أخبار عاجلة
سوريا والصين.. "طريق الحرير" معبد بعلاقات إستراتيجية

سوريا والصين.. “طريق الحرير” معبد بعلاقات إستراتيجية

سوريا والصين.. “طريق الحرير” معبد بعلاقات إستراتيجية

قمة سوريّة صينية مفصلية شهدتها مدينة خانجو الصينية، انتظرتها الكثير من الشعوب الحرة والدول المستقلة في سياق نضالها وكفاحها من أجل عالم متعدد الأقطاب، يقوده القطبان الصيني والروسي.

الرئيس بشار الأسد عقد الجمعة الماضية “قمة إستراتيجية” مع الرئيس الصيني شي جين بينغ حيث أعلن فيها القائدان إقامة “علاقة إستراتيجية” بين البلدين في مختلف المجالات، تعني في مدلولاتها الكثير بالنسبة للشعب السوري والصيني ولشعوب العالم الحر.

الرئيس الأسد الذي اعتبر أن زيارته للصين مهمة بتوقيتها وظروفها حيث يتشكل عالم متعدد الأقطاب سيعيد للعالم التوازن والاستقرار، وأن من واجبنا جميعاً التقاط هذه اللحظة من أجل مستقبل مشرق وواعد قائلا: أتمنى أن يؤسس لقاؤنا لتعاون إستراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في مختلف المجالات، ليكون جسراً إضافياً للتعاون يتكامل مع الجسور العديدة التي بنتها الصين”، فيما وصف الزعيم الصيني اللقاء مع الرئيس الأسد بأنه “حدث مفصلي” في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين في مواجهة الأوضاع الدولية المفعمة بعوامل عدم الاستقرار.

ونتج عن القمة السورية الصينية إصدار بيان إقامة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين، وصفته المصادر السياسية الدولية المتابعة بأنه النتاج الأهم لسوريا خلال عقدين من الزمن، باعتبار هذه العلاقات ستشكل الأرضية الصلبة لبناء مصالح صينية سورية مشتركة، قوامها التعاون على أساس الاحترام المتبادل، وهي المبنية على إرث حضاري عميق التاريخ من الثقة المتبادلة بين البلدين الصديقين على مر العصور والتاريخ.

 

سوريا والصين.. "طريق الحرير" معبد بعلاقات إستراتيجية

 

يوم تاريخي كما وصفه سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سورية شي هونغوي في مقال صحفي له قائلا: إن يوم ال 22 من أيلول 2023 هو يوم تاريخي للعلاقات الصينية السورية، حيث عقد القائدان اجتماعاً ودياً في مدينة خانجو، وأعلنا بشكل مشترك عن إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين وسوريا، الأمر الذي يسهم في التصميم والتخطيط الإستراتيجي على أعلى مستوى للتبادلات والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى تعزيز الصداقة التقليدية الصينية السورية بشكل غير مسبوق، ومن المؤكد أنه سيفيد البلدين وشعبيهما.

السفير الصيني أعرب عن ثقته بأنه تحت الرعاية المشتركة والتوجيه الإستراتيجي للرئيس شي جين بينغ والرئيس بشار الأسد ستواصل الصداقة العميقة بين الصين وسوريا كتابة فصل جديد في الفترة التاريخية الجديدة، وسترتقي العلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة باستمرار، بما يسهم أكثر في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وحتى العالمي وتدعيم التضامن والتعاون بين الدول النامية.

ولعل البيان المشترك الذي صدر في ختام القمة الثنائية بين قائدي البلدين كان مشبعا بالنتائج الإيجابية التي ستصب حكما في مصلحة الشعبين الصديقين وفي مصلحة الشعوب المتعطشة لحوار حضاري إيجابي عالمي ولعالم متعدد الأقطاب، حيث جاء في أبرز بند فيه.

أن الجانبين سيعززان التنسيق والتعاون في الشؤون الإقليمية والدولية، ويلتزمان بشكل مشترك بتعددية الأطراف الحقيقية، ويدافعان عن المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزاً لها والنظام الدولي القائم على القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية المبنية على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويعارضان بشكل قاطع الهيمنة وسياسة القوة بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك فرض عقوبات أحادية الجانب وإجراءات تقييدية غير مشروعة على الدول الأخرى، ويدفعان بإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، ويعملان يداً بيد على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

إضافة إلى ما ورد في البيان المشترك من قضايا ثنائية ومواقف مبدئية في علاقاتهما المشتركة محليا ودولياً وعلى كل الصعد، ومن هنا نرى أن طريق الحرير التاريخي الذي مر عبر سوريا يعود ليتجدد هذا الطريق المعبد بقيم الحضارة الصينية السورية المشتركة وبعلاقات راسخة تقوم على مبدأ الاحترام والدفاع عن المصالح المشتركة للبلدين، حيث شكل طريق الحرير جسراً للترابط بين الحضارات وساهم على مدى آلاف السنين في تلاقي الشعوب والثقافات الآتية من شتى مناطق العالم، ما أتاح تبادل البضائع وحدوث التفاعل بين الأفكار والثقافات والتي أسهمت في رسم معالم عالم اليوم.

سوريا الواقعة على طريق الحرير التاريخي منحها أهمية استثنائية، وقيماً حضارية إضافية فكانت نقطة الارتكاز الأخيرة في آسيا، ومنها تتوزع الطرق بمحاور رئيسية إلى اتجاهات متعددة تتفرع إلى أوروبا وأفريقيا والخليج العربي.

إن لقاء القمة بين الرئيسين السوري والصيني هو بمثابة إعادة تفعيل لـ”طريق الحرير” عبر مبادرة جديدة أطلقتها القيادة الصينية المسماة ” الحزام والطريق” التي تعد خطوة نوعية رائدة نحو آفاق المستقبل الواعد في نقل وتبادل القيم والأفكار والعودة إلى الطبيعة الإنسانية المبدعة المتحاورة والمنفتحة، بما يسهم في خلق عالمٍ مستدام بممتلكاته الثقافية المادية واللامادية وقادر على توفير اقتصاد معيشي ووطني مبني على الثقافة، عالمٍ يواجه التحديات والكوارث عبر الحوار الفعال، والصناعات الإبداعية، والعلاقات الإنسانية المبنية على التقبل والثقة”.

 

أديب رضوان – سونا نيوز


"الزيارة المرتقبة" .. الرئيس الأسد في الصين دلالات إقليمية ودولية

أقرأ  أيضاً:“الزيارة المرتقبة” .. الرئيس الأسد في الصين دلالات إقليمية ودولية

 

 

 

مبعوث إيطالي في سوريا.. الرسائل والدلالات؟

أقرأ أيضاً:مبعوث إيطالي في سوريا.. الرسائل والدلالات؟

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *