أخبار عاجلة
بعد زلازل تركيا وسوريا والمغرب.. التنبؤ بوقوع الزلازل هل هو علم أم دجل؟

بعد زلازل تركيا وسوريا والمغرب.. التنبؤ بوقوع الزلازل هل هو علم أم دجل؟

بعد تكرار وقوع الزلازل خلال الفترة الماضية خصوصا بعد زلازل تركيا وسوريا واليوم المغرب عادت من جديد فكرة جدلية القدرة على التنبؤ بالزلازل، حيث وجده عالم الزلازل الهولندي “فرانك هوغربيتس” فرصة للعودة للمشهد من جديد، بادعاء أنه توقع حدوث الزلزال قبل أيام.

وسبق ادعاء فرانك دراسة بحثية فرنسية زعم صاحباها أن بإمكانهما اكتشاف إشارة تحدث قبل وقوع الزلازل بساعتين، وهي الدراسة التي حظيت باهتمام علمي واسع، قاد في النهاية إلى تقويض النتائج التي توصل لها الباحثان.

وعلى الرغم من الرفض العلمي الواسع لهذه الدراسة، إلا أن نشرها علميا في دورية تحظى بسمعة طيبة وهي دورية “ساينس”، فتح باب الأمل، حول إمكانية التنبؤ بحدوث الزلازل بطريقة تحترم العلم، وليست أقرب إلى “الدجل”، كما يصف العلماء دائما ما يقوله العالم الهولندي.

التساؤل المطروح شعبيا عالمياً اليوم ما هو التقييم العلمي لهذه الدراسة، ولماذا لا تحظى مثل هذه الجهود العلمية باهتمام العامة، مثل ما يحظى به الكلام الذي يردده العالم الهولندي فرانك الذي أصبح حديث السوشيال ميديا.

هذه الأسئلة وغيرها أجاب عنها العالم الأمريكي مارتن ماي، رئيس تحرير نشرة جمعية رصد الزلازل الأمريكية في مقابلة صحفية له فيقول إن ادعاء فرانك أنه يستطيع التنبؤ بالزلازل من خلال محاذاة النجوم، هذا هراء كامل، ويجب رفضه، ويدعي آخرون غيره أنه يمكن التنبؤ بالزلازل من خلال أنماط السحب، أو حركات الحيوانات، أو غير ذلك، وكل هذه أدلة غير مادية وتفشل في أي اختبار إحصائي صارم.

وأضاف العالم الأمريكي أن البشر بطبيعتهم يحبون الإجابات البسيطة والكلمات القوية، ونفس الشيء يحدث في السياسة، ولذلك، فإن هؤلاء الأشخاص مثل” فرانك ” يحظون بالاهتمام ولهم الكثير من المتابعين، فالأمر يبدو كما لو أن الرئيس الأمريكي السابق ترامب يقول إن حقن الدم ببعض حمض الكلور يساعد في مكافحة كوفيد!

وردا على سؤال حول وجود منهج علمي بهذا السياق وقال العالم الأمريكي مارتن ماي: إننا نحتاج إلى التمييز بوضوح بين التنبؤ بالزلازل، والقدرة على التنبؤ بالزلزال، وتوقع الزلزال، والزلازل التمهيدية قصيرة المدى، والإنذار المبكر بالزلزال، وتقييم مخاطر الزلازل.

فهناك تشابه بالمصطلحات، لذلك من المهم معرفة الفارق بينها، حتى نستطيع معرفة ما هو المتاح حتى الآن، فالتنبؤ بالزلزال، يقتضي أن تخبر مقدما بالموقع الدقيق للزلزال (خط العرض وخط الطول والعمق)، والوقت (التاريخ والساعة) وحجم الزلزال، وهذا مستحيل حتى الآن.

وأضاف: تشير “القدرة على التنبؤ بالزلازل”، إلى البحث حول ما إذا كان من الممكن التنبؤ بالزلازل أم لا، ونوع البيانات والنماذج “أي الفيزياء” التي تستخدم لذلك، وتحليل البيانات والمحاكاة اللازمة، أما “توقع الزلازل”، فيعني حساب الاحتمالية الإحصائية لحدوث الزلازل في منطقة أوسع “على سبيل المثال، جنوب كاليفورنيا” على مدى فترة زمنية أطول “أسابيع إلى سنوات”؛ وعلى سبيل المثال يمكن أن يكون، احتمال وقوع زلزال بقوة 6.7 م في منطقة لوس أنجلوس الكبرى خلال الثلاثين عاما القادمة هو 65%.

 

بعد زلازل تركيا وسوريا والمغرب.. التنبؤ بوقوع الزلازل هل هو علم أم دجل؟

زلزال المغرب

وأوضح العالم الأمريكي أما الانزلاق التمهيدي قصير المدى للزلزال، فهو الكشف عن إشارة مراقبة ذات سعة صغيرة جدا للحركة الأرضية التي قد تحدث قبل حدوث الصدمة الرئيسية، ولقد تم التكهن بهذا الأمر، وشوهد في بعض الأحيان، ويرجع ذلك إلى العمليات الفيزيائية الخاصة التي تحدث في القشرة الأرضية، حيث سيبدأ الزلزال في النهاية.

ولفت إلى ان الإنذار المبكر بالزلزال يشير إلى نظام يسجل الموجات الزلزالية بعد وقوع الزلزال، ويكون قادرا على إصدار تحذير للناس والبنى التحتية قبل حدوث الهزات الكبيرة، يمكن تحقيق ذلك، ويتم تنفيذه في اليابان وتركيا وكاليفورنيا، بسبب فيزياء الموجات الزلزالية، فالموجات ذات السعة الكبيرة والتي يحتمل أن تكون قوية تنتقل بشكل أبطأ من الموجات ذات السعة المنخفضة.

وقال: أخيراً يأتي تقييم مخاطر الزلازل، وهو طريقة لتقدير الهزات المتوقعة بسبب الزلازل المستقبلية في منطقة ما أو في موقع محل الاهتمام، وهذه هي الممارسة الهندسية القياسية وتستخدم في قوانين البناء ومعايير التصميم للمباني الجديدة.

 

البناء المخالف لاشتراطات الأمان ضاعف من تأثير زلزال المغرب

 

وحول الدراسة الفرنسية المتعلقة بالزلازل أشار العالم الأمريكي مارتن ماي إلى أن هذه الدراسة تقع الدراسة الفرنسية ضمن فئة “التوقع بالزلازل”، ويوجد في مجتمعنا العديد من تقنيات التوقع بالزلازل، فهناك نماذج إحصائية معقدة نوعا ما تستخدم الزلازل السابقة في منطقة معينة (على سبيل المثال جنوب كاليفورنيا) للتنبؤ بإحصائيات حدوث الزلازل في الأيام والأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، إنه مثل توقعات الطقس، ولكن مع بيانات أقل بكثير، إلا أنه فيزياء أكثر تعقيدا وأقل شهرة.

وقال: يكمن جمال الدراسة الفرنسية في أنها تطور طريقة جديدة للتعلم الآلي، وهي من حيث المبدأ أبسط وأسرع من الناحية الحسابية من الإحصائيات القياسية، وتسعى لاكتشاف إشارة خافتة جدا في منطقة المصدر قبل مرحلة تمزق الزلزال “الديناميكي” التي تخلق موجات زلزالية، ومع ذلك، فإن طريقتهم تعمل فقط لمنطقة واحدة وحاليا لمدة أسبوعين، كما أن طريقة معالجة البيانات أدت إلى بعض الانتقادات من قبل الخبراء لهذه الدراسة، ومع ذلك تظل في رأيي محاولة جيدة.

وشدد على أن التنبؤ بالزلازل لا يزال مستحيلاً حتى الآن وقال: المتاح هو التوقع بالزلازل، كما يحدث في كاليفورنيا، وهناك محاولات لتحسين عملية التوقع، كما سعت الدراسة الفرنسية.

 

سونا نيوز

 

بعد زلازل تركيا وسوريا والمغرب.. التنبؤ بوقوع الزلازل هل هو علم أم دجل؟

بعد زلازل تركيا وسوريا والمغرب.. التنبؤ بوقوع الزلازل هل هو علم أم دجل؟

زلزال تركيا وسوريا


 

اقرأ أيضاً:

 

“الإدارة الذاتية الكردية” ترفع سعر المازوت 5 أضعاف وتسعره بالدولار الأمريكي

الفساد “يسوق” داخل باصات النقل في العاصمة.. تلاعب في محطة تزويد باصات النقل بمادة المازوت

زلزال المغرب زلزال تركيا وسوريا زلازل تركيا وسوريا التوقع بالزلازل

عن ali

شاهد أيضاً

"تحت ضغط البيروقراطية" تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية

“تحت ضغط البيروقراطية” تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية

“تحت ضغط البيروقراطية” تحديات إصدار الجوازات.. أزمة متجددة لا تحلها سوى المكاتب الخاصة وبأسعار خيالية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *