أخبار عاجلة
"الزيارة المرتقبة" .. الرئيس الأسد في الصين دلالات إقليمية ودولية

“الزيارة المرتقبة” .. الرئيس الأسد في الصين دلالات إقليمية ودولية

“الزيارة المرتقبة” .. الرئيس الأسد في الصين دلالات إقليمية ودولية

الأنظار تتجه إلى الزيارة المرتقبة للرئيس بشار الأسد إلى جمهورية الصـين، وكل التوقعات تشير إلى أنها ستكون “زيارة تاريخية” على مستوى العلاقات بين البلدين، ونقطة فارقة في صياغة توازنات القوى الدولية في منطقة الشرق الأوسط، بل وربما في العالم.

ويأتي الإعلان عن الزيارة المنتظرة للرئيس الأسد إلى الصـين، خلال اليومين القادمين بحسب المصادر الإعلامية، على وقع صفيح ساخن تمر به منطقة الشرق الأوسط خصوصاً والعالم عموماً، وذلك مع تصاعد دور الأحلاف والقوى الدولية المتصارعة أساساً سياسياً واقتصادياً، ما بين الولايات المتحدة التي تريد عالما أحادي القطبية والقوى الدولية الأخرى التي تعمل على قيام عالم متعدد الأقطاب.

ووفق المصادر الإعلامية فإن وفداً سورياً رفيع المستوى برئاسة الرئيس الأسد، من المرجّح أن يزور الصـين خلال الأيام القادمة، لعقد اجتماعات على مستويات عالية مع المسؤولين الصينيين والتداول في مسائل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى البحث في الدور الصـيني المساعد على تجاوز سوريا لأزمتها الاقتصادية الخانقة جراء الحصار والعقوبات الغربية ضدها.

علاقات دمشق وبكين متجذرة وقائمة على الاحترام المتبادل والزيارات بين مسؤولي البلدين لم تنقطع قط يوما من الأيام، ففي نيسان الماضي استقبل الرئيس الأسد المبعوث الخاص بالحكومة الصـينية إلى الشرق الأوسط تشاي جون وأكد أن أهم تغيّر إيجابي حصل على مستوى العالم تمثَّل بالدور الصـيني الذي يتصاعد بشكل هادئ ومتوازن، وأن هذا الدور بات يقدِّم نموذجًا جديدًا في السياسة والاقتصاد والثقافة، ولا سيما أنه يقوم على مبدأ تحقيق الاستقرار والسلام والربح للجميع.

 

"الزيارة المرتقبة" .. الرئيس الأسد في الصين دلالات إقليمية ودولية

 

هذا الدور الريادي العالمي للصين ما تبحث عنه سوريا، في سبيل مساعدتها على الخروج من الأزمة والضائقة الاقتصادية التي وضعتها فيها عقوبات “قيصر” الأمريكية الغربية والتي طالت معيشة شعبها واقتصاده.

العالم كله اليوم يحتاج للحضور الصيني سياسيا واقتصاديا لإعادة التوازن للوضع العالمي أمر أكده الرئيس السوري مراراً خلال لقاءاته مع مسؤولين صينيين، وخاصةً في ظل العلاقات الروسية الصينية وما يمثله تحالف دول البريكس من مساحة دولية قوية قادرة على صناعة نظام دولي متعدد الأقطاب.

سياسياً الصين واجهة عالمية متجددة وقطب مهم للتوازن الدولي لما تمثله “بكين” من ثقل شعبي واقتصادي واجتماعي وسياسي، وبالتالي فإن زيارة الرئيس الأسد لها في هذا التوقيت له من المدلولات السياسية الكبيرة، وخصوصاً أن الصين وقفت الى جانب دمشق منذ بدء الحرب الإرهابية عليها، ودعمتها في مواقفها سواء في مجلس الأمن الدولي أو حتى في المواقف الدولية العامة، وبالتالي فإن الزيارة تأتي في سياق تفعيل أكثر للدور السياسي الصيني في سوريا والبحث عن مخرجات دولية تساعد دمشق والعالم على ايجاد الحل السياسي المناسب لسوريا بما يضمن وحدة واستقرار وسيادة سوريا أرضاً وشعباً.

كما أن زيارة وزير الخارجية الصـيني وانغ يي في تموز من عام 2021 لدمشق ولقاءه الأسد، أعطيا مؤشّراً قويّاً على تخلّي الصـين التدريجي عن مراعاة الغربيين في ما يخصّ العلاقة الرسمية مع سوريا، والإعلان عن مرحلة سياسية جديدة دخلتها دمشق وقتها بعد 10 سنوات من الحرب. اقتصادياً الرئيس الأسد شدد خلال لقاءاته مع مسؤولين صينيين في دمشق على أن المواجهة الدولية اقتصادية بالدرجة الأولى، وأن التحرر من قيد التعامل بالدولار الأميركي أصبح ضروريا، وأن دول “البريكس” تستطيع أن تؤدي دوراً قيادياً في هذا المجال، لافتاً إلى أهمية مبادرة “الحزام والطريق” في تحقيق التنمية والتعاون الاقتصادي.

سوريا تأمل من القطب الاقتصادي الصيني مساعدتها على الخروج من الواقع الاقتصادي المرير الذي تعانيه، جراء العقوبات الغربية عليها، خصوصاً بعد تراخي الدول العربية في مسألة مد الجسور الاقتصادية مع سوريا بعد عودتها الى الجامعة العربية نتيجة الضغوط الأمريكية على تلك الدول، وبالتالي فإن الصـين يمكنها تزويد سوريا بالكثير من المقومات الاقتصادية التي تمكنها من الصمود أمام جدار العقوبات الأمريكية والغربية ضدها.

وفي هذا السياق نستذكر موقف الصـين تجاه سوريا الذي أكدت عليه القيادة السورية بأنها لا تنسى وقوف الصـين إلى جانبها خلال الحرب من أجل الدفاع عن السيادة السورية وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما أنها تُقدر كل ما قدمته بكين من مساعدات خلال فترة الزلزال.

المسؤولون السوريون والصينيون كانوا قد بحثوا سابقاً، حزمة من مشاريع البنية التحتية، ولا سيّما في قطاعات الكهرباء والتعدين والنقل والصرف الصحي والمياه، والتي تحتاج إليها سوريا وتشكّل أرضية لمشروع “حزام وطريق”.

أنظار العالم تترقب زيارة الرئيس الأسد إلى الصـين لما لها من دلالات كبيرة محلياً ودولياً اقتصادياً وسياسياً، وخاصة مع إعلان قمّة العشرين المنعقدة في نيودلهي عن الممرّ الاقتصادي من الهند إلى أوروبا، والذي يمرّ عبر الخليج وميناء حيفا في فلسطين المحتلّة ثم اليونان إلى ألمانيا، وبالتالي البحث مع الصين في مسألة إعادة إحياء “طريق الحرير” الدولي في مواجهة الطريق التجاري الأمريكي الهندي المقترح، في سياق المنافسة التجارية الدولية، والنيل من الأحادية القطبية الاقتصادية والسياسية الأمريكية.

 

أديب رضوان – سونا نيوز

 


 

"قمة البريكس".. الوجه الآخر للعالم

أقرأ أيضاً:“قمة البريكس”.. الوجه الآخر للعالم

 

 

 

زيارة الوفد الاقتصادي السوري إلى إيران .. "جردة حساب"

أقرأ أيضاً:زيارة الوفد الاقتصادي السوري إلى إيران .. “جردة حساب”

عن ali

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *