سونا نيوز أخبار سوريا الآن لحظة بلحظة سونا نيوز لأخبار سوريا الآن لحظة بلحظة- مراسلين ميدانيين وتغطية لكافة الأخبار العالمية – أخبار الآن ميدانية موثقة بالصور مع الخبر الأكيد والمصداقية العالية .
يظهر مجدداً ملف “مخيم الهول” الذي تسيطر عليه قوات “قسد” بدعم من قوات الاحتلال الأمريكي شرق مدينة الحسكة، على طاولة البحث، هذا الملف الذي يؤرق سوريا والعراق معاً، فيما حذرت سوريا وروسيا مراراً من تدهور الأوضاع في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال الأمريكي ولا سيما في مخيم الهول شمال شرق سوريا، داعيين الدول إلى سحب رعاياها من المخيم من منتسبي تنظيم “داعش” الارهابي.
وتتنصل العديد من الدول من مسؤولياتها باسترداد رعاياها من داخل المخيم متذرعة بالقوانين والأنظمة تارة، ولأسباب أمنية تارة أخرى، فيما بدا واضحاً عدم عزم تلك الدول على إعادة أشخاص تشربوا وتشبعوا بالأفكار المتطرفة.
العراق يستصرخ العالم
العراق أكد على لسان أرفع مسؤوليه أن مخيم “الهول” يشكل تهديداً خطراً على العراق والعالم ويجب تفكيكه، مشدداً على أهمية تماسك المجتمع الدولي، والعمل على حث الدول على سحب رعاياها من المخيم”.
واستضاف العراق الأسبوع الماضي مؤتمراً أمنياً حث كل دول العالم على استقبال رعاياهم من المخيم وعبّر على لسان أرفع مسؤوليه من خطورة ابقاء ملف مخيم الهول مفتوح أمام كل الاحتمالات.
وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي أكد في تصريحات له أن “مخيم الهول في سوريا أصبح بؤرة تابعة لتنظيم “داعش”، معتبراً أن المخيم يسبب “قلقا كبيرا” لبلاده، داعياً الدول كافة إلى أخذ رعاياها من المخيم ليتم إغلاقه نهائيا.
ودعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الخميس الماضي من بروكسل المجتمع الدولي إلى التعامل بجدية مع ملف مخيم “الهول” في سوريا، والحد من مخاطره على مستوى المنطقة والعالم.
وقال حسين: “العراق دائماً ما يدعو المجتمع الدولي إلى التعامل بجدية مع مخاطر مخيم (الهول) في محافظة الحسكة، الذي يضم آلاف الأشخاص من جنسيات مختلفة، معظمهم من النساء والأطفال”.
وفيما تؤكد وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، أنه لا يزال يقيم في مخيم “الهول” نحو 25 ألف عراقي من عوائل مسلحي “داعش” أغلبهم أطفال، بحسب المتحدث الرسمي للوزارة علي جهانكير، مؤكداً أنه بعد إعادة هذه القافلة يتبقى نحو 7000 عائلة عراقية أخرى في مخيم “الهول”.
وأوضح جهانكير في تصريح له أن إعادة العوائل الباقية رهن استكمال مراحل تأهيل وإعادة العوائل الموجودة حالياً في مخيم “الجدعة”، وبعد ذلك سيقوم الجانب العراقي بإعلام “قسد” لإعادة قوافل أخرى من تلك العوائل إليه.
مصادر عراقية: المخيم قنبلة موقوتة
مصادرة عراقية وصفت لـ “سونا نيوز” المخيم بأنه “قنبلة موقوتة” قابلة للانفجار بأي لحظة كونه يعيش داخله عشرات الآلاف من المعتقلين أغلبهم من عناصر تنظيم “داعش” وعائلاتهم في رقعة صغيرة، مع وجود آلاف الأجانب من مختلف أنحاء العالم، بينهم أطفال يتشبعون بالفكر المتطرف.
وأشارت المصادر إلى أن الحذر الآن يكمن في خطورة انفجار هذا المخيم مع مرور الوقت، ومع وجود جيش “داعشي جديد” داخله يمتلك شيئاً أخطر من السلاح، وهي “العقيدة المتطرفة” التي يعيش ويقاتل لأجلها، ما يعني الخطر ليس على سوريا والعراق فحسب بل حتى على الدول التي جاؤوا منها أصلاً وعلى العالم برمته.
وكانت ما يسمى بـ “الادارة الذاتية الكردية” أطلقت بعد جائحة كورونا مبادرة “العودة إلى قراكم” عام 2020 للعوائل السورية حيث سيّرت عدد من القوافل من أبناء مدينة الرقة وريفها ومن أبناء ريف دير الزور إلى قراهم بكفالة شيوخ العشائر كما سيّرت عدد من القوافل إلى العراق بالاتفاق مع الحكومة العراقية إلى مخيّم جزعة في العراق كان آخرها بداية الشهر الحالي، والتي ضمت 170 فرداً من عوائل التنظيم بالمخيّم.
وذكرت مصادر محلية لـ سونا نيوز كشفت أن إدارة المخيّم كانت تجهّز قوائم لإخراج قافلة تضم 300 عائلة عراقية وأنه تم بالفعل تجهيز قائمة 180 عائلة ولكن قرار مفاجئ صدر من “الإدارة الذاتية الكردية” بإخراج 170 شخص فقط معهم 50 معتقل من سجون “قسد” عراقيي الجنسية تم تسليمهم مع القافلة، تم إلقاء القبض عليهم خلال السنوات أثناء حرب التنظيم مع “قسد” بالمناطق التي كان تنظيم يسيطر عليها.
“الهول” ورقة ضغط أمريكية وغربية
مصادر سياسية متابعة لملف المخيم كشفت لـ سونا نيوز أن بعض الدول التي يتواجد رعايا لها داخل مخيم الهول من مسلحي ” داعش” يتذرعون بعدم سحب رعاياهم بأنهم ليست لديهم أدلة ضدهم تدينهم بالإرهاب من أجل محاكمتهم، وبالتالي يطالبون سوريا والعراق بهذه الأدلة.
وأشارت المصادر إلى أن حجة هذه الدول غير المنطقة هي لعبة سياسية تقودها الولايات المتحدة وما يسمى بالتحالف الدولي بالتعاون مع مسلحي “قسد” تهدف إلى استمرار توتير الأجواء في سوريا والمنطقة ومنع الدول من سحب رعاياها من داخل المخيم.
وأوضحت المصادر أن واشنطن تواصل الإمساك بورقة مخيم الهول للضغط لاحقاً على الحكومتين السورية والعراقية، أيضا كمبرر للمجتمع الدولي والرأي العام لبقاء قواعد الاحتلال غير الشرعية على الأراضي السورية بحجة استمرار وجود مسلحي “داعش” فيها، ومنهم داخل مخيم “الهول”، وبالتالي استمرار ذريعة تواجد قوات ما يسمى بالتحالف الدولي على الأراضي السورية.
أطفال “داعش” خطر قادم؟
تحذر العديد من الدول من خطورة “أطفال داعش” داخل مخيم الهول الذين يتشبعون بالفكر المتطرف ويتربون عليه ليصبحوا، لاحقاً جيلا متطرفاً يشكل عبئاً ثقيلاً على العالم، برمتها.
وادعت قيادة “الإدارة الذاتية الكردية ” أن لديها خطة طموحة لقطع الطريق أمام اطفال داعش من خلال عزلهم ضمن مراكز ايواء خاصة بعيدا عن أمهاتهم بهدف تخليصهم من “الفكر المتطرف” لعائلاتهم.
وقالت المدعوة جيهان حنان مديرة مخيم “الهول” في تصريح إعلامي لبعض وسائل الإعلام المدعومة من “قسد”، إن الإدارة الذاتية قرّرت المضي بخطة عزل أطفال داعش عن أمهاتهم مشيرة إلى أن الأطفال بمجرّد بلوغهم سن 12 عام يمكن أن يصبحوا خطرين.
وفي السياق قال ما يسمى الرئيس المشترك لمكتب العدل وشؤون الإصلاح في “الإدارة الذاتية” المدعو خالد ريمو: إن بقاء الأطفال في مخيّم “الهول”، سيؤدي إلى ظهور جيل جديد من “المتطرفين”، ولذلك تم افتتاح مركز لإعادة تأهيل من تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً.
بعض سياسي “الإدارة الذاتية” طرحوا خلال اجتماعات على الدول الأجنبية اقتراحا يدعو لإعادة الأطفال مع ترك أمهاتهم في مخيم الهول إذا رغبن في البقاء. ليكونوا ورقة ضمان في حال اي تهديد تركي جديد لمناطق “قسد”.
يذكر أن “الإدارة الذاتية “سلمت خلال العام الحالي عدة عوائل من تنظيم “داعش” من قاطني المخيم لدولهم منها السودان والعراق ودول اوربية.
روسيا: الحل باستعادة السيادة السورية على المنطقة
وفي السياق أبدت روسيا الاتحادية استعدادها للمساهمة في حل مسألة مخيم “الهول” في سوريا فيما دعت إلى مساعدة الحكومة السورية في إعادة سيطرتها على تلك المنطقة وإيجاد حلول لها.
وقال السفير الروسي لدى العراق إلبروس كوتراشيف في تصريحات صحفية: إن “مخيم الهول يعد مشكلة على سوريا والعراق ولا بد من بذل الجهود الدولية بشأنه”، مشيراً إلى “أهمية عودة سيطرة الحكومة السورية على تلك المنطقة وبالتالي تتمكن من ايجاد الحلول المناسبة بالتنسيق ودعم المجتمع الدولي”.
وأضاف السفير الروسي: إن روسيا كانت وما زالت تبذل ما في وسعها بهذا الإطار، حيث إنه خلال فترة ما قبل كورونا نجحت بإجلاء أطفال روس من المخيم وبنحو 300 طفل بدون وثائق رسمية، ونقلو الى روسيا، وبعد إجراء تحليل الدم اتضح أنهم من أصل روسي وبقرار قضائي أصدرت لهم جوازات وجنسيات.
وأعرب السفير الروسي عن استعداد روسيا لمشاركة جميع الأطراف بالخبرات الروسية في هذا المجال.
المخيم بالأرقام
ويضم مخيم الهول شبريف الحسكة الشمالي، عوائل تنظيم “داعش” بعدما كان مقراً لإقامة اللاجئين العراقيين بعد الحرب العراقية عام 1991، حين أنشأته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بالتنسيق مع الحكومة السورية.
ووفق الإحصائيات الرسمية في محافظة الحسكة يقطن داخل المخيم 58747 لاجئا والنسبة الأكبر للأسر العراقية حيث بلغ عدد أفرادها 30544 موزعين على 8073 أسرة بينما بلغ عدد السوريين ضمن المخيم 19774 وافدا موزعين على 5458 أسرة في حين بلغ عدد المحتجزين من الجنسيات الأخرى 8418 شخصا موزعين على 2458 أسرة اغلبيتهم من جنسيات آسيوية وأوروبية.
وعام 2015 باتت القوات الأمريكية و”قسد” تسيطران على هذا المخيم، وضمت فيه عوائل تنظيم “داعش”، وسط تحذيرات أممية مستمرة من مخاطر العوائل الموجودة في المخيم، حيث تؤكد المصادر الأمنية العراقية أن 90% من نزلاء مخيم الهول، هم من عوائل التنظيم، وبعض مسلحيه وقياداته يتخذون منه مقراً للاجتماعات وتنسيق تحركاتهم مندسين بين النازحين.
مواقع إعلامية متابعة أكدت أن مخيم الهول في ريف الحسكة أصبح مدرسة لتدريس الفكر الداعشي، حيث تُنظم فيه دورات لتدريس الأطفال والمراهقين فكر التنظيم المتطرف، فيما يشهد المخيم باستمرار حرائق وعمليات خطف وتهريب للعوائل مقابل مبالغ مادية كبيرة يتقاضاها عناصر ما يسمى “الأسايش” الجناح الأمني لـ ” قسد”.
