أخبار عاجلة
"طوفان الأقصى" .. حين تنفضح الرواية الإٍسرائيلية  

“طوفان الأقصى” .. حين تنفضح الرواية الإٍسرائيلية

“طوفان الأقصى” .. حين تنفضح الرواية الإٍسرائيلية

في كل حروب واعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ اغتصابه أرض فلسطين عام 1948 إلى يومنا هذا، كان يكسب رهان “الرأي العام” في الدول الداعمة له خصوصاً على اعتبار أن هذا الكيان الذي يشكل رأس حربة للقوى الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط يتاجر بقضية تعرض ” اليهود ” لما سماها “محرقة” على يد النازية الألمانية.

وفي كل وقت تشن فيه “إسرائيل” حرباً شعواء في المنطقة سواء في لبنان أو فلسطين المحتلة وقطاع غزة خصوصاً، كانت تواجه أصواتا متفرقة ومتباعدة من الإدانة والشجب في الغرب، بينما أبقت حكومات هذا الغرب على سياستها الداعمة لهذا الكيان دائما أيا كان ما ترتكبه من جرائم وتقترفه من مجازر.

واليوم بات المشهد مختلفاً، فبعد عدوان “إسرائيل” المتواصل حتى الآن على قطاع غزة عقب عملية “طوفان الأقصى” للمقاومة في السابع من الشهر الماضي ، بدأ المزاج العام بالتبدل جراء الوحشية التي يشن بها كيان الاحتلال عدوانه على القطاع وارتكابه مئات المجازر بحق سكانه وخصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن، ناهيك عن استهدافه للمدارس والمراكز الصحية والمستشفيات وحصاره الخانق للقطاع ومنعه إدخال المساعدات الإنسانية.

مشاهد المجازر الفاشية في القطاع وضحاياها الأطفال والعائلات دفعت بالرأي العام الغربي إلى تغيير في المزاج العام لجهة إدانة “إسرائيل” ، على اقترافها لكل هذه المجازر التي أقل ما توصف بها أنها “وحشية” ودفعت الشوارع الأوروبية للاكتظاظ بالمحتجين على العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وبات العلم والكوفية الفلسطينية الشهيرة حاضرين بقوة في لندن وكوبنهاغن ومدن أوروبية وغيرها ، رغم محاولات تضييق الخناق عليها من قبل حكومات الغرب.

المشاركون في تلك المظاهرات الداعمة للفلسطينيين لم يكتفوا بالتعبير عن تأييدهم فقط، وإنما أصبحوا يمارسون ضغوطاً على حكوماتهم لتخليها عن الانحياز الأعمى لكيان الاحتلال والمطالبة على الأقل بوقف آلة الحرب الإسرائيلية بوجه الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.

وباتت “إسرائيل” تواجه حالة من العجز والفشل الدعائي أمام الحراك العالمي الذي يدينها حتى في قلب الدول التي تدعمها، حيث رأى العالم المظاهرات الجارفة التي خرجت في لندن وواشنطن ونيويورك وكاليفورنيا وباريس وأوتاوا وبرلين وغيرها من مدن وعواصم الغرب.

 

"طوفان الأقصى" .. حين تنفضح الرواية الإٍسرائيلية

 

ويزداد التخلي الشعبي الأوروبي وحتى الأمريكي عن “الرواية الإسرائيلية” ، جراء ما تقترفه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق شعب أعزل محاصر لسنوات طويلة، ولا شك أن “إسرائيل” تخسر يوماً بعد يوم رصيد التعاطف الغربي والعالمي الذي حصلت عليه في بداية معركة “طوفان الأقصى”، إذ سرعان ما تبخرت رواية الاحتلال بعد انكشاف الحقائق وزيف الدعاية الإسرائيلية والتضليل الإعلامي الذي تمارسه.

و”مثل قصر من ورق ” انهارت “الدعاية الإسرائيلية” في غزة على وقع مشاهد الدمار والمجازر بحق الأطفال المدنيين الفلسطينيين ومشاهد القصف الجنونية جواً وبحراً وبراً، بدعم أمريكي وغربي كامل سياسياً وإعلامياً وعسكرياً، وبدأت “إسرائيل” بخسارة الكثير من حجم التأييد لها، وعمّت الاعتصامات والمظاهرات العالمين العربي والإسلامي الداعمة للشعب الفلسطيني وحقه بالمقاومة والحرية.

حتى الصحافة الإسرائيلية سلطت الضوء على خسارة “إسرائيل” للقاعدة الشعبية العالمية وانهيار الرواية الإسرائيلية المضللة أساساً بشأن ما يجري في غزة ،وكتبت تحت عنوان “لماذا تخسر إسرائيل الحرب في ساحة الرأي العام العالمي”: هناك ضعف كبير في دعم “إسرائيل” عالمياً، حيث أصبح العالم ينظر إلينا على أننا كيان احتلال يعتدي على السكان الأصليين المدنيين الضعفاء”.

كاتب إٍسرائيلي يدعى آلان فيلد قال في مقال له : ” لقد بدأ الأمر منذ أكثر من 40 عاماً، ومنذ ذلك الحين بتنا نخسر روايتنا، ولم تفعل أي حكومة أي شيء لإيصال ما يجب إيصاله للجمهور العالمي، ذلك لأن العمل الدعائي للحكومة الإٍسرائيلية في هذه الحرب يتراوح بين الضعيف والمعدوم”.

واليوم يدرك الجميع بأن ” إسرائيل” وبخلاف السنوات الماضية، أصبحت “البطة العرجاء” حيث إن توسيع دائرة فشلها أمنياً وعسكرياً وإعلامياً ، سيشكّل عبئاً حتى على داعميها في الولايات المتحدة الأمريكية.

“فإسرائيل” الآن أصبحت خاصرة رخوة لواشنطن بعد معركة “طوفان الأقصى”، ومزيد من الضغط على هذه الخاصرة يعني مزيداً من الضغط على واشنطن التي باتت اليوم تخشى فعلياً على مستقبل هيمنتها العالمية، مع تآكل حالة الردع لديها وتفهم الرأي العام العالمي لكذبة “حقوق الإنسان” التي تدعي الدفاع عنها والتي سقطت في اختبار ضحايا غزة من الأطفال والنساء.

 

سونا نيوز


 

 

أردوغان و"دموع التماسيح" على غزة

أقرأ أيضاً:أردوغان و”دموع التماسيح” على غزة

 

عدوان "الكيان"  يفضح معايير الغرب المزدوجة 

أقرأ أيضاً:عدوان “الكيان”  يفضح معايير الغرب المزدوجة 

 

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *