ما الذي يحدث في مخيم الهول وما أهداف “قسد” الخفية من اقتحامه؟

hasan jaffar 6 فبراير، 2024 الميدانية اضف تعليق 20 زيارة

عشرة أيام مرت منذ إطلاق “قسد” المرحلة الثالثة من عمليتها الأمنية في مخيم الهول الذي يقع شرق مدينة الحسكة بنحو 60 كم، والذي يضم آلاف العوائل السورية النازحة من مختلف المحافظات السورية، إضافة إلى عوائل تنظيم “داعش” المتطرف والمحتجزين ضمن أقسام مخصصة فيه.

مليشيا “قسد” كانت أعلنت أن الهدف من العملية الأمنية الثالثة الخاصة بها ضمن المخيم، والتي أطلقت عليها اسم “الإنسانية والأمن”، وشاركت فيها قوات الأمن الداخلي التابعة لها، هو وأد مخطط لعمليات تهريب عوائل تنظيم “داعش” بناء على معلومات استخباراتية لديها وزعزعة أمن المنطقة، في وقت تهدد تركيا بشن عملية برية تستهدف وجود المليشيا في الشمال السوري، وذلك بعد سلسلة استهدافات طالت مؤخراً مختلف القطاعات النفطية والاقتصادية والخدمية إضافة لمواقع “قسد” العسكرية والأمنية.

مصادر ميدانية أكدت لـ “سونا نيوز” أن لـ “قسد” أهداف أخرى غير تلك المعلن عنها، وأولها إعادة لفت أنظار العالم إليها، لاسيما التحالف الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، على أنها قوة لا تزال تقاتل تنظيم داعش وتمنع عودته مجدداً، وهي التي تحتجز 12 ألفاً من مقاتليه في سجونها المنتشرة في مناطق مختلفة من الجزيرة السورية، وتضع عوائل التنظيم المتطرف من نساء وأطفال والبالغ عددهم عشرة آلاف تقريباً، ضمن قطاعات مخصصة في مخيم الهول وتمنع خروجهم.

وأكدت المصادر أنه في ظل التوتر العسكري والأمني الكبير الذي تشهده المنطقة واحتدام الصراع الإقليمي وصمت حليفها الأمريكي تجاه الهجمات التركية الأخيرة، فقد بات من الضروري استخدام ورقة الضغط الأخيرة لديها والمتمثلة بتذكير العالم لجهودها في محاربة “داعش”، وبأن أمن المنطقة سيشهد زعزعة في حال إعطاء الأتراك ضوءاً أخضراً لغزو مناطق سيطرتها في الشمال والشمال الشرقي من سوريا، وهو ما كررته قسد إعلامياً في كل مرة يشتد فيه الهجوم التركي ويتوسع، مهددةً بعدم قدرتها على مواجهة الأتراك، وفي الوقت ذاته تأمين الحماية للمخيم وللسجون التي تضم عناصر التنظيم.

وبيّنت المصادر أنه رغم إعلان “قسد” عن مجريات حملتها الأمنية في مخيم الهول حتى اللحظة والتي أسفرت، بحسب تصريحات إعلامية، عن كشف مخابئ للأسلحة وإلقاء القبض عل بعض الأشخاص الخطرين المرتبطين بالتنظيم، إلا أن هدفها الأول هو عزل الأطفال الذكور في قسم “المهاجرات ” ضمن المخيم، والذي يضم عوائل التنظيم، خاصة ممن تتراوح أعمارهم بين 12-14 عاماً عن أمهاتهم ونقلهم إلى سجون خاصة، الأمر الذي دفع النساء إلى مهاجمة القوات الأمنية بالحجارة والعصي، حيث أطلقت القوات المهاجمة النار عليهن ما أدى إلى وفاة 3 منهن واُحتجاز نحو 40 طفلاً نقلوا خارج المخيم فيما بعد.

وشددت المصادر على أن نسب حدوث جرائم قتل مجهولة تجاه القاطنين في المخيم تراجعت خلال العام الماضي بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة، لاسيما خلال عام 2022 عندما أطلقت قسد المرحلة الثانية من عمليتها الأمنية آنذاك، ونتج عنها اعتقال عشرات المطلوبين ومصادرة أسلحة وكواتم صوت، كما أدى خروج عشرات العوائل من مختلف الجنسيات لاسيما العراقية إلى تخفيف الضغط ضمن المخيم، وساهم عزل القطاعات عن بعضها البعض، كما أدى تشديد الحراسة والإجراءات الأمنية إلى تراجع نسب الجريمة فيه.

وأكدت المصادر أن “قسد” باتت تدرك بأن نهايتها أصبحت وشيكة بعد المعلومات الإعلامية التي تناقلتها صحف غربية عن نية الاحتلال الأمريكي الانسحاب من سوريا، فهي تحاول استثمار الورقة الأخيرة التي تمتلكها وهي ورقة تنظيم “داعش”، وتسعى إلى تذكير العالم بالمعتقلين لديها، وهي التي عملت طيلة السنوات الماضية على استغلال هذه الورقة في بناء علاقات دبلوماسية مع بعض دول العالم ممن لديهم رعايا منتسبين للتنظيم المتطرف والمحتجزين لدى “قسد”، حيث دعتهم إلى سحبهم وهو ما حدث وتكرر عندما زارت وفود دبلوماسية غربية وآسيوية وعربية مناطق سيطرتها، والتقوا بما يسمى “مسؤولي الإدارة الذاتية” وتسلموا رعاياهم من النساء والأطفال، كما دعت الأخيرة دول العالم لإنشاء محكمة دولية ضمن مناطق سيطرتها لمحاكمة عناصر داعش، تضمن من خلال ذلك اعترافاً ضمنياً بها وهو ما لم يلق أذاناً صاغية من أحد.

يشار إلى أن مخيم الهول الذي يضم نحو 55 ألف شخص فيه 9 قطاعات أخطرها القطاعان الثامن والتاسع، والذي يحوي عوائل تنظيم داعش المتطرف، فيما تضم باقي القطاعات عوائل سورية نازحة ومهاجرين عراقيين.

الحسكة-سونا نيوز