أخبار عاجلة
النظام التركي وإعادة "عقارب الساعة" السورية

النظام التركي وإعادة “عقارب الساعة” السورية

مع كل منعطف سياسي أو مفصل دولي أو تحرك ميداني يتعلق بالشأن السوري، يطل النظام التركي برأسه، كمنظر للوضع السوري ومخطط لمستقبل البلاد، متجاهلاً الحقيقة الصارخة بأنه سبب أساسي لما عانت وتعاني منه سوريا خلال حربها المفتوحة ضد الإرهاب المدعوم من قبل النظام التركي على أكثر من اثني عشر عاماً وهو الذي فتح  حدود بلاده لشتى أنواع التنظيمات الإرهابية القادمة من أصقاع الأرض لدخول الأراضي السورية.

بالأمس القريب أطل علينا ممثل النظام التركي في الأمم المتحدة سادات أونال، مستجدياً الأمم المتحدة والقادة المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يولوا أهمية للأزمة في سوريا ، بعد أن لاحظ أن المشاركين بأعمال الجمعية لم يولوا الأهمية اللازمة لهذه الأزمة من باب إعادة توتير الميدان السوري مجدداَ.

ممثل النظام التركي يريد من الأمم المتحدة إعادة “عقارب الساعة السورية” إلى الوراء، إلى زمن الميدان ودعم الإرهاب في سوريا ، وليس المقصود تفعيل الحلول القائمة على إيجاد حل سياسي فيها يقوم على انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي السورية وفي مقدمتها الاحتلال التركي والأمريكي.

وفي كلمة له خلال مشاركته بجلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، ادعى  أونال أن الزعماء المشاركين في افتتاح الدورة الـ78 من الجمعية العامة، تطرقوا إلى المسائل التي تؤثر على السلم والأمن الدوليين، دون إيلاء الأهمية اللازمة للأزمة في سورية ، وهي إشارة منه للقوى الكبرى المتحكمة بمجلس الأمن الدولي للتدخل مجدداً بالوضع السوري بعد سنين عجاف حصد الشعب السوري نتائجها مآسي هذا التدخل الأسود في بلادهم تحت مزاعم تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان المزعومة.

 

النظام التركي وإعادة "عقارب الساعة" السورية

 

وفي معرض أقوال ممثل النظام التركي أشار إلى كل شيء عن الوضع في سوريا باستثناء ضرورة انسحاب قوات بلاده المحتلة لأجزاء واسعة من الأراضي السورية تحت زعم حماية الأمن القومي التركي التي صدع رؤوسنا بها، فيما الحقيقة هي أطماع تركية تاريخية بأراضي الدولة السورية وسيادتها.

ولم ينس ممثل النظام التركي في حديثه اجترار التأكيد على حق أنقرة بالدفاع عن نفسها أمام التهديدات القادمة من سوريا للحفاظ على ما أسماه أمنها القومي قائلا: “إن وجود التنظيمات الإرهابية في سوريا يشكل تهديدا كبيرا عليها وعلى دول الجوار وفي مقدمتها تركيا وعلى المنطقة، وإن لتركيا الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد التهديدات المباشرة والوشيكة على أمنها القومي بسبب أنشطة التنظيمات الإرهابية في سوريا ،وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.

يتحدث المسؤول التركي عن الأمن وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ونظامه التركي من أوائل الأنظمة التي لم تحترم سيادة الدولة السورية ولا شرعيتها على أراضيها وتمارس سياسة العربدة بالمنطقة من خلال الاحتلال وسياسة التتريك في المناطق السورية التي تحتلها، ويدعي أنه يدعم الحلول السياسية في سوريا فيما يمارس على الأرض السورية سياسة الاحتلال والتطهير والتغيير الديمغرافي ودعم الإرهاب على حساب حقوق الشعب السوري وسيادته على أرضه وثرواته.

بالأمس جاهر وزير دفاع النظام التركي بأن بلاده لن تستجيب لطلبات الحكومة السورية بالانسحاب من الأراضي السورية، إذاً لا معنى لحديث ممثل النظام التركي في الأمم المتحدة سوى ذر الرماد في عيون السياسيين الدوليين ، والتظاهر أمام الرأي العام باهتمام تركيا بوحدة سوريا أرضاً وشعباً فيما يخفي هذا النظام رأسه في التراب ويمارس سياسة “النعام” أمام الاستحقاقات المطلوبة منه.

 

أديب رضوان – سونا نيوز


أقرأ أيضاً:

سوريا والصين.. "طريق الحرير" معبد بعلاقات إستراتيجية

أقرأ أيضاً:سوريا والصين.. “طريق الحرير” معبد بعلاقات إستراتيجية

 

"الزيارة المرتقبة" .. الرئيس الأسد في الصين دلالات إقليمية ودولية

أقرأ أيضاً:“الزيارة المرتقبة” .. الرئيس الأسد في الصين دلالات إقليمية ودولية

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *