أخبار عاجلة
"قمة البريكس".. الوجه الآخر للعالم

“قمة البريكس”.. الوجه الآخر للعالم

“قمة البريكس”.. الوجه الآخر للعالم

يترقّب العالم اليوم النتائج المهمة التي ستتمخض عنها قمة مجموعة “بريكس” في جنوب إفريقيا، حيث يبدو أن خريطة قوى النظام الاقتصادي العالمي ستتغير بعد القمة، وسط إقبال كبير من الدول على الانضمام لهذا التجمع الدولي الجديد سعياً لإنشاء عالم متعدد الأقطاب.

القمة المنعقدة في جنوب إفريقيا بين الـ 22 و الـ 24 من آب الجاري، حيث تمت دعوة قادة 67 دولة، و20 ممثلاً لمنظمات دولية، ستنظر في طلبات مقدمة من أكثر من 20 دولة للانضمام لعضوية التكتل الذي يأمل مؤسسوه الخمسة أن يساهم هذا التكتل في إزاحة الولايات المتحدة عن عرش الاقتصاد العالمي.

المجموعة التي أسست عام 2006 على يد “البرازيل وروسيا والهند والصين”، ثم انضمت إليها “جنوب إفريقيا” في عام 2010، كان هدفها الأساسي وما زال تشكيل قطب اقتصادي، في مواجهة الأحادية القطبية الأمريكية، وتعتمد في أهميتها على أن دولها الخمس تشكل 31 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي، و18 بالمئة من حجم التجارة، و26 بالمئة من مساحة العالم و43 بالمئة من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث حبوب العالم.

دول “بريكس” تسعى حالياً لتحويل التعامل التجاري بين دولها إلى عملات بديلة عن الدولار، وفق ما صرح به السفير الروسي بالقاهرة، غيورغي بوريسينكو، في حزيران الماضي ، خلال تعليقه على تقديم مصر طلب الانضمام للتكتل.

تعددية الأقطاب

"قمة البريكس".. الوجه الآخر للعالمتعددية الأقطاب

وإلى جانب ضخامة قوتها الاقتصادية، تتميز “بريكس” بتفوق في قوتها العسكرية والنووية، وهنا يذكر الخبير الاستراتيجي في الشؤون الآسيوية جلال الطويل أن تأسيس “بريكس” جاء ردة فعل من دول باتت “لا تشعر بالأمان” مع هيمنة الاقتصاد الأميركي، وخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي 1991، وأزمة الرهن العقاري 2007، فسعت لنظام متعدد الأقطاب، لتولد فكرة تشكيل تكتل جديد وهو “البريكس”.

واليوم وبعد اندلاع الحرب الأوكرانية وتجميد الأصول الروسية، فإن المجموعة وروسيا نفسها تبحث عن داعمين جدد عبر إضافة دول أخرى، وإصدار عملة موحدة لكسر هيمنة الدولار، فالصين وبعد حرب أوكرانيا وانعدام الثقة بالدولار، تسعى بدورها لتحويل المجموعة لرابطة عالمية لملء الفراغ، حيث الفرصة مواتية لتحقيق ذلك مع زيادة التذمر من السياسات الأميركية، ومع المكانة العسكرية الكبيرة لدول “بريكس”.

ولعل ما يجعل من “بريكس” قوة عالمية ليس الشق الاقتصادي فحسب ، بل حتى الجانب العسكري يبدو في دول المجموعة واضح المعالم والقوة العسكرية، إذ تضم أربعة من أقوى جيوش العالم، هي روسيا والصين والهند والبرازيل، وفق إحصاءات موقع “غلوبال فاير بور” لعام 2023، فإن الإنفاق الدفاعي لدول “بريكس” 400 مليار دولار، فيما بلغ عدد جنود دول التكتل 11 مليون جندي.

وتعد روسيا، ثاني أضخم جيش عالمياً بميزانية دفاعية 82.6 مليار دولار، وعدد الجنود مليون و330 ألف فرد، بينهم 830 ألفاً قوات عاملة و250 ألفاً قوات احتياطية و250 ألفاً قوات شبه عسكرية.

وتحل الصين، ثالث أضخم الجيوش، والأولى بالإنفاق العسكري في “بريكس” بقيمة 230 مليار دولار، وعدد الجنود 3 ملايين و135 ألف فرد، بينهم مليونان قوات عاملة و510 آلاف قوات احتياطية و625 ألفاً قوات شبه عسكرية، فيما الهند، رابع أضخم جيش، والـ 3 في التكتل بالإنفاق العسكري بنحو 54.2 مليار دولار، وإجمالي عدد الجنود 5 ملايين و132 ألف فرد، بينهم 1.4 مليون فرد قوات عاملة ونحو 1.1 مليون فرد قوات احتياطية، و2.5 مليون فرد قوات شبه عسكرية.

وتأتي البرازيل خامساً في ترتيب بريكس وجيشها الـ 12 عالميا، وتنفق 18.7 مليار دولار، وعدد جنودها 2.1 مليون فرد، بينهم 360 ألفاً قوات عاملة و1.3 مليون فرد قوات احتياطية و400 ألف قوات شبه عسكرية، فيما جنوب إفريقيا، يحتل جيشها رقم 33 عالمياً، والـ5 في “بريكس” بالإنفاق الدفاعي بقيمة 2.8 مليار دولار، ويقدر جنودها بـ 232 ألف جندي بينهم قوات عاملة واحتياطية وشبه عسكرية.

المصادر العسكرية لتكتل “بريكس” تكشف أن جيوش دولها تمتلك 10 آلاف و449 طائرة حربية، و22 ألفاً و791 دبابة، 502 ألف و879 مركبة مدرعة، و9 آلاف و655 مدفعا ذاتيا، و9 آلاف و709 مدافع مقطورة، و8 آلاف و711 راجمة صواريخ، وألفاً و782 وحدة بحرية.

ولعلّ أهم عامل يدل على قوة المجموعة وجود ثلاث قوى نووية داخل “بريكس” وهي روسيا والصين والهند ويقدر حجم السلاح النووي لديها بـ6 آلاف و463 قنبلة نووية، حسب موقع “ستاتيستا” الأميركي.

إذاً قوة عالمية اقتصادية وسياسية وعسكرية تمتلكها دول البريكس مجتمعة تستطيع بها احتلال القطب الأكبر في العالم وإزاحة الولايات المتحدة عن عرش أي قطب آخر إذا ما صدقت النوايا والأفعال داخل دول المجموعة التي يتطلع العالم إليها وخاصة الدول النامية باعتبارها نصيرة لها وداعمة لحقوقها في مواجهة الهيمنة الأميركية على تلك الدول، دول العالم خاصة في “الشرق والجنوب” تتطلع إلى أن تكتل “بريكس” سيكون العالم الجديد والآخر الذي ربما قادم الأيام ، سيكون البديل الحقيقي عن سياسة “القطب الأميركي الواحد” الذي بدأ دخول عصر الأفول حسب مراقبين سياسيين.

 

أديب رضوان – سونا نيوز


الاقتصاد العالمي

تحشيد عسكري بالمنطقة.. هل الحرب على الأبواب؟

أقرأ أيضاً:تحشيد عسكري بالمنطقة.. هل الحرب على الأبواب؟

 

دول البريكس

مبعوث إيطالي في سوريا.. الرسائل والدلالات؟

أقرأ أيضاً:مبعوث إيطالي في سوريا.. الرسائل والدلالات؟

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *