سونا نيوز أخبار سوريا الآن لحظة بلحظة سونا نيوز لأخبار سوريا الآن لحظة بلحظة- مراسلين ميدانيين وتغطية لكافة الأخبار العالمية – أخبار الآن ميدانية موثقة بالصور مع الخبر الأكيد والمصداقية العالية .
لم يعد المكدوس “منقذ الفقراء” في فصل الشتاء، فلا مؤونة هذا العام بعد الارتفاع الهائل في أسعار مكونات المادة التي تعد رفيقة الموائد الشتوية عند معظم العائلات السورية وخاصة من ذوي الدخل المحدود.
وفي استطلاع بسوق الريجة القديمة بمحافظة اللاذقية، تقول أم سليمان لـ “سونا نيوز”، إنه العام الأول في حياتها الذي يخلو من طقوس صنع المكدوس، إذ كانت جدتي ووالدتي في كل عام من نهاية شهر آب حتى مطلع أيلول تقومان بتصنيع المادة للأولاد والأحفاد، الأمر الذي كنت أقوم به منذ زواجي قبل نحو 16 عاماً، إلا أنا المرة الأولى التي أشعر فيها بالعجز أمام “رفيقة الشتوية”.
وذكرت أم سليمان بأن كيلو الباذنجان وصل إلى 3500 ليرة والفليفلة الحمراء إلى 3600 ليرة، والجوز يتجاوز 130 ألف ليرة، إضافة لأن تكاليف الزيت تبدأ من 30 ألف ليرة لليتر سواء زيت نباتي أو زيتون ، منوهة بأن الأخير يغيب عن منزلها منذ أكثر من عام ونصف العام بسبب غلائه الشديد.
وفي الطرف الآخر من السوق، عَلا صوت سيدة وهي تشهق متفاجئة من سعر الثوم وتقول لـ البائع “: هل تمزح معي؟ كيف وصل سعر “الرأس” إلى 5 آلاف ليرة؟ كل 4 – 5 رؤوس بـ 25 ألف ليرة ؟ ما هذا يا رجل ألا تخافون رب العالمين بنا ؟
توجهنا إلى السيدة أم إبراهيم كما ذكرت اسمها لمراسلنا، وقالت إن الثوم صار بربع الراتب (موضحة ان معظم الموظفين لم يقبضوا بعد الأجر الشهري الجديد بعد الزيادة)، وذكرت أن أحد أهم مكونات المكدوس سيغيب عن وزنه الأساسي في مكونات المكدوسة، لتخفف منه حوالي نصف الكمية بعد أن احتسبت ما تريد ليكفي المبلغ الذي بحوزتها من شراء ما يلزم لصناعة المكدوس!.
وأضافت أن تكلفة صناعة حوالي 10 كيلو مكدوس حوالي ربع مليون ليرة دون احتساب الغاز وكميات الملح، متسائلة: كيف سيكون الشتاء بدون المكدوس ؟ هل باتت جميع المواد والأصناف على قائمة كمالياتنا ؟ فماذا تبقّى لنا ؟.
أحد باعة الخضار في سوق الريجة أكد لـ “سونا نيوز”، أن أسعار الباذنجان والفليفلة ارتفعت خلال الشهر الماضي أكثر من الضعف بسبب غلاء المحروقات الذي أثر بشكل تصاعدي على أجور نقل الخضار بين المحافظات ومن سوق الهال إلى أسواق المدينة.
وذكر البائع أن الإقبال على شراء مكونات المكدوس تراجع بحد كبير وصل إلى النصف تقريباً، إذ تعزف معظم العائلات من الطبقة الفقيرة عن صنع المكدوس هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار مقابل عجز القدرة الشرائية عن تغطية تكاليف هذه المادة التي ارتفعت لأكثر من ضعفين عن العام المنصرم.
تكاليف صنع المكدوس
أقرأ أيضاً:
رغم منع تصديره.. زيت الزيتون على رأس قائمة “المقايضة” مع منتجات من “باكستان”
عزيز المائدة السورية.. طبق آخر يواجه كابوس الرحيل عن موائد السوريين
