أخبار عاجلة
مخاوف "الحسابات الخاطئة" في العلاقات الأمريكية الصينية

مخاوف “الحسابات الخاطئة” في العلاقات الأمريكية الصينية

قضايا عدة ألقت بثقلها على العلاقات الأمريكية الصينية، التي بدروها تؤثر على الاستقرار الدولي عموماً والشرق الأوسط خصوصاً، فمن مسألة سيادة الصين الشرعي على تايوان، مرورا بالتجسس، إلى النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، حيث تسعى واشنطن لتوتير الأجواء بالمنطقة، خلافات متعددة ومتناقضة دفعت بالعلاقات بين واشنطن وبكين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

ومع اتساع رقعة توتر العلاقات بين أكبر “قوتين اقتصاديتين”، يحبس العالم أنفاسه على وقع إمكانية حدوث “حسابات خاطئة” لأي من الطرفين الصيني أو الأمريكي، ما يعني زعزعة لاستقرار العالم برمته، سياسياً واقتصادياً.

ويعتقد الساسة في الولايات المتحدة والصين، أن استقرار العلاقة بين القوتين العظميين ضرورة دولية، لكن ثمة عقبات على الطريق، فالعلاقات التي شهدت تقلبات سياسية خلال السنوات الماضية، مثقلة بملفات كبرى فائقة الحساسية في ظل صراع على بناء “عالم جديد متعدد الأقطاب” ينهي الهيمنة الأمريكية الأحادية، التي أثقلت العالم بسياسات حدت من التنمية، وفاقمت الحروب والنزاعات بين الدول وقسمت العالم بين تابع ومعاد لها.

وفي ظل هذه التجاذبات بين واشنطن وبكين يظل ملف “تايوان” أبرز القضايا العالقة بين الجانبين، إذ إن واشنطن تلعب على هذه الورقة، من خلال دعمها اللامحدود لتايوان التي تعدها الصين جزءا لا يتجزأ من أرض الصين الواحدة ومعترف بذلك دولياً، فيما يجاور هذا الملف استعراض للقوة العسكرية الأمريكية في بحر الصين.

صراع الصين مع امريكيا التوترات بين الصين وامريكيا 

مخاوف "الحسابات الخاطئة" في العلاقات الأمريكية الصينية

التوترات بين الصين وامريكيا التوترات بين الصين 

وبالأمس القريب ناورت سفينة حربية صينية بشكل وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه غير آمن قرب مدمرة أمريكية في مضيق تايوان، حيث تتواصل عمليات عرض القوة بين البلدين ميدانياً، وفي المحافل السياسية الدولية.

فالصين ترى تحقيق استقرار العلاقات مع واشنطن ضرورة للعالم حسب تصريح وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، قائلا: إن تحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية الأمريكية أمر ضروري بعد أن أدت ما وصفها بسلسلة من “الأقوال والأفعال الخاطئة” إلى تدهور في العلاقات.

تدهور وصل إلى أدنى مستوياته العام الماضي عندما قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي في انتهاك سافر لسيادة الصين الواحدة بزيارة رسمية إلى تايوان، ما أثار غضب الصين التي تؤكد أن الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، حيث ردت الصين على “الزيارة الموقوتة” بقطع قنوات الاتصال الرسمية مع الولايات المتحدة بما في ذلك الاتصال بين الجيشين.

وتصاعدت التوترات بين بكين وواشنطن بشكل مطرد أيضا، منذ أن اكتشفت الولايات المتحدة وأسقطت ما قالت إنه بالون “تجسس صيني” قبالة سواحل كارولينا الجنوبية، بعد أن اجتاز معظم أنحاء البلاد، فيما أكدت بكين أنه منطاد للأبحاث المدنية.

كما ترى واشنطن في تحالف “بريكس” الذي تقوده روسيا والصين ويضم الدول التي لا تسير في الفلك الأمريكي، خطراً كبيراً على هيمنتها الدولية الاقتصادية والسياسية، فيما ترى الصين أن فضاء “بريكس” سيجنب العالم تبعات الهيمنة الأمريكية الأحادية عليه.

فالعلاقة الصينية الروسية تمتزج وتتماهى إلى حد بعيد في السياسة والاقتصاد، وفي النظرة المستقبلية إلى عالم متعدد الأقطاب، ومع وقوف الصين المبدئي في دعم روسيا في حربها على أوكرانيا، للتخلص من النازية الجديدة، فإن واشنطن ترى في هذا التماهي والتقارب في المواقف الروسية الصينية، ما يهدد مستقبلها السياسي كقوة عالمية تسيطر على القرار الدولي وعلى الاقتصاد العالمي.

الكثير من المراقبين يخشى اندلاع مواجهة حتمية مؤجلة بين الدولتين مستقبلاً، إلا أن المحللين السياسيين المطلعين على سياسة الصين يدركون بأن بكين لن تنجر إلى مواجهة عسكرية مع واشنطن، بل ستحافظ على هدوئها، وربما تكون المواجهة سياسية وفي مناطق متفرقة من العالم، فيما تواصل الصين تطورها الاقتصادي والصناعي الذي سيكون مجال الرد الحقيقي على الولايات المتحدة.

لتبقى التهديدات الأمريكية لزعزعة استقرار الصين وغيرها من الدول المستقلة، سيفاً مسلطاً على رقاب تلك الدول، حيث يخشى مراقبون أن تطال تأثيرات العلاقات المتوترة بين بكين وواشنطن منطقة الشرق الأوسط وسوريا على الخصوص، نظراً لتأييد مواقف معظم دول المنطقة للموقف الصيني.

في المقلب الآخر يرى سياسيون أن توتر العلاقات الصينية الأمريكية محكوم بسقوف سياسية لا يمكن للطرفين تجاوزها باتجاه التصادم المباشر، الذي يعني بلا شك حرباً عالمية ثالثة، ستترك آثارها على العالم أجمع، وبالتالي تبقى التصريحات العدائية المتبادلة في خانة السياسة، منعاً لأي تطور عسكري قد يؤثر على قطبي الاقتصاد الدولي.

فالحوار الصيني الأمريكي رغم اصطدامه بعقبات كثيرة متعددة على وقع مصالح سياسية واقتصادية متناقضة أحيانا، إلا أن البلدين يعتقدان بأن الحوار ضروري، لتجنب أي “حسابات خاطئة” لا وزر للعالم تحملها، وهذا ما أكده وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قائلاً، ” إن الحوار بين الولايات المتحدة والصين ضروري، وسيتيح تجنب الحسابات الخاطئة التي قد تؤدي إلى نزاع عالمي”.

 

أديب رضوان – سونا نيوز

 


أقرأ أيضاً:

مخاوف "الحسابات الخاطئة" في العلاقات الأمريكية الصينية

صراع الصين مع امريكيا 

القمة

صراع الصين مع امريكيا صراع الصين مع امريكيا 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *