أخبار عاجلة
"هبة العشائر" .. الجزيرة السورية إلى أين؟

“هبة العشائر” .. الجزيرة السورية إلى أين؟

“هبة العشائر” .. الجزيرة السورية إلى أين؟

بعد استباحة مناطق شرق الفرات في سوريا من قبل الاحتلال الأمريكي وأذنابه واحتلاله لمنابع النفط السوري وحقول القمح، تحولت تلك المناطق إلى ساحة ساخنة غلبت عليها مسألة تصفية الحسابات الداخلية بين أعوان الأمريكي وأدواته، خصوصا ميليشيا “قسد” الانفصالية التي رهنت نفسها للمحتل على حساب الدولة الوطنية السورية.

واليوم وبعد استفحال الخلاف بين الميليشيا الانفصالية وبين ما يسمى مجلس دير الزور العسكري المكون الأساسي من العشائر العربية، ووصول هذا الخلاف حد الحرب، ودخول المنطقة في أتون حرب طاحنة، على خلفية اعتقال “قسد” لقائد المجلس المعروف باسم “احمد الخبيل” اللقب بـ”أبو خولة”.

حرب ضروس بدأت في أرياف دير الزور الشرقية استطاعت خلالها قوات العشائر العربية من السيطرة على معظم القرى المحاذية لخط الفرات الشرقي المقابل لنقاط الجيش العربي السوري والقوى الرديفة والصديقة، ومع احتدام المعارك بين الطرفين وسقوط قتلى وأسرى منهما، يبقى صمت المحتل الأمريكي مريباً ازاء هذه الحرب الطاحنة التي تدور في فلك سيطرته بالقرب من حقول النفط السورية.

“صمت أمريكي” يكشف الكثير بحسب المراقبين عن المخطط للمنطقة بالتوافق مع النظام التركي والهدف هو التخلص من أداة “قسد” التي باتت عبئا ثقيلاً على قوات الاحتلال الأمريكي، بعد قرب انتهاء توظيفها وتريد واشنطن الدفع بهم كقربان منها لإعادة ترتيب علاقاتها مع تركيا والتضحية بتلك الأداة الانفصالية التي طالما راهنت على الحماية الأمريكية لها ووقفت بوجه الدولة السورية كرمى عيون المحتل الأمريكي.

هبة العشائر

"هبة العشائر" .. الجزيرة السورية إلى أين؟

هبة العشائر

المراقبون يؤكدون أنه مهما كان المخطط ومن يقف وراءه، تبقى أي اضطرابات في مناطق الاحتلال الأمريكي نقطة مضيئة باتجاه الخلاص من هذا الاحتلال، فالعشائر العربية الأصيلة معروفة بولائها ووطنيتها، وقد هب العديد منها في حلب لإعلان تضامنها مع عشائر دير الزور وانتفاضتها الشعبية بوجه ميليشيا “قسد” مؤكدة أنها وطنية ولن تقبل ببقاء المحتل على أرض الجزيرة.

مصادر متقاطعة تشير إلى أن العشائر العربية في مناطق دير الزور والحسكة بدأت تتحسس أهمية التمسك بالخيار الوطني السوري بعد أن تجرعت كأس المذلة تحت نير الاحتلال وأعوانه من ميليشيا “قسد”، وبالتالي فإن الهبة العشائرية ليست على خلفية اعتقال القائد العسكري لما يسمى مجلس دير الزور العسكري، بل جاءت في توقيت مهم وحساس بعد أن ضاقت العشائر العربية ذرعاً من تحكم الميليشيات الانفصالية بحياة المدنيين في مناطق الجزيرة السورية، ناهيك عن السرقات والفساد والرشوة وحرمان الحقوق التي تمارسها تلك الميليشيات في مناطق انتشارها.

مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظتي الحسكة وحلب أكدوا أن ما يحدث في الجزيرة السورية، تعبير صارخ لرفض المخطط الأمريكي العدائي الفتنوي الناهب لثروات الشعب السوري على مدار السنوات الماضية، واصفين ما تشهده منطقة الجزيرة السورية بالمنعطف التاريخي المهم من حيث تغير المزاج العام، واستنهاض فكر المقاومة الشعبية وإسقاطه فعليا على الميدان، ولأنه على مدى التاريخ كانت القبائل والعشائر العربية في المنطقة لها القول الفصل في مقارعة الاستعمار القديم والحديث كان الرهان على إحياء هذا الدور المهم في المنطقة لإسقاط المخطط الأمريكي في المنطقة، وهذا ما يأمله الشعب السوري في جميع أرجاء الوطن.

الهبة العشائرية بوجه ميليشيا “قسد” جاءت بعد حديث عن تخطيط واشنطن لإغلاق الحدود العراقية السورية بهدف منع الامداد بين البلدين الشقيقين أو حتى منع إمدادات إيران البرية إلى سوريا، إلا أن هذا المخطط حكم عليه بالفشل قبل البدء بتنفيذه فالجميع يدرك أن هذا الأمر يعني حالة حرب لن تقدر واشنطن على مجابهتها في حال توحدت الجبهات على الأراضي السورية والعراقية وفي المنقطة عموماً.

المصادر تشير إلى أن واشنطن وبعد تأكدها من فشلها في مخططها الآنف الذكر، عمدت إلى إشعال حرب داخلية بين قوات العشائر وقوات “قسد” بهدف ابقاء المنطقة على صفيح ساخن، وبالتالي نجدة الطرفين بالمحتل الأمريكي تعني ديمومة الاحتلال في تلك المناطق، إلا أن الاحتلال الأمريكي لا يعي أن مخططه قد ينقلب عليه، خصوصاً أن العشائر العربية معروفة بوطنيتها، ورغم عمل الكثير من العشائر تحت الاحتلال الأمريكي إلا أن الوقت قد حان لهبتها بوجه المحتل وهي التي تحينت الفرص لإثبات وطنيتها والعمل على طرد أدوات المحتل وفي المرحلة اللاحقة طرد المحتل ذاته عن أرض الوطن، وهذا ما عهده الشعب السوري في أبناء العشائر العربية الأصيلة وما تمناه.

وتبقى الأيام المقبلة مثقلة بالمفاجآت التي يأمل الشعب السوري بمختلف أطيافه أن تحمل معها بشرى رحيل المحتل عن أرض الوطن جاراً خلفه أذيال الهزيمة حاملاً معه أدواته من المرتزقة والانفصاليين الذين استعانوا بالاحتلال ضد أبناء وطنهم ، وإن رهان الشعب السوري على أبناء العشائر العربية الأصيلة كبير بدعم من الجيش العربي السورية وقيادته الحكيمة ، وإن غداً لناظره قريب.

 

أديب رضوان – سونا نيوز


 

ورطة قسد مع عشائر دير الزور

تحشيد عسكري بالمنطقة.. هل الحرب على الأبواب؟

أقرأ أيضاً:تحشيد عسكري بالمنطقة.. هل الحرب على الأبواب؟

ورطة قسد مع عشائر دير الزور

عشائر دير الزور في مواجهة قسد

“القبح”.. وجه السياسة الأمريكية الحقيقي

أقرأ أيضاً:“القبح”.. وجه السياسة الأمريكية الحقيقي

عن hasan jaffar

شاهد أيضاً

طوفان الأقصى وحدة الساحات

طوفان الأقصى وحدة الساحات

برز جلياً مؤخراً مصطلح ” وحدة الساحات” بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *