أخبار عاجلة
ماذا بعد فوز أردوغان إقليمياً ودولياً

ماذا بعد فوز أردوغان إقليمياً ودولياً

ملفات عديدة وشائكة تنتظر الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية لولاية جديدة، مدتها خمس سنوات قادمة، ملفات لا تبدأ بالداخل التركي، ولا تنتهي عند حدود سوريا، بل تتعداها إلى حدود البلقان وأوكرانيا وأوروبا، ولا تتوقف على الاقتصاد والسياسة، بل تولج حتى في الثقافة والدين أيضاً.

وبعد أن حسم ملف الرئاسة التركية لصالحه بعد منافسة قوية من مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو في انتخابات الأحد الماضي في الجولة الثانية، يقف أردوغان على أعتاب ملفات ساخنة سياسياً واقتصادياً، داخلياً وخارجياً، وأهم القضايا التي تواجه ولايته الجديدة داخلياً وضع الاقتصاد التركي، وخارجياً، العلاقة مع سوريا واحتلاله أجزاء منها وعلاقته بالتنظيمات المتطرفة فيها، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا، وملف البلقان والعلاقة في إطار الناتو.

سياسيون أتراك يرون أن السياسة التركية الخارجية ستبقى على ما كانت عليه في عهد أردوغان، مستندين إلى أن أردوغان وبعد عقدين من الزمن في الحكم وأكثر من اثنتي عشرة دورة انتخابية، يعرف كيف يدير تلك الملفات الشائكة محلياً وإقليمياً ودولياً، ولن يتغير شيء ميدانياً.

بينما يرى كتاب سياسيون ورأي دوليون وصحف ومنهم صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن أردوغان سيجد نفسه في “مستنقع من صنعه”، وسيبقى على رأس بلد يواجه العديد من الأزمات العميقة، التي صنعها إلى حد ما بيديه.

وسواء صدقت التحليلات السياسية التركية بشأن قدرة أردوغـان على المشي بين حقول ألغام السياسة الدولية، والمضي بتركيا وفق النهج الذي كان يسير عليه، أو صدقت تحليلات الطرف الآخر بأنه سيواجه أسوأ عهد له نتيجة المشاكل التي راكمها سياسياً واقتصادياً، فإن المؤكد أن حكم أردوغان للسنوات الخمس القادمة مليء بالتناقضات والمتغيرات السياسية والعالم ينتظر موقفه منها.

سورياً، ملف علاقة تركيا بالتنظيمات الإرهابية مازال ماثلا للداخل التركي وخارجه، وعلاقته بتنظيم الإخوان المسلمين العالمي يرتبط بأذهان دول المنطقة، ناهيك عن ملف اللاجئين السوريين، الذي استثمرت به تركيا سنين طوال، فيما يوجه رسائل لسوريا بأنه ينوي الانسحاب من الأراضي السورية ولكن وفق أولويات ينسبها للأمن التركي.

وجميع المتابعين السياسيين ينتظرون أفعالا تركية على الأرض السورية لجهة بناء حسن نية مع سوريا، بالانسحاب أولا من الأراضي السورية المحتلة، وثانيا وقف دعمه للتنظيمات الارهابية فيها، ومن ثم الحديث عن علاقات طبيعية بين البلدين، والأيام القادمة ستكشف وجه تركيا الجديد في هذا الشأن.

دولياً، تركيا تقبع في متناقضات خصوصا ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا ما بين علاقته بروسيا كدولة صديقة لتركيا وما بين علاقته بأوكرانيا، والجميع يعي موقف تركيا السياسي ضد روسيا.

ويضاف إلى الحرب في أوكرانيا، علاقة تركيا مع حلف الناتو وأوروبا، تلك العلاقة التي تقف ما بين مد وجزر، والجميع يدرك في سياق هذه العلاقة كيف “تاجرت” تركيا في عهد أردوغـان بملف اللاجئين أوروبيا، وكيف استثمرت بهم في السياسة والاقتصاد مع اوروبا، والجميع ينتظر ماذا سيقدم أردوغان خلال المرحلة القادمة لتهدئة خواطر أوروبا وخصوصا في مجال الأمن.

إقليمياً: تركيا التي انتقلت من سياسة تصفير المشاكل مع دول الجوار، إلى مرحلة نشر التوتر العابر للحدود معها، سعت مؤخراً إلى تلطيف بعض الأجواء مع الدول العربية وخصوصاً سوريا ومصر والسعودية، ولكن تبقى الأجواء ملبدة لحين قيام أردوغان بأفعال تؤكد تغيير موقفه من دعم تنظيم الإخوان المسلمين وباقي التنظيمات الإرهابية في سوريا والمنطقة عموماً.

 

أديب رضوان – سونا نيوز

 


 

اقرأ أيضاً:

 

"قمة الرئيس الأسد" في جدة

أردوغان “المتناقض انتخابياً”

 

الانتخابات التركية

عن ali

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *