الارتفاع الذي يصيبها، هذا إذا ما عرفنا أن متوسط سعر المنظفات قارب الـ 500 ألف ليرة سورية شهرياً.

ارتفاع أسعار المنظفات

وبصدد هذا الأمر، عزا رئيس لجنة المنظفات في غرفة صناعة دمشق محمود المفتي، ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل منها ارتفاع سعر المازوت الصناعي من 5600 ليرة إلى 11800 ليرة وصولاً إلى 13100 ليرة خلال الأسبوع الماضي، فضلاً عن ارتفاع سعر طن الفيول إلى 8.5 ملايين ليرة، ناهيك عن ارتفاع سعر الكهرباء من 550 ليرة إلى 750 ليرة للكيلو واط ساعي، وهذا ما يؤثر في الإنتاج وعبوات البلاستيك ونفقات العمل.

ولفت رئيس لجنة المنظفات الانتباه إلى أن انخفاض الانتاج يعود إلى الارتفاعات السعرية وزيادة التكلفة، كما أوضح أن انخفاض قيمة الليرة السورية يظهر ذلك الارتفاع في أسعار المنظفات، علماً بأن قياس الأسعار وفقاً لسعر الصرف فإنه يبدو أقل حتى قبل الحرب.

وككل حياة الدورات الصناعية المحلية، فإن صناعي المنظفات “خاسرون” وذلك على حسب وصف “المفتي”، على اعتبار أنه إذا لم يشغّل الصناعي معمله على مدار الـ24 ساعة وصدّر نسبة من إنتاجه فيعتبر خاسراً.

وأشار إلى أنه لا يمكن اليوم تدوير عجلة الإنتاج بسرعة كبيرة لأن ذلك يتطلب زيادة في القطع الأجنبي وهذا الأمر غير متوفر، لذا يتم العمل ضمن الحدود المقبولة وبما لا يسبب إرهاقاً للمصرف المركزي الذي طلب من الصناعيين العمل بالحدود المقبولة كي لا يزيد الطلب على القطع الأجنبي وتزيد الفجوة.

وفي السياق، أشار المفتي إلى انحسار التصدير إلى الدول الخارجية نتيجة ارتفاع التكاليف مقارنة مع الأسعار العالمية، والذي يعود إلى العوامل السابقة، إذ كانت الأسواق التصديرية في السابق كثيرة منها لبنان والعراق التي فقد قسم كبير منها حالياً، إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي اتجهت نحو الأسواق الأخرى القريبة منها بسبب ارتفاع تكاليف النقل مقارنة مع دول الجوار،

وضرب “المفتي مثالاً عن ذلك بالقول: “فمثلاً تبلغ تكلفة «الشحنة» بوزن 25 طناً من الأردن إلى الرياض نحو 600 دولار، أما تصل تكلفة الشحنة ذاتها من سوريا إلى الرياض إلى 5000 دولار ما يشكل عائقاً كبير للصناعي السوري في عملية النقل”.

من جانب آخر، وحول لجوء الكثير من المواطنين إلى شراء المنظفات المجهولة الماركة والمصدر بسبب انخفاض أسعارها، كشف المفتي أن اللجنة طالبت خلال الفترة السابقة بتعديل المواصفات القياسية بما يتوافق مع دول الجوار لإعطاء منتجات بجودة أفضل وكفاءة جيّدة وبسعر أقل، إضافة إلى المطالبة بتصنيف المنظفات لإرضاء جميع الشرائح ضمن مواصفة صحيحة، وبهدف ضمان عدم اللجوء إلى الباعة والحرفيين الذين لا يعملون ضمن الرقابة، آملاً التجاوب مع هذه المطالب من هيئة المواصفات والمقاييس، علماً أنه توجد توجيهات من وزير الصناعة للإسراع بتعديل المواصفات.

سونا نيوز

ارتفاع أسعار المنظفات